المطران ابراهيم دشّن كابيلا التجلي في كنيسة القديس اندراوس وازاح الستار عن نصب تذكاري للمطران اندره حداد وبلدية زحلة اطلقت اسمه على الشارع قرب الكنيسة

بدعوة من كاهن وابناء رعية القديس اندراوس في زحلة دشّن وكرّس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم كابيلا التجلي عشية عيد التجلي خلال احتفاله بالذبيحة الإلهية بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، كاهن الرعية الأب طوني الفحل، الأرشمندريت عبدالله عاصي، والآباء طوني رزق، اومير عبيدي، ايلي البلعة وشربل راشد، وخدمته جوقة الرعية بالتعاون مع جوقة مقام سيدة زحلة والبقاع، بحضور النائب سليم عون، النائب جورج عقيص ممثلاً بالأستاذ ربيع فرنجي، الوزير والنائب جورج بوشكيان ممثلاً بالسيد ليو كروميان، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، نقيب اطباء لبنان الدكتور يوسف بخاش، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل، وفد من بلدة روم بلدة المثلت الرحمات المطران اندره حداد يتقدمهم روبير حداد ابن شقيق المطران اندره، سفيرة المنظمة العالمية لحقوق الإنسان كارولين معلوف سعادة، وفد من مستشفى تل شيحا برئاسة المدير جوزف بستاني، المتعهد نقولا السروجي، رجل الأعمال ابراهيم الصقر، رئيس دير مار فرنسيس في زحلة الأب الياس مرسوانيان وعدد من المخاتير والكهنة والراهبات والمدعوين.

بداية الإحتفال مع دخول سيادة المطران ابراهيم والكهنة يتقدمهم شبيبة ميداد، بعدها ترأس سيادته رتبة تبريك المياه ورش بها المذبح والكابيلا والحضور، وعلى ترانيم الجوقة غسل المطران ابراهيم المذبح بمعاونة الكهنة ومن ثم مسحه بالميرون المقدس كذلك الأيقونات الموجودة في الكابيلا، والبس المذبح الحلة الكنسية الجديدة.

بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة تحدث فيها عن عيد التجلي وهنأ الجميع بتدشين الكابيلا ومما قال :

” في المرة الأخيرة التي احتفلنا في صلاة النوم هنا ايام الصوم كان البرد قارساً. المكان هو نفسه لكن المشاعر اليوم مختلفة، اليوم لدينا دفئ اضافي الى جانب الحر الموجود في الجو لدينا حرارة بأن هذا المكان ينقلنا الى زمان ومكان آخر، حيث كانت رؤية لراعٍ كبير أراد ان يكون هذا الجبل على مثال جبل التجلي فكانت هذه الكنيسة وحملت اسمه.

تحتفل الكنيسة غدا بعيد تجلي ربنا يسوع المسيح. وعيد التجلي هو عيد إظهار ألوهية المسيح التي تجلّت بأنوار باهرة. هذا النور الذي يجب أن يحلَّ علينا : في قلوبنا وفي أفكارنا، في أجسادنا وفي نفوسنا. هذا النور نحتاجه اليوم أكثر من أي يوم مضى ونحن نعيش أيم ظلمة وحروب، أيام خراب ودمار وضياع. نور المسيح هو الذي نعيشه اليوم قد عاشه قبلنا إله الحياة وسيدها يسوع المسيح. يسوع الذي يعطي معنى لألمنا فندرك أن بعد الموت قيامة وبعد الظلمة نور وخلاص.

عندما نرتفع إلى هذه الرتبة العالية من الروحانية نستطيع عندها أن نختبر التجلي ويصبح لنور المسيح مكانٌ في حياتنا. نور التجلي يُظهر لنا حقيقةً لا تتغير وهي أنَّ كل الناس متساوين بالكرامة عند الله وأننا جميعاً أبناؤه وأنه لا فرق بين إنسان وإنسان. فكلنا أبناء الله ونسل ابراهيم. ”

وأضاف ” من هنا نأخذ هذه العبارة وعلينا اعطاءها الأهمية كوننا متساوون لذلك لا يجوز ان نعيش بحسب البروتوكولات التي هي ضيقة وتقيّد. مع العلم ان الكنيسة الكاثوليكية هي الأولى في العالم في البروتوكول. لكننا قي بلد لا يجوز ان نتقيد بهذه البروتوكولات داخل كنائسنا ونحن في ازمة وصعوبة. نحن جميعاً في نفس السفينة ليس هناك كبير او صغير. الأزمة اليوم تطال الجميع، لذلك عندما نكون في بيت الله نكون جميعنا ابناء الله. وانا أخذت قراراً منذ مدة بالغاء البروتوكولات في كنائسنا في كل الأبرشية ، باستثناء حالات محددة فقط عندما يكون الرؤساء الثلاثة او من يمثلهم ، عندها علينا القتيد بالبروتوكول احتراماً لرأس الهرم.”

