رأى عضو “كتلة المستقبل” النائب بكر الحجيري، أنّ “لبنان أسير السياسات المعادية للدول العربيّة، وفي قبضة فريق مسلّح خارج عن الشرعيّة والدستور والقوانين المرعيّة الإجراء، ومدمّر للعلاقات اللبنانيّة- الخليجيّة، إلّا أنّ المصيبة الأكبر والأعظم، تكمن بتحالف العهد مع هذا الفريق دون حدود أو حساب، الأمر الّذي أدّى إلى عزل لبنان عربيًّا، وإلى إنزاله من على سلّم الاهتمامات والأولويّات الدوليّة”.
ولفت، في حديث إلى صحيفة “الأنباء” الكويتيّة، إلى أنّ “بالتالي، إنّ وزير الإعلام جورج قرداحي، ما كان ليتطاول على السعودية مصدر نعمته الماديّة، وما كان ليتفوّه بغير كلمة الحق والحقيقة، لولا يقينه أنّ غطاء العهد سيظلّله، بمثل ما يظلّل السلاح خارج إطار الشرعيّة والمؤسّسات العسكريّة والأمنيّة”.
وأكّد الحجيري أنّ “لبنان يدفع غاليًا ثمن التطاول على السعودية، إذ إضافةً إلى عزله عربيًّا، ها نحن اليوم أمام انسحابات مؤسفة للسفراء الخليجيّين، نتيجة المواقف العدائيّة الّتي يطلقها “حزب الله” وأعوانه ضدّ السعوديّة وسائر الدول الخليجية الشقيقة”، مشيرًا إلى أنّ “لا عجب في أن يتّخذ قرداحي موقفًا شتّامًا متماهيًا مع أسياده في لبنان وخارجه، وذلك انطلاقًا من ولائه لدمشق أوّلًا وللسلاح المحتلّ للبنان ثانيًا، فما بالك واسمه يشير إلى البلدة السورية الأحب إلى قلبه”، بإشارة إلى بلدة القرداحة السوريّة”.
وشدّد على أنّ “السكوت عن مواقف قرداحي جريمة بحقّ لبنان واللبنانيّين، والمطلوب بالتالي إقالته من الحكومة، كتعبير صادق ومحقّ عن رفض الحكومة لمثل تلك المواقف غير المسؤولة”.
وعمّا إذا كان يرى الانتخابات النيابية في خطر، ركّز الحجيري على أنّ “لبنان يعاني من تجّار السّياسة، الّذين يقبضون على القرارَين التنفيذي والتشريعي، ويستميتون لإبقاء الأكثرية النيابية على حالها، من هنا اهتمام هؤلاء التجّار وفي مقدّمتهم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، بنسف الانتخابات النيابية، أو تأجيلها بأقلّ تقدير، وذلك انطلاقًا من يقينه بأنّ صناديق الاقتراع ستسقطه من المعادلة النيابية، وستُقط بالتالي حلمه بالجلوس على الكرسي الرئاسي”.
وأوضح أنّ “لجوء باسيل إلى المجلس الدستوري طاعنًا بالتعديلات على قانون الانتخاب، لن يأتي بالمنّ والسلوى، لا له ولا لغيره من الزّاحفين والجائعين إلى السلطة”، مبيّنًا أنّ “تصرّفات باسيل، ومعه مستشارو البلاط ووزراء السلطة والممانعة عرّت العهد، وكشفت للقاصي والداني مدى استعداده لحرق لبنان وتدميره من أجل تأمين وتحصين مصلحة الصهر”.
كما ذكر الحجيري أنّ “باسيل حاول توظيف مأساة الطيونة لمصلحته، بحيث سعى من خلال مواقفه الشعبويّة، إلى تأجيج النفوس وتعبئة الرؤوس، بهدف سحب خصمه الانتخابي رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى التحقيق، وبالتالي حلّ حزب “القوات اللبنانية”، لإخلاء السّاحة المسيحيّة أمامه، اعتقادًا منه أن إلغاء الخصوم يؤمّن عودته على حصان الارتهان لـ”حزب الله” وقياداته الإقليميّة، إلى الندوة النيابيّة، ومنها وهمًا إلى قصر بعبدا”.