نجح الجيش اللبناني رغم كل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان وخلفه المواطنون والعسكريون في بسط سيطرته على الأمن في بعلبك الهرمل، وأحكم قبضته على مفاصل الأحياء والمناطق ذات التوتر المستمر، ملاحقاً كلّ من يحاول زعزعة الإستقرار واللعب بنار الفوضى.يطلّ عيد الجيش اليوم وأحوال عناصره وضبّاطه لا تقلّ صعوبةً عن أوضاع اللبنانيين جميعاً، ورغم كل المعاناة يبقى «أمر اليوم» دائماً وأبداً ملاحقة المطلوبين والمخلّين بالأمن وتجّار المخدرات وعصابات الخطف، وبث الأمان والطمأنينة في نفوس المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً بالأوضاع الإقتصادية والأمنية معاً، فالمؤسسة العسكرية تبقى صمام الأمان وقبلة الباحثين عن جهة تعطيهم دفعاً وأملاً للبقاء في هذا الوطن، علّه يقف على قدميه مرة جديدة.لم يمرّ على محافظة بعلبك الهرمل إستتباب للأمن كالذي تشهده هذه الفترة، فالجيش فرض قوته على الأرض وأعاد الثقة إلى البقاعيين بأن لا شيء عصيّ على هيبة الدولة، ورغم كل المحاولات والخطط الأمنية التي نفذت على مدار السنوات الماضية لاستعادة الدولة حضورها في المنطقة، كانت الخطة التي نفذت منذ حوالى الشهرين في تعقّب تجّار المخدرات الأنجح والأنجع، حيث وضعت النقاط على الحروف وأزاحت الغطاء الذي يمكن أن يستعمله هؤلاء، ونصّب الجيش نفسه حاكماً وحيداً وآمراً ناهياً للأمن في المنطقة.لم تستغرق عملية تحرير المغترب السوري المخطوف بدر الطلي ابن الأربعين عاماً والقادم من الإمارات العربية المتحدة سوى ساعات على يد قوة من مخابرات الجيش خلال مداهمةٍ نفّذتها في محلة الشراونة في بعلبك بمشاركة مروحية عسكرية.وفي تفاصيل العملية التي نفذت بحرفية، أنه بعد توافر معلومات عن مكان تواجد الطلي المخطوف على يد عصابة برئاسة شخص من آل (ج) الأسبوع الفائت إثر وصوله الى بعلبك طلباً لفدية مالية، نفذت القوة المداهمة عملية سريعة وخاطفة في مكان تواجد المخطوف، فأُطلقت النار عليها إلا أنها ردت بالمثل، ما أدى إلى مقتل مطلق النار وإصابة آخر وتوقيف ثلاثة من أفراد العصابة إضافة إلى مصادرة أسلحة وذخائر وسيارات وتلف حشيشة مزروعة داخل خيم بلاستيكية تم تفكيكها ومصادرتها، متوجةً العملية بتحرير المخطوف الطلي. وقد تداخلت المعلومات في حينه عن خطف رجل أعمال سعودي تبين أنها غير صحيحة.وتؤكد مصادر أمنية لـ»نداء الوطن» أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية تعمل من دون كللٍ أو ملل وهي تتابع ما بدأته منذ أسابيع في فرض الأمن على مساحة بعلبك الهرمل، وقد لمس الناس المفاعيل الإيجابية على الأرض من نجاح للمهرجانات إلى توقف المشاكل وإطلاق الرصاص، وصولاً الى العمل السريع على معالجة أي أعمال أو إشكالات كان آخرها عملية الخطف. وأضافت المصادر أن التهديدات التي تطلق يمنةً ويسرة لن تثني الجيش عن القيام بواجبه، وهو ليس بصدد مواجهة أحد من العشائر والعائلات ما عدا المطلوبين وتجار المخدرات وعصابات الخطف.
بدورها، أبدت مصادر بقاعية إرتياحها الى مجريات الأحداث الأمنية واستتباب الأمن في المنطقة ومفاعيل المداهمات التي نجحت في إعادة الأمان وإحكام الجيش قبضته على المنطقة من دون تهاون أو تراخٍ مهما كان الثمن، ونوّهت بحكمة قائد الجيش في التعامل مع المرحلة وزواريب المنطقة وتداخلها، وأكدت وقوف البقاعيين الدائم خلف المؤسسة العسكرية مهما بلغت التضحيات.
المصدر:نداء الوطن