وتابع سيادته ” نحن اليوم أتينا ندشن ونكرس كابيلا التجلي عل هذه الأكمة الزحليّة النيّرة في كنيسة القديس اندراوس التي شيّدها السعيد الذكر المطران اندريه حداد وسوف نزيح بهذه المناسبة الستار عن نصبه التذكاري.

مع المطران اندريه من علو السماء نصلي اليوم من أجل السلام في لبنان الذي أحبه. هذا البلد الشهيد الذي يحمل صليباً كبيراً يجعل شعبه يقع تحت وطأة الحمل الذي لا يمكن حمله بحسب طاقاتنا البشرية المحدودة.

” لبنان الرسالة ” كما سمّاه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني يتحول اليوم إلى رسالة مفتوحة لكل الأحرار في العالم يسألهم فيها عن الضمير العالمي الذي هو أكثر المهددين بالموت والزوال بسبب ما يجري لشعبنا المقهور.

نحنُ هنا لنصلي. والصلاة هي راحة في صحراء رحلة حياتنا الصعبة. نشرات الأخبار تحرق أعصابنا. فالكنيسة إذاً يجب أن تكون بالصلاة مكاناً للهدوء والتأمل وزرع الأمل في نفوسنا القلقة.

صلاتنا من أجل لبنان ليست سياسية ولا مذابحنا منابرُ سياسية، بل بيوت عبادة فيها نسلِّم الله صعوباتنا وهمومنا وأحزاننا وجروحنا لنحصل منه بالمقابل على سلامٍ لقلوبنا وأملٍ ورجاء لنفوسنا.

أدعوكم جميعاً لعمل كل ما بوسعكم لمساعدة لبنان بالصلاة والصوم والتقادم. لكي ينظر الرب الله إلى آلامنا فيشفيها وإلى جروحنا فيداويها.”

وعن عيد مستشفى تل شيحا قال سيادته ” عيد التجلي هو عيد مستشفى تل شيحا . هذا المستشفى هو حلم الزحليين وحلم كل رعاة زحلة . ونحن اليوم في زمن صعب، كل المستشفيات في لبنان تمر في زمن صعب، ومستشفى تل شيحا كغيرها من المستشفيات تمر في صعوبة لكن لا يمكن ان ندعها تسقط ابداً ، في ظل وجود محبين وزحليين واصحاب الإرادات الطيبة تل شيحا ستبقى وستبقى أقوى، وكل الإشعاعات التي تحاك حول هذا المستشفى ومعظمها مفبرك، لن تؤدي الا الى نتيجة واحدة: مزيد من الإزدهار ومزيد من الثبات في خدمة المرضى في زحلة والمنطقة. تل شيحا هي امانة في اعناقنا اعطانا اياها رعاة كانوا يحملون هموم الناس وعملوا عشرات السنوات من اجل بنائها وتطويرها ولن نسمح ابداً بأن تؤخذ الى أي مكان آخر. اهنئ مستشفى تل شيحا وكل العاملين فيها بعيد التجلي واتمنى لهم جميعاً المزيد من العطاء والتقدم.”

وختم المطران ابراهيم ” شكراً لكل الأصدقاء الذين حضروا ليشتركوا معنا اليوم، خصوصا أفراد عائلة المثلث الرحمات المطران العظيم اندريه حداد ممثلين بابن أخيه السيد روبير حداد.

ونحنا اليوم بهالقداس عمنتذكر تلميذ كبير ليسوع هوي المطران أندره حداد. مع كل الزحليين الحاضرين وكل الأصدقاء منصلي اليوم لشخص ندر حياتو على مثال يوحنا المعمدان لخدمة المسيح بجرأة وشجاعة وتصميم وصدق وكِبَر وشهامة. ما بنسى لما كنت بالاكليريكية من سنة 76 كيف كنا نتمنى نشوفو لأنو صاحب شخصية متميزة ومزينة بالمواهب وبخاصة بعفوية معجونة بالجاذبية والكلمة السحرية. كبرنا وكبر فينا تقديرنا لرمز من رموز الرهبانية المخلصية وركيزة من ركائز كنيستنا الملكية. هوي من روم وجبل شرق صيدون اللي بنواحيها بشر المسيح وارتاح للتأمل بتاريخا وجمالا. هوي إبن دير المخلّص عرين المصلّين المتخشعين بصوامع المحبة وهياكل الروح. هوي الكاهن الرسول والقائد اللي بينقلك من عواصف القلق الى قلاع الإيمان. هوي مطران الشباب ومطران العروس الأبهى جمالا وجارة الوادي الأعلى من قمم الجبال، زحلة دار السلام. هوي القائد بالفطرة، المبدع بجمع القوة مع الحكمة مع التواضع. وهوي صاحب الضحكة المشعة فرح نابع من قلب بيساع الجميع. ارتبط إسمو بإسم زحلة برباط أبدي لأنو أحب زحلة أكتر من ذاتو ولأنو الراعي الصالح كان دايما مستعد يبذل نفسو عن رعيتو.

