نوال برّي: استنزفتني الأخبار ولن أكون “عروس بيروت” في الحياة

كتبت اسراء حسن،

استنزفها جوّ البلد، فاختارت التخلّي عن النقل المباشر للأخبار السياسية اليومية، لتتحدى نفسها في تجربة عبر الشاشة أيضاً لكن تمثيلاً، في “عروس بيروت”؛ وهي التي لا تؤمن بمؤسسة الزواج.

إنّها “فشة خلق” للمذيعة نوال بري، التي أخذت في كانون الأول الماضي إجازة من قناة “أم تي في”، بحثاً عن نقلة في حياتها؛ وهي تشرح في حوار مع “النهار” ما دفعها في ذلك الاتجاه: “مللتُ من تلك اللحظات التي كنت أطلّ فيها على الناس لأفيدهم عما إذا كانت ستتشكل الحكومة أم لا، وبعدها كرّت سُبحة الأوضاع المعيشية في لبنان الآخذة بالانحدار من موضوع الدواء إلى طوابير البنزين”.

تقول: “كصحافية، عشت بشكل شخصي كل هذه الأحداث التي استنزفتني، وصلتُ إلى مرحلة قلت فيها في قرارة نفسي: لم يعد باستطاعتي أن أشهد على انهيار بلدي، فأردت الهرب مما نغرق فيه. أردت هذه الإجازة بعد كل ما مررت به في التغطيات وما تعرّضت له على الطرقات، 12 عاماً وأنا أعمل في الجوّ نفسه، لم يحصل مرة أن قدّمنا تغطية تفشّ الخلق، لذلك اتخذت قرار الإجازة وخضت مرحلة البحث عن نفسي: ماذا أريد من هذه الحياة؟ أبلغتُ إدارة القناة بأنني سآخذ استراحة لمدة عام، وودّعت زملائي في قسم الأخبار”.

تشدّد برّي على أنها لم تترك عالم الإعلام، بل عالم تغطية الأخبار: “الأبواب مشرعة أمام ما يُمكن أن أقدّمه لاحقاً في عالم الإعلام الواسع”. هذا القرار المصيريّ أتى وليد تراكمات حياتيّة عاشتها، إذ “بعد انفجار الرابع من آب أصبحتُ شخصاً آخر، كسائر الناس، نظرتنا إلى هذا البلد اتّخذت منحى مغايراً عمّا كنّا نراه”.

هي استراحة محارب وتفاصيل شخصيّة حان وقتها إذ “للمرة الأولى في حياتي أحصل على هذه الاستراحة بعيداً من أجواء الأخبار الضاغطة ومعرفة كلّ تفصيل له علاقة بهذا البلد. شعرتُ للمرّة الأولى بأنني إنسانة حرّة لأنّني لا أحمل أعباء كلّ هذا البلد على ظهري”.

تضيف: “عندما أصبح الإعلام جزءاً من حياتي، لم أنظر إليه يوماً على أنّه وظيفة، وآسف للقول إنّني اتّخذت قرار الانسحاب من عالم الأخبار عندما فقدت الأمل بهذا البلد. لم يعد يشبهني بأيّ شيء، ولم أعد أملك هذه القدرة على مواصلة العطاء في مجالي”. وتلفت إلى أنها لا يُمكن أن تعمل في هذا المجال بعيداً من لبنان وكنف “أم تي في” “لأني مرتاحة في هذه المؤسسة التي هي بمثابة منزلي”.

دخول برّي أخيراً إلى عالم التمثيل وليد صدفة بحتة: “أعترف بأنني لم أتوقّع شخصياً أن يقترن هذا المصطلح بحياتي. منذ الصغر، كانت لديّ الرغبة في دراسة التمثيل، لكن لم تسمح الظروف، والمفارقة أنني خلال دخولي مجال الإعلام كنت أتلقّى العديد من العروض. كنت أفرح في الداخل، وأرفضها تمسّكاً بهذا الشغف الذي أكنّه لمهنتي. وخلال هذه الاستراحة الطويلة تلقّيت عرضاً لتجسيد دور فرفضته لأنّ الهدف الأساس كان الرغبة في الابتعاد عن الأضواء، ثمّ جاءني عرض آخر لأداء دور في المسلسل الأشهر عربياً “عروس بيروت”. أعطيت هذه المرّة فرصة لقراءة الدور، فوجدته صغيراً وخفيف الظلّ وليس ثقيلاً على الجمهور، لا بل وجدت الدور يشبهني”.

تربط بين كونها متابعة لهذا المسلسل واسمه المقرون بـ”أم بي سي” وقناعتها به، واضعة إياه في إطار “فشة خلق” للرغبة القديمة في دخول عالم التمثيل، مستعينة بمدرّب التمثيل بوب مكرزل، الذي درّبها على مدى أسبوع بكثافة قبل وقوفها أمام أبطال وفريق عمل المسلسل: “أؤدي دوري أمام الممثلة كارمن لبّس. كنت مع الأستاذة. شعرت بالخوف بداية، لكن لبّس زرعت بي راحة لا تقدّر بثمن، فهدفي كان أن أؤدي مهمّتي بالشكل المثالي. ساعدتني لبّس كثيراً لا سيّما أنّ الوقوف أمامها لم يكن سهلاً”.

تحلّ برّي ضيفة في “عروس بيروت”، ودورها يحمل ثقلاً في مسار الأحداث التي تمرّ فيه، وهي أنهت تصويره أخيراً: “سيراني الجمهور في صورة مختلفة عن نوال التي اعتادوا رؤيتها على الأرض”، وتوضح في هذا السياق: “هي تجربة وتحدٍّ في آن معاً، وليس إعلاناً رسمياً لدخول عالم التمثيل. ولا مشكل لديّ في أن يُطلق عليّ صفة الدخيلة. حُكي عني كثيراً عندما كنت أمتهن الاعلام، ولم أكن أنظر لهذا الأمر، ومع الدور التمثيلي الذي أؤديه أتّبع النهج نفسه. ما أقوم به يبقى لنفسي، لذلك لن أقدم على أيّ خطوة جديدة في هذا العالم الجديد قبل أن أشاهد وأقيّم نفسي؛ إذا شعرت بأنّني فعلاً دخيلة فلن أكمل، ويكفيني ما سمعته من القدير رفيق علي أحمد من تشجيع، فضلاً عن دعم من أبطال العمل”.

وعن احتمال أن تصبح هي “عروس بيروت” في الحياة، ترد برّي: “لن يسمع الجمهور بهذه العبارة، وهذا قرار اتخذته في حياتي، لا أفكر في الزواج ولا أؤمن بمؤسسته”.

المصدر:النهار

 

Exit mobile version