كتبت “المركزية”:
جاء إضراب موظفي اوجيرو، وقبله السلك القضائي، عقب امتناع موظفي القطاع العام عن العمل والحضور الى المؤسسات والدوائر العاملين فيها، ليزيد شل مفاصل الدولة المتقاتلة رئاساتها وسلطاتها حول صلاحيات ومكاسب آنية من شأنها ان تراكم الانهيار القائم، والمخاوف المتصاعدة من فراغ مزدوج في سدة الرئاسة الاولى والسلطة التنفيذية حيث يحاول المعنيون في ربع الساعة الأخير انقاذ الموقف والدخول الى استحقاق الرئاسة الاولى بأقل الخسائر الممكنة من خلال الاختيار بين الخيارات القائمة والمتوافرة لإبعاد شبح الفراغ والشلل في السلطات الدستورية عبر تفعيل البحث بين المقرات الرئاسية حول ثلاثة خيارات. أولها ادخال تعديلات طفيفة على التركيبة الوزارية القائمة، لتصبح قادرة ومؤهلة لتسلم صلاحيات الرئاسة الاولى في حال تعذر انتخاب رئيس للجمهورية. وثانيها التسليم بالعجز عن تشكيل حكومة جديدة في الوقت المتبقي من العهد. وثالثها الانصراف الى تكثيف الجهود للتوافق على اسم للرئيس العتيد والاسراع بتأليف حكومة جديدة لقيادة ورشة اصلاحية اقتصادية مالية لوضع البلاد على سكة الاصلاح والنهوض. وحتى ذلك الحين يجري العمل على لملمة الازمات واتخاذ بعض القرارات والاجراءات لتسيير امور الدولة بالحد الممكن.
عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب سعيد الاسمر يختصر لـ”المركزية” عملية النهوض بالآتي:
اولا: تأليف حكومة حيث تنشط المساعي للوصول الى هذه النتيجة ليس لكونها ستأتي بجديد انما تجنبا للدخول في مناكفات دستورية قد تجر الى ما لا تحمد عقباه، خصوصا وان الدلائل على ذلك لا تزال ماثلة للعيان. علما ان نهج تقاسم المغانم من قبل النهج الحاكم مستمر وهو سيرعى اي تركيبة وزارية مماثلة لما هو قائم، وتاليا فان لا امل بالتصحيح حكوميا.
ثانيا: الترسيم البحري، الصورة تتسم بالضبابية، وكأن الموضوع حكر على الرؤساء والمسؤولين ولا يعني الشعب اللبناني في وقت تماطل اسرائيل في الموضوع بحجة الانتخابات واستطلاع الرأي لتدعيم موقفها. اي على عكس ما يجري في لبنان تماما. من هنا الخوف من استغلال الوضع خصوصا وأن ثمة كلاما عن قيام شركات وهمية لمتنفذين لتقاضي عمولات من التنقيب والاستخراج.
ثالثا: الاستحقاق الرئاسي. لا شيء بعد يشي، رغم الدخول في المهلة الدستورية، بأن الانتخاب سيكون في موعده نتيجة الانقسام العامودي بين القوى السياسية والنيابية، سيما وان لا فريق يملك الاكثرية. من جهتنا نسعى الى التواصل مع القوى السيادية والتغييرية علنا نشكل الفريق المتمكن من انتخاب الرئيس القادر على استعادة لبنان من محور الممانعة الى دوره الطبيعي والطليعي، عل ذلك يمهد لحكومة جديدة تنهض بالبلاد وتجري الترسيم البحري المطلوب والا سنكون امام المشهدية نفسها مع استمرار للازمة الراهنة بكل ابعادها ومستوياتها.