كتب عيسى يحيى ،
لم يُسمِعْ صراخ أهالي معظم أحياء مدينة بعلبك وجعاً على انقطاع المياه لأشهر «من به صممُ» من المسؤولين والقيمين على شركة المياه التي تتعاطى بمزاجية واستنسابية في تأمين أبسط نعمة ربانية مفقودة، إضافةً الى تراجع المقومات الحياتية إلى أدنى المستويات.إلى حدودٍ لا تطاق وصل الاستخفاف بالناس وفي تأمين بعض ما يحتاجونه بشكل يومي في حياتهم، وكأنه لا تكفي محاربتهم بالكهرباء التي لا يرونها الا في الأسبوع ساعةً، أو بربطة الخبز التي يصطفون طوابير للحصول عليها، حتى يحرموا من نعمة المياه التي أرسلها الله لعباده تخفيفاً عنهم في هذا الطقس الحار، وفي هذه الأيام الحُرم التي يفترض أن تكون مقياساً وأساساً للقيمين على شركة المياه في بعلبك يقتدون بها للتخفيف عن كاهل الناس في شراء الصهاريج التي تحتاج أقل أُسرةٍ ثلاثةً منها كل شهر بمعدل خمسمئة ألف ليرة لبنانية للصهريج.حركة صهاريج لا تهدأ في الشوارع وداخل الأحياء البعلبكية وفي دورس وعين بورضاي، وكأن الأمر أشبه باتفاق ضمني بين أصحاب الآبار التي تبيع المياه للصهاريج وشركة المياه التي تقطعها عن بعض الأحياء عمداً ولأشهر متواصلة كأحياء «سيدي أيسر، مغر الطحين وغيرهما بقصد التنفيعات، وعليه يشكو سكان تلك الأحياء من المزاجية واللامسؤولية من المسؤولين والقيمين عليها ومن الموظفين الذين لحقوا بركب موظفي محطة تحويل الكهرباء في بعلبك، ورغم تسجيل الكثير من الاعتراضات والمراجعات والاعتصامات أمام الشركة في حي العسيرة فلا حياة لمن تنادي، ورغم دخول «حزب الله» على خط المساعدة والضغط على الشركة بقيت الأمور على حالها، وبدأت روائح الفساد تفوح من داخل أروقتها وسط حديث عن سمسرات وبيع خطوط مقابل أموال طائلة شوهد أحد الموظفين في الشركة يقوم بتصريفها الى دولار أكثر من مرة عند أحد الصرافين في بعلبك وفق ما يقول أحد المواطنين.وتشير ع . ر التي تقطن حي سيدي أيسر أن المياه مقطوعة عنهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ورغم كل المراجعات لم نلقَ جواباً أو تبريراً حول عدم وصول المياه رغم فيضانها في الأحياء التي حولنا وعلى الطرقات»، وهي تشتري المياه قسراً وتدفع ثمنها من اللحم الحي، فالنقلة الواحدة تكلفها مبلغاً كبيراً، ومعاشها لا يكفي لثمن المياه في الصيف، فالحرارة مرتفعة جداً ولا يمكننا أن نبقى من دون مياه، والخوف من الأمراض في أزمة كورونا يدفعنا للتضحية في سبيل سلامتنا على أمل أن يضحّي من في موقع المسؤولية من أجل الناس المنهارة.رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، أشار في حديث لـ «نداء الوطن» الى أن «مشكلة المياه في بعلبك متشعبة وهناك عدة أسباب لانقطاعها، اولها: الشح بالمياه في فصل الصيف، وثانيها عدد من الآبار التي تغذي مناطق معينة كعين بورضاي وحي الشميس وحي الواد لا يوجد كهرباء لتشغيلها رغم الاتفاق المعقود مع الشركة على أن تبقى الكهرباء متوفرة لها طالما كان هناك شبكة، ولكن الكهرباء تبقى مقطوعة عن الآبار وهو أمر مفتعل من أحدهم وله علاقة له بشركة الكهرباء لأن العطل في الخط لا يحدث الا من داخل المحطة، وثالثها المازوت غير المتوفر لتشغيل المولدات، والبنزين أيضاً للعمال والموظفين للتوجه الى العمل وتشغيل الآبار وتحويل المياه الى الأحياء مداورةً، ناهيك عن السرقات على خط الآبار المعروف بخط «الوجوج».
وأضاف أن «الآبار التي تعمل على الطاقة الشمسية لا تكفي الحاجات كاملة، اضافة الى المزاجية في التوزيع غير العادل من قبل شركة المياه على الأحياء، ورغم الاجتماعات المتكررة والنداءات لم نلق جواباً»، مشيراً الى «ان «حزب الله» أمن المازوت للشركة ولمولدات الآبار واشترى دراجات نارية للموظفين للوصول الى أماكن عملهم، والأزمة ستبدأ بالانفراج بدءاً من اليوم، وطلبنا من الشركة التوزيع العادل على الأحياء التي يبقى بعضها بحاجة لمعالجة، كما أن هناك عدداً من الأشخاص يقومون بتحويل المياه وفق مصالحهم بعد أن يقوم بتحويلها العمال وقد أصبحت أسماؤهم لدى قوى الأمن الداخلي»، خاتماً «بأن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الجميع، من شركة المياه الى البلدية والدولة والمواطن، زافاً بشرى تلزيم خط مياه «عين كوكب» و «دردرة» والتي تضخ بقدرة 10 انش وسيتم توصيلها الى خزان المياه عبر الجاذبية من دون الحاجة الى كهرباء.
#نداء الوطن