كتبت لوسي بارسخيان،
سيتبدّل المشهد بشكل جذري خلال أسابيع في منطقة مقاهي وادي البردوني في زحلة. وما يعرف في جغرافية المدينة بالـ dead end سيختبر حيوية مضاعفة، تضاف الى تلك التي خلقتها الحانات والمطاعم التي تمددت بمحيط مدخل «الوادي»، وذلك مع استكمال أعمال البنية التحتية التي قامت بها البلدية، لتحويل جزء من المساحة التي استملكتها في المنطقة الى محطة دائمة للـ street food وتقديم الخدمات التي تتناسب مع وظيفة المنطقة السياحية والظروف المعيشية القائمة، علها تتحول حاضنة لاستثمارات شبابية تجريبية تطمح للتوسع في زحلة وخارجها.
الأرضية باتت جاهزة، وتضمنت، الى رصف المكان وتحديد مسرحه، استحداث رصيف يطل مباشرة على مجرى نهر البردوني الذي جرى تأهيله في مرحلة سابقة ايضا، وإقامة شبكة الصرف الصحي. وصارت المسؤولية حالياً بيد المستثمرين الذين تحمسوا لإقامة بيوت جاهزة سيقدمون من خلالها الخدمات. وعدد هؤلاء بحسب رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب 16 شاباً وشابة تقدموا للبلدية بأفكار متنوعة، وسيباشرون بتنفيذها خلال أسابيع. علماً أن المنطقة تتسع لـ19 بيتاً جاهزاً يمكن أن يخصص كل منها بمساحة تضمن الفسحة الخارجية لوضع كراسٍ وطاولات لإستقبال الزبائن.
هذا المشروع يشكل تعويضاً عن فرصة مؤجلة للمنطقة، وكان قد بدأ التفكير به منذ سنة 2002، ويتضمن استحداث مبان تحمل طابعاً تراثياً، يمكن أن تستقطب نشاطات مختلفة، ويكون طابقها المتمدد الى تحت الأرض مخصصاً للحانات المجهزة بكواتم صوت وكافة المستلزمات التي تراعي المحيط السكني، بالإضافة لمواقف سيارات تتسع لعدد زوار المنطقة التي كان يفترض تحويلها منطقة مشاة، يفصلها جسر استحدثته البلدية أيضا.
عندما وضع المشروع «الحلم» لم يكن أحد يتوقع تنفيذه دفعة واحدة، خصوصاً أن ماليات البلديات كما يؤكد زغيب، لا تسمح بإنفاق ملايين الدولارات في تشييد المباني. ولذلك باشرت البلدية أولا بخطة الإستملاكات التي صارت متاحة فور صدور مرسوم خاص بالمنطقة في سنة 2004. وقد استكملت هذه الإستملاكات على مراحل. ولكن ما إن لاحت في الافق إمكانيات المباشرة بالشق التنفيذي للمشروع حتى عصفت بلبنان الأزمة الإقتصادية التي كبلت أيادي كل البلديات، لتصبح عاجزة عن إصلاح حتى بعض الاعطال الصغيرة في بعض القرى. ومن هنا ولدت فكرة استبدال المباني الكبيرة ببيوت جاهزة، إلى أن تتبدل الظروف، ويأتي من يبدي إهتماماً بوضع استثمارات اكبر في هذه المنطقة.
يتوقع زغيب أن تصبح المنطقة جاهزة لإستقبال الزوار خلال شهر آب، حيث يفترض أن يكون المستثمرون الشباب الذين تقدموا بطلبات إنشاء «الكيوسكات» قد جهزوا بيوتهم واستكملوا الإجراءات المطلوبة من تأمين المياه ووصل صرفها الصحي بالخطوط المجهزة وغيرها.
وحول المظهر الذي ستتخذه هذه البيوت يشرح زغيب أن البلدية «لم تتدخل مباشرة فيه بل تركنا الحرية باختيارها ولم نسع الى توحيد مظهرها حفاظاً على التميز وخصوصية التنوع التي يمكن أن تكون أكثر جاذبية لزوار، وإنما مع إشرافنا مباشرة على أهمية تطبيق المعايير التي وضعناها بالنسبة للمظهر ونوعية تقديم الخدمات».
ويؤكد زغيب في المقابل أن لا تأثير سلبياً لهذه المنطقة المتوسعة على مقاهي ومطاعم الوادي التقليدية، لأن نوعية الاكل والخدمة المقدمة مختلفة، وبالتالي هناك توقع لإستقطاب فئة جديدة من الرواد لهذه المنطقة. ويقول: «هدفنا حالياً ان نثبت ملاحظتنا بأن هذه المنطقة لديها فرص للعيش صيفاً وشتاء. ومن خلال إثبات هذه النظرية نأمل أن تجذب المنطقة المستثمرين لاحقاً، فيتم تنفيذ المشروع بشكل مستدام مع شركاء للبلدية التي تملك كامل الأرض».