زحلة تستعيد مهرجان “الكرمة” وتؤجّل “الزهور”

كتبت لوسي بارسخيان،

بعد غياب سنتين بسبب جائحة «كورونا» وما أعقبها على الصعيد اللبناني من أزمات ومآسٍ كان آخرها إنفجار 4 آب، إرتأت بلدية زحلة أن تعيد إحياء مهرجان الكرمة لهذه السنة، إنما بصيغة مختلفة، تراعي خصوصاً الظروف الإقتصادية التي لا تسمح ببذخ كبير في ميزانيتها، وتحاول في الوقت نفسه ضخ حيوية إضافية بصيف المدينة التي تشهد فورة مغتربين قدموا من مختلف أنحاء العالم، إنعكست إيجابياتها على القطاع السياحي والمطعمي في زحلة ومحيطها خصوصاً، حيث ذكر أحد أصحاب أكبر المؤسسات السياحية في منطقة مقاهي البردوني أن الإنتعاش الذي يشهده القطاع هذه السنة، لم تشهد له زحلة مثيلاً منذ أكثر من عشر سنوات.

محطات مختلفة ترعاها البلدية في مهرجانات هذه السنة، التي حافظت على بعض النشاطات التقليدية المرتبطة باسمها وتخلت عن أخرى، بهدف أن ينعكس إنفاقها مباشرة على «البشر». وعليه، فقد عمدت الى تشجيع مختلف النوادي والجمعيات الأهلية والكشفية على تنظيم نشاطات تدعمها البلدية مباشرة، وتسمح لها بتأمين دخل يحافظ على استمرارية رسالتها كل بحسب أهدافها.

ومن ضمن هذه النشاطات، إستعادت المهرجانات محطتها التقليدية مع مهرجان الشعر الذي صودف إحياؤه مع ذكرى إنفجار 4 آب ليخترق كلمات المتحدثين وقصائد الشعراء الذين توالوا على المنبر. إلا أن زحلة تخلت عن مهرجان الزهور التقليدي، لما يحتاجه هذا النشاط من ميزانية ضخمة لا تعود بإفادة مباشرة على المشاركين فيه أو على أهالي المدينة وشبابها. وقررت في المقابل أن تتوقف عند مئوية «إعلان لبنان الكبير» التي مرت قبل عامين، بعد تعثر خطتها في هذا الإطار للإضاءة على الدور الذي أدّته المدينة تحديداً في ضم الاقضية الاربعة، وإعلان ذلك من فندق «قادري الكبير» الذي تحوّل فندقاً تاريخياً منذ تلك اللحظة.

وعليه، فإن المحطة الأبرز من ضمن نشاطات مهرجانات الكرمة لهذه السنة ستكون مسرحية «اليوبيل» من كتابة وإخراج الأديب جورج كفوري وكوريغرافيا شانتال رابايه، في تعاون مستمر بينهما تحول جزءاً من خصوصية مضافة لمهرجانات الكرمة السياحية التي درجت على تشجيع الأعمال الفنية مع إشراك أكبر عدد من الممثلين والمغنين الموهوبين فيها.

وكما ستضيء مسرحية «اليوبيل» على دور زحلة في إعلان دولة لبنان الكبير، توقف رئيس بلدية زحلة في مهرجان الشعر السنوي عند الدور الذي أدته زحلة وقيمها في بناء «الوطن والمواطنية» ولا سيما لجهة التلاقي والتناغم مع المحيط.

وأكد زغيب أنه «رغم كل الصعاب والمخاطر سنبقى نحارب لجعل هذه المدينة رائدة بمحيطها ومميزة على صعيد الوطن»، داعياً الى «تكريس ما يجمعنا كلبنانيين ليكون الأساس بتربية الأجيال القادمة»، والى «تجديد كتاب التربية المدنية، لنعلم أولادنا كيف يتفاعلون مع بعضهم البعض ويحافظون على عاداتنا وتقاليدنا، وعلى قيمنا ومبادئنا التي أعتبرها أساس بناء المجتمع، وبناء الإنسان بهذا المجتمع». وشدد زغيب على «أننا كلنا شركاء في تأسيس وطن، يتساوى فيه القوي والضعيف، الفقير والغني»، مؤكداً «سعي اللبناني منذ ولادته وكفاحه ليعيش بكرامة، ويعيش بوطن قائم على المساواة والعدالة بين جميع أولاده».

كما دعا الى وضع خطة عمل لتشجيع وتنمية وكتابة الشعر بزحلة، معتبراً أن «هذا اللقب لم يأت من عدم، والمحافظة عليه مسؤولية كبيرة»، مطلقاً المبادرة لوضع خارطة طريق لنحافظ على زحلة عاصمة الأدب والشعر، وعلى استمرارية الإبداع الشعري في المدينة».

علماً أن برنامج مهرجانات زحلة مستمر حتى منتصف شهر آب الجاري، وجميع النشاطات فيه مجانية، وستتضمن في نهاية الأسبوع الجاري ولمدة ثلاثة أيام مهرجاناً يستهدف الاطفال خصوصاً، تنظمه جمعية الكشاف الماروني بالشراكة مع مؤسسة الرؤية العالمية برعاية بلدية زحلة في البارك البلدي.

#نداء الوطن

Exit mobile version