يواجه الظروف لدعم المنتج والمستهلك “يا عيني عَ البلدي” بنسخة زحلية

كتبت لوسي بارسخيان،

يحطّ سوق «يا عيني عَ البلدي»، المُموَّل من تعاونية التنمية التابعة لوزارة خارجية الجمهورية البولندية Polish Aid، في زحلة مساء السبت (اليوم)، في محطة خامسة له على الأراضي اللبنانية قبل ان يتابع في ثلاث محطات أخرى تختتم بمنطقة دير القمر.

المشروع تنظمه جمعية شباب الرجاء Youth of Hope بالشراكة مع جمعيّة فينيسيا للقدّيس شربل البولنديّة، مؤسّسة الإنماء الشامل IDF والمركز البطريركي للتنمية البشريّة والتمكين.

وهو وفقاً لما يعرّف عنه منظموه «أوّل سوق مجتمعي متنقّل في مختلف المناطق اللبنانية، يساهم في خلق فرص تسويق مباشر لصغار المزارعين والمنتجين مما يُحسِّن سُبُل عيشهم ويُحفّز الإقتصاد المجتمعي في سبيل التنمية المحليّة. كما انّه يحفّز إنتاجاً زراعياً يحترم المعايير الصحيّة والبيئيّة والإجتماعية ويشجّع على الإبتكار والتنوّع».

فكرة السوق نضجت خصوصاً بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون عموماً، والضغوطات التي تتعرض لها قطاعات الإنتاج المحلي، ولا سيما صغار المنتجين غير القادرين أحياناً على المنافسة بالأسواق الكبرى. ويرغب المنظمون أن يكون نموذجاً تجريبياً يشجع المجتمعات المحلية على خلق أسواق مستدامة تساهم في تصريف إنتاجات مزارعيها مباشرة، من دون المرور عبر الوسيط التجاري، ما يقلل من الأعباء على المزارع والمستهلك معاً.

تسمية «يا عيني عَ البلدي» كما تشرح الدكتورة وديعة الخوري مسؤولة السوق في زحلة، تحمل رسالة تقدير للمونسنيور توفيق بو هدير مؤسس جمعية شباب الرجاء الملقب بـ»ابونا الشباب» الذي توفي بشكل مفاجئ في العام الماضي، وهو كان يكثر من إستخدام كلمة «يا عيني» في إشادته بأي عمل. رفض بو هدير منطق الإنكسار وخصوصاً بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، كما أبى الإستسلام لليأس بعد إنفجار مرفأ بيروت، ودعا الى المواجهة بمشاريع تشجع على الثبات بالأرض. ولأن حراس الأرض هم المزارعون، ومن بينهم صغار المنتجين خصوصاً، كان مشروع السوق الذي يشكل دعماً لهم.

فكرة السوق كلها تقوم على التواضع. وتروي خوري أنه «عندما دعي السفير البولندي الى إفتتاح السوق في محطته الأولى، شكرنا على قبول المساعدة لأنه إعتبرها رد جميل على مساعدة أهلكم لأهلنا خلال الحرب العالمية كما قال. وهذا كلام نادراً ما نسمعه من الجهات المانحة».

قبل الإنطلاق بالسوق بنسخته الأولى من ريفون خضع الناشطون لورشات تدريب شملت 150 عاملاً في الإدارة و120 مزارعاً، ومع أن هؤلاء سميوا من قبل 13 أبرشية إلا أنهم تنوعوا بإنتماءاتهم الطائفية.

الناشطون في تنظيم السوق وإدارته كلهم متطوعون ويبدي هؤلاء حماساً على إنجاح جميع أسواقهم، ومن بينها سوق زحلة الذي سيشارك فيه نحو 30 عارضاً، يقدمون منتجات مختلفة تركز على بعض الأنواع التي تتخصص بها زحلة. وقد خضع بعض هؤلاء لدورات تدريبية لتقديم المنتج بأفضل المواصفات، التي تمّ إحترامها أيضاً في إختيار باقي العارضين.

إلا أن للظروف الصعبة التي تتفاقم يومياً إنعكاسات سلبية على المبادرة، ولا سيما مع بروز أزمة البنزين مجدداً، وإرتفاع أسعاره التي تعيق التنقل بالمنتجات، وأزمة الكهرباء والمازوت بالإضافة الى الحر، وهي عوامل تحول دون تحوله في زحلة سوقاً مثالياً يضم المنتجات الطازجة الى جانب الصناعات الغذائية. إلا ان القيمين على السوق يصرون على إنجاحه، في تحدّ يحمل أيضاً محاولات إدخال البهجة الى القلوب عبر نشاطات عدة سترافقه، ومن بينها مسابقات تراثية، محطات غناء شعبية للأطفال والكبار وعروض مباشرة بالفن والموسيقى والرياضة والطبخ. قبل الإفتتاح الرسمي الذي سيشارك فيه الى جانب الفاعليات الرسمية جمع من الزحليين المغتربين الحاضرين في مؤتمر الإنتشار الثالث الذي ينعقد بقصر بلدية زحلة حتى يوم الاحد المقبل، وذلك في محاولة لخلق شبكة تواصل مباشرة تسهم بالتعرف على بعض المنتجات التي يمكن تسويقها بأشكال مختلفة في الخارج أيضاً، وبالتالي خلق مداخيل إضافية تسهم بتثبيت الشباب خصوصاً في ارضهم.

#نداء الوطن

Exit mobile version