صيف هادئ وأمان بعد الإجراءات العسكريّة والمداهمات

كتب عيسى يحيى،

تحت قهر الظروف وقساوة الأوضاع المعيشية تعمل إدارات الدولة المدنية منها والعسكرية، على رفع الصوت لتبقى هناك قدرة على تسيير أمور الناس وتأمين يومياتهم.

يستحق الجيش اللبناني ومعه المؤسسات الأمنية على اختلافها كل التحية في ظل ما نعانيه من أزمة إقتصادية ومالية لم يسبق للبنان أن مرّ بها في تاريخه الحديث، فعناصره مع سائر أفراد المؤسسات العسكرية صامدون يقومون بواجباتهم مهما اشتدت عليهم الظروف المعيشية، وفيما تعاني أكثرية الشعب اللبناني إنخفاض معدل القدرة الشرائية لها بفعل أزمة الدولار، فالعناصر الأمنية بالكاد يلفظون أنفاسهم الأخيرة بعد انخفاض قيمة رواتبهم إلى معدلات منخفضة جداً، ورغم جرعات الأمل التي أعطيت لبعضهم من خلال توزيع الهبات المقسومة بين فريش دولار ومواد غذائية، تبقى الحلول موضعيةً وتحتاج إلى تدابير جذرية لتبقى المؤسسات الأمنية والعسكرية «واقفةً على رجليها» وتقوم بواجباتها لحفظ حياة اللبنانيين وأمنهم الذي يهتز عند كل نكسةٍ إقتصادية، فكيف الحال بأزمةٍ ستختم عامها الثالث والناس وصلوا إلى الفقر المدقع، ومعه يصبح كل شيء مباحاً لتأمين الخبز ودفء الشتاء؟

لم يتوانَ عناصر الجيش اللبناني كما أفراد باقي المؤسسات عن القيام بدورهم الوطني المفروض عليهم وفق القانون، حيث تواصل القوات الأمنية والعسكرية مهامها على مختلف الأراضي اللبنانية بكل ما أوتيت من إمكانيات، وفي بعلبك التي كانت مسرحاً لأعمال غير قانونية معطوفة على إشكالات مسلحة وعمليات سرقة وخطف وغيرها، أفرزت الإجراءات التي إتخذها الجيش اللبناني منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم واقعاً جديداً في المنطقة لمسه الأهالي هدوءاً وسلاماً على مرّ موسم الصيف والسياحة، وإلى الآن يعيشون نعيم ما يقوم به الجيش من مداهمات وعمليات أمنية وحواجز ثابتة ومتنقلة، على أمل أن ينسحب الواقع الجديد على باقي أيام السنة، فلم يسبق أن مرّت بعلبك بهدوء أمني كهذا منذ سنوات، فالناس كادوا يستسلمون للأمر الواقع ويتعايشون مع واقع المنطقة المهزوز أمنياً والمفتوح على كل الإحتمالات.

لا يفوّت الجيش اللبناني فرصةً إلا ويحاول فيها الإنقضاض على عصابات السرقة والتشليح وبائعي المخدرات وضربهم في عقر دارهم وشلّ حركتهم، وهو يواصل منذ أشهر ما بدأه في بعلبك حيث نفذ عشرات المداهمات ولا يزال بحثاً عن المطلوبين وتوقيفهم، ورغم كل التهديدات التي تلقاها الجيش وفرع مخابرات البقاع بأمرة العميد محمد الأمين، لم يتوان الفرع عن مواصلة مهامه في ملاحقة أفراد العصابات على اختلافها، كذلك عمل الجيش على إعادة تموضعه ونشر حواجزه في عدد من المناطق وخصوصاً حي الشراونة في بعلبك، وقام بنقل حاجزٍ عند مدخل الحي وأعاد تثبيته في وسطه حيث يوجد عدة مفارق تصل الشراونة بعضها ببعض وهو لا يبعد عشرات الأمتار عن منزل المطلوب «أبو سلة» الذي دهمه الجيش مرات عديدة وسقط له خلالها شهيد.

وعلى خط بلدة بريتال حيث قام الجيش بتنفيذ مداهمة لأحد المطلوبين قبل يومين تخللتها اشتباكات بين مطلوبين وعناصر الدورية، تمكنت قوة من مديرية المخابرات من توقيف أفراد عصابة لسرقة السيارات. وفي التفاصيل أن سيارة سرقت قبل أيام في بلدة رياق وهي مستأجرةً من أحد المكاتب، وتبين لدى تعقبها عبر تقنية GPS أنها تتنقل بين بلدتي بريتال والطيبة، وبعد عمليات متابعة ورصد قامت دورية من المخابرات بمطاردة السيارة، حيث بادر أفراد العصابة إلى إطلاق النار على الدورية التي ردّت بالمثل ما أدى الى إصابة أحد السارقين وهو سوري الجنسية، وتوقيف باقي أفراد العصابة، وأعيدت السيارة إلى المكتب.

#نداء الوطن

Exit mobile version