المطران ابراهيم احتفل بعيد القديسين بطرس وبولس في تل دنوب

استقبلت بلدة تل دنوب رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم في زيارته الرسمية الأولى للبلدة بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس.

وزار سيادته كنيسة مار مارون حيث كان في استقباله كاهن الرعية الأب وسام ابو ناصر، كاهن رعية القديسين بطرس وبولس الأب نقولا صليبا، رئيس البلدية ايلي الصقر والمختار الياس نخلة وعدد من اهالي البلدة. واطّلع سيادته منهم على اوضاع البلدة واحتياجاتها.

وانتقل الجميع الى كنيسة القديسين بطرس وبولس حيث ترأس سيادته قداساً احتفالياً بمناسبة عيد القديسين عاونه فيه الآباء نقولا صليبا، اليان ابو شعر، ادمون بخاش وشربل راشد بحضور الأب وسام ابو ناصر، رئيس البلدية، المختار والمؤمنين.

وكانت للمطران ابراهيم عظة هنأ فيها اهالي البلدة بالعيد وقال:

” الأب نقولا والأب وسام عامودي هذه البلدة، ونحن اليوم نحتفل بعيد عامودي وزعيمي الكنيسة بطرس وبولس. في كل كنيسة هناك صخرة وعامود زعيم. الكنيسة تقوم على هذه الصخور، صخور الإيمان الذين هم خلفاء الرسل، الكهنة الذين يبشرون بيسوع المسيح ويؤدون الشهادة مهما غلا الثمن. ونحن في هذا البلد دفعنا الثمن غالياً لشهادتنا وايماننا.

بولس عرف لبنان وربما ايضاً بطرس، وكما تعرفون انطلقت اولى سفرات بولس من الشاطئ اللبناني من صور وصيدا وبيروت وجبيل الى قبرص واليونان والى نواحي تركيا للتبشير، حمّل كل ما له من لا شيء. ممتلكات الرسولين بطرس وبولس وكل الذين حملوا الإنجيل كانت فقط الإنجيل المقدس. كانت هذه الأمتعة التي حملوها معهم اينما حلّوا وبشّروا بيسوع المسيح الإله الإنسان الذي افتدانا على الصليب وقام من بين الأموات وأعطانا مجد القيامة.”

وأضاف ” نحن في هذا البلد بحاجة الى صخور على هيئة بطرس ومثاله، هو الذي تجرأ بكل قوة أن يعلن ايمانه بالسيد المسيح قائلاً ” انت المسيح ابن الله الحي” في وقت كان الباقون يتساءلون من هو، هذا الإعلان لم يكن بسيطاً ولم يكن صدفة، ولكن كما قال السيد المسيح في الإنجيل ” ان ابي الذين في السماوات هو الذي كشف لك هذا ” . عندما نؤمن بيسوع الله يزرع الإيمان في قلوبنا، السماء لا تتركنا والله لا يتركنا. كما تذكرون في ايام الصوم صلّينا ” ان الله معنا فاعلموا ايها الأمم وانهزموا لأن الله معنا” ، عن اي أمم نتحدث؟ انهزام الأمم فينا هو انهزام الخطيئة والضعف، انهزام التردد والشك، وانتصارنا الأقوى دائماً هو انتصارنا على ذواتنا، واليوم نحن نعيش هذا الزمن، زمن الشكوك: هل يا ترى نبقى في هذا البلد؟ أم نتوجه بأبصارنا وعقولنا الى بلدان أخرى؟ . لقد جرّبنا بلداناً اخرى وهي بلدان جميلة لكن لا يوجد أجمل من لبنان بالرغم من كل المشاكل التي يعاني منها وهو لا يستحقها ، يبقى لبنان بلد من صنع الهي، لدينا جمال غير موجود في امكنة أخرى من العالم.

اذا اخذنا بلدة تل دنوب تطل شرقاً على جبال وتطل غرباً على جبال وترى جمالاً واخضراراً ـ ترى عظمة وتاريخ . ان اكون في وسط تاريخ بلدي وشعبي وتقاليدي وايماني هذا غنى لا يضاهيه أي غنى آخر. لبنان هو محط انظارنا وهدف صلاتنا لكي يلمسه الرب بلمسات الشفاء في زمن مرضه وتعبه، لكن هذا الزمن هو كزمن الكنيسة، كما سمعنا في انجيل اليوم، ” انت الصخرة ” ، كل واحد منا هو صخرة  وعلى هذه الصخرة سيبني الرب كنيسته، سنبني وطننا، حاضرنا ومستقبلنا، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.

