فيما لا تزال السلطات الأميركية تبحث عن أصل وفصل الشاب الذي طعن ليل الجمعة الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي، وعن دوافعه في محاولة قتله، وبعدما كشفت الشرطة الأميركية أن منفذ الهجوم على رشدي أثناء وجوده على خشبة المسرح في قاعة في مدينة نيويورك، خلال إلقائه محاضرة، تبين أنه شاب يبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما، واسمه هادي مطر من سكان ولاية نيوجيرسي، ويحمل رخصة قيادة مزورة بإسم حسن مغنية.
وفيما أعلنت الشرطة الأميركية ان البحث عن جنسية مطر لايزال جاريا، أكدت معلومات “الجديد” أن مطر لبناني الأصل ويحمل الجنسية اللبنانية واسمه موجود على لوائح الشطب، وهو من مواليد 97، والده حسن مطر ووالدته سيلفانا فردوس، من بلدة يارون، وسبق أن زار لبنان سابقا.
وأكد رئيس بلدية يارون علي قاسم تحفة في حديث ل”الجديد” أن والدي الشاب هادي مطر وحيد المنفصلين من يارون، حيث يعيش والده في البلدة بشكل منعزل عن محيطه ومتوار عن الأنظار، أما والدته سيلفانا فردوس فتعيش في الولايات المتحدة الأميركية.
وبحسب معلومات “الجديد” فإن والدة هادي سيلفانا اتصلت بأقاربها طالبة منهم عدم التصريح بأي معلومة، لأن وضع ابنها حساس جدا في القضية، مشيرة إلى أن هادي استفز من إساءة الروائي الشهير إلى الإسلام أثناء المحاضرة، ليقوم بطعنه على الفور، علما أن المعلومات الصحافية تحدثت عن طعن رشدي قبل بدء المحاضرة.
وكان قائد قوات شرطة نيوجيرسي يوجين جيه ستانيشوسكي قد قال في مؤتمر صحفي مساء الجمعة، إنه تم التعرف على المشتبه به بمهاجمة الروائي سلمان رشدي، على أنه هادي مطر ويبلغ من العمر 24 عاما، مضيفا أن مطر من منطقة فيرفيو في نيو جيرسي وأن الشرطة تعمل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI” والسلطات المحلية لتحديد الدافع وراء إقدامه على مهاجمة رشدي.
وقال وكيل أعمال سلمان رشدي أندرو ويلي إن الأخير من المحتمل أنه سيفقد إحدى عينيه وأنه على جهاز التنفس الصناعي ولا يمكنه التحدث بالوقت الحالي.
وأضاف ويلي في التصريح الذي أدلى به لصحيفة نيويورك تايمز نقلته “سي أن أن”: “قطعت الأعصاب في ذراعه، وتعرض كبده للطعن والتلف، الاخبار ليست جيدة”.
من جهتها قالت إحدى الشهود ل”سي أن أن” إنها أحصت 7 إلى 10 طعنات قبل أن تهرب خوفا على حياتها. أصيب رشدي بجروح طعنات في العنق والبطن وفقا لشرطة نيويورك، وتم نقله إلى مستشفى في المنطقة.
وأصبح مكتب التحقيقات الفيدرالي الآن جزءا من التحقيق في حادثة الهجوم على المؤلف الشهير سلمان رشدي، حيث يساعد السلطات على معرفة المزيد عن المشتبه به، والدافع وراء الهجوم، وما إذا كان هذا جزءا من مؤامرة أكبر لقتل سلمان رشدي أم لا.
لا يزال المحققون يحاولون الاطلاع على الكثير من المعلومات التي يجمعونها، بما في ذلك حقيبة ظهر، التي كانوا ينتظرون مذكرة تفتيش لتفحصها، بجانب إلكترونيات وهواتف.
ووفقًا لمصدرين تحدثا مع شبكة CNN، رفضت قيادة المؤسسة توصيات بشأن الإجراءات الأمنية الأساسية بما في ذلك فحص الحقائب وأجهزة الكشف عن المعادن، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى حدوث انقسام بين المتحدثين والجمهور.
وأضاف المصدران وكلاهما لديه معرفة مباشرة بالوضع الأمني في مؤسسة “شاوتاوكا” والتوصيات السابقة، وتحدثا إلى CNN بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث علنًا، أن القيادة تخشى أيضا أن تغير الثقافة في المؤسسة.
ومن غير الواضح ما إذا كانت الإجراءات الموصى بها كانت ستمنع الهجوم على رشدي بناءً على المعلومات التي تم نشرها حول الحادث حتى مساء الجمعة. ولم تكشف السلطات عن نوع السلاح الذي استخدم في الهجوم.