 

 

في الختام أود أن أشكر كاهن الرعية قدس الأب طوني الفحل وكل معاونيه وكل الآباء الذي اشتركوا معي في هذه الذبيحة الإلهية ورتبة التكريس. كما أشكر بلدية زحلة على تسمية الشارع الموازي للكنيسة على اسم المطران اندريه حداد. أشكر جميع الذين حضروا من قريب أو من بعيد للمشاركة في هذه المناسبة المباركة وكل الذين ساهموا في إنجاحها. بارككم الله وأعاد عليكم هذا العيد لسنين طويلة.”

وبعد القداس انتقل الحضور الى مدخل الكابيلا حيث ازاح سيادته الستار عن لوحة تذكارية بمناسبة تدشين كابيلا التجلي.

بعدها توجه الجميع الى امام النصب التذكاري الذي اقيم بالقرب من مدخل الكنيسة، حيث ازاح المطران ابراهيم والمهندس زغيب وروبير الحداد الستار وسط تصفيق الحضور، وشرح الأب طوني الفحل انه نظراً لضيق الوقت تم وضع صورة للمثلث الرحمات المطران اندره حداد ستستبدل لاحقاً بالتمثال المنحوت.

والقى رئيس البلدية المهندس اسعد زغيب كلمة باللهجة العامية اعلن فيها تسمية الشارع المجاور للكنيسة على اسم المطران اندره حداد وقال :

” أسقف التحديات والمسؤوليات والتجارب … أسقف التبشير والتعليم والرعاية … اسقف المحبة والتضحية والوفاء … اسقف الأمن والسلام والإنفتاح… أسقف حب زحلة واهل زحلة لآخر نفس . اكيد هيدا الأسقف هوي المطران اندريه حداد، اسم رح يضل يتردد اليوم وكل يوم . وطالما في انسان زحلاوي عم ينبض كرامة ، طالما اسم اندريه حداد رح يضل يتردد ورح يتناقلوا الأجيال القادمة ويذكروا بالخير.

قد ما نحكي عن اندريه حداد منضل مقصرين. شخصية مميزة وفريدة مرقت بسما زحلة، للحظة بتفكرو زحلاوي منذ الولادة. انسان شهم مناضل، مقاوم، كريم، صلب وشجاع وبيعرف كتير منيح كيف يحمي أهلو وولادو.

ما قينا ما نحكي عن رؤيتو لزحلة مدينة السلام، ولروح التجديد يلي زرعها بقلب الكنيسة، واجمل ما في حياتو كان احتضانو للشبيبة ولكل الحركات الرسولية والإجتماعية، حتى صارت المطرانية خلية نحل ما بتهدا.

سيدنا اندريه بيشرفني اليوم شارك بهالتكريم واطلب منك تخلي عينك ع زحلة وتذكرنا دايماً بصلاتك. وانشالله مع المطران ابراهيم منكمل كلنا سوى مسيرة التجديد يللي بلّشت فيها، ومنوعدك انوزحلة رح تبقى مدينة الإنفتاح والحوار والعيش الكريم.”

وتحدث الأب طوني رزق بإسم اهالي الحي شاكراً المطران ابراهيم على بركته الأبوية ومجلس بلدية زحلة على تسمية الشارع الملاصق للكنيسة بإسم المطران اندره حداد، مؤكداً ان منطقة الحمّار في زحلة كانت وستبقى رمزاً من رموز الصمود والدفاع عن زحلة.

كلمة عائلة المطران اندره حداد القاها الدكتور فادي عاصي ، توجه فيها بالشكر لكل من ساهم في انجاح الإحتفال، وعدد مزايا المغبوط الذكر المطران اندره حداد وحبه الكبير لمدينة زحلة ومواقفه الصائبة في القضايا المصيرية. كما تحدث عن العلاقة الشخصية التي ربطته بالمطران حداد والمهمات التي كان يكلفه بها.

المطران ابراهيم استذكر ايام الدراسة في دير المخلص وعلاقته الشخصية بالمطران اندره وعاهد اهل زحلة متابعة مسيرة المطران حداد بمحبة واندفاع.

Exit mobile version