كل واحد منا هو بطرس ويتحول الى صخرة ايمان بالله وبالإنسان وبلبنان، هذه ثلاثة محاور أساسية في حياتنا كلبنانيين: الله والإنسان ولبنان. اذا نقص واحد منهم تتلخبط حياتنا كلها.”

وتوجه سيادته الى شباب من البلدة قادمين من الولايات المتحدة الأميريكية داعياً اياهم الى العودة الى لبنان، وتأسف على خسارة لبنان مثل هذه الثروات وقال :

” لبنان هو بلدة الثروات لكن ممنوع عليه ان يلمسها او يستكشفها او يستثمرها لأن هناك ارادة في هذا العالم تدعى ” الإستعمار المعاصر” يستعمرون الشعوب بإسم الحرية والديمقراطية وبأسماء كثيرة لها ظاهر الجمال لكن في داخلها بشاعة تدفعنا الى اليأس. وهذا اليأس هو ممنوع علينا لأن كل شيء آخر ممكن أن نتدبر امره وان نعوضه أما اليأس يدفعنا الى الإستسلام وفقدان الإيمان الذي تحدثنا عنه. فإذا فقدنا الإيمان بالوطن نكون الى حد بعيد فقدنا الإيمان بالله وبالإنسان.

علينا ان نختار الرب يسوع كما اختاره بولس الذي هرب من مكان الى آخر حماية لذاته من اجل التبشير بيسوع المسيح، علينا عدم الإستسلام عند اول خطر نشعر به، نحن اليوم بحاجة الى هذين الزعيمين والهامتين في الكنيسة : بطرس وبولس. وكما قلت بالأمس في كسارة، اصبح لدينا حساسية من كلمة زعيم. نحن اليوم بحاجة الى زعماء على مثال بطرس وبولس، للأسف الزعماء لدينا اختاروا غير طريق: طريق الأنانية ومحبة الذات والإهتمام بما يختص بحياتهم الشخصية والمادية وتركوا الشعب يجوع، سرقوه وحرموه من ابسط حقوقه. هءلاء الزعماء لا يجوز ان يسموا زعماء اذا كان هناك زعماء مثل بطرس ويولس. اذا كنا مسيحيين نؤمن بالله ، فزعماؤنا هم مار بطرس ومار بولس والرسل والقديسين، فهم يحبّونا بدون مقابل وينتظرونا في هذه الحياة وفي الآخرة.”

وختم المطران ابراهيم ” أنا سعيد جداً بأن اكون معكم اليوم، مع ابناء هذه البلدة الذين يقدمون شهادة رائعة عن وحدة الكنيسة، وهي حالة اكثر من طبيعية عندما نكون مع بعضنا البعض.

اطلب من الرب ان يبارككم ويبارك عائلاتكم ويبارك تراب هذه الضيعة في تل دنوب، وكما تعلمون زلزال لم يستطع أن يؤذيكم، نقلكم من مكان الى آخر، من مكان جميل الى مكان أجمل وبقيت أثار الكنيستين، مار بطرس وبولس ومار جرجس تشهد على تاريخ عريق.

كل عيد وانتم بألف خير.”

وبعد القداس أقام السيد ميشال حداد عشاءً على شرف المطارنة ابراهيم ابراهيم وجوزف معوض في مجّمع لافورج حضره النوّاب قبلان قبلان، حسن مراد وشربل مارون، عضو المجلس العسكري اللواء بيار صعب رئيس البلدية ايلي الصقر، المختار الياس نخلة وعدد من اهالي البلدة.

وكانت كلمات للمطارنة معوض وابراهيم نوّهوا فيها بالموزاييك الفريدة التي تمثلها قرى البقاع الغربي بالعيش الواحد والتضامن، وهنأوا النواب بفوزهم طالبين منهم الوقوف الى جانب ابناء منطقتهم ودعمهم في هذه الظروف الصعبة.

Exit mobile version