كتب الدكتور يوسف نجيب ساسين
شرفني نادي الشرق لحوار الحضارات، بالاتصال بي لتكريمي! ومن وجهـة نظر النادي فان قرارهم بتكريمي ارتكز على الدور الذي لعبته شخصيا في إطار مجموعتنا وجمعيتنا، التي تعنى بالنشاط الاجتماعي والثقافي والتكافل والتضامن مع أهلنا في زحلة وفي البقاع اجمالا، وعموما في كل لبنان، لبنان درة شرق البحر الأبيض المتوسط، لبنان الجنة المتوسطة الموقع، في رحاب الشرق العظيم!
لبنان ليس شرقـا، لان هذا التصنيف يبقى جغرافيا غير ذي دلالـة! لبنان مشرقي الموقع في المفهوم الحضاري، هو واحد من اركان وجهـة النهضـة الإنسانية، حيث ولدت ونشأت وترعرعت، وازدهرت الاديان السماوية، ثم انطلقت ناشرة الوعي والايمان والمحبة والتعاون في انحاء الكرة الأرضية. في التاريخ الديني والتاريخ الحضاري.
لعب المشرق وفي مقدمتـه لبنان، دورا هائلا في تقدم المعرفة من خلال نشاطات عديدة، ابداع الأبجدية، على سبيل المثال، التي أسست لنشر الثقافة والمعرفة ويقين الايمان.
عظمة المشرق انه أطلق المحبة والتسامح، وبذل العطاء لكل المؤمنين، وحتى لغير المؤمنين، لأنه اختزن كنوز المعرفة وعززها، و تبنى نشر هذه الدعوات الى معرفة الله و تبني شعار المحبة والتآخي بين مخلوقاته جميعها التي ستدعو وتعمل على نشر الايمان لاحقا وابدا بين الناس، فيستجيبون.
هذا اللبنان العزيز، المظلوم حاليا، يستحق ان نكرس له كل امكانياتنا. وفي لحظة مرحلية خاصة، اخذنا نحن على عاتقنا، نشر ما دعانا اليه ايماننا، في سبيل دعم صمود أهلنا في البقاع وزحلة منه. في هذه اللحظة الخاصة، نتابع هذه المسيرة، لأننا نعي الى أين يسير الوضع في وطننا إذا استمر الظرف العالمي المتأرجح بين نار الحرب ونعيم السلام، بين غضب الطبيعـة وشح مواردها وفي زمن المرحلة الحضارية المتأرجحة! لهذا فأننا، لم نسعى الا الى ما ورثناه من حضارة المشرق، سعيا الى ان تتعزز لغة الحوار ولغة التسامح وتنحسر مقومات التنابذ والشقاق والقتـال، وهو ما يحصل حـاليا من صراع، يسمى غالبا ودائما بانه صراع حضارات، وهو ما ليس في ديننا ولا في ايماننا، ولا في ثقافتنا، وهو الى ذلك كله، لا يمت الى الحضارة بصلة مطلقا.
تحية الى نادي الشرق لحوار الحضارات، الطريق القويم الى هداية الناس وصلاحهم. نهتدي بكلام الرب، سيدنا يسوع المسيح: “من يتبعني لا يمشي في الظلام!”