كتب عيسى يحيى في نداء الوطن،
حملت زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى البقاع أكثر من رسالة وهو المكلف رسمياً بملف عودة النازحين السوريين إلى بلدهم حيث يضم البقاع الشمالي العدد الأكبر منهم، مصحوبةً برسائل ذات بُعد اقتصادي وتعويل على المنطقة في نهوض لبنان وصحوته من الأزمة التي يمرُّ بها.
بدعوة من المنبر الحواري لمثقفي بعلبك الهرمل وصل اللواء ابراهيم الى محافظة بعلبك الهرمل صباح أمس حيث كانت له ثلاث محطات في الزيارة، المحطة الأولى في بلدتي بريتال والطيبة، والثانية في بعلبك، والثالثة في بلدة عرسال. وفي خطوة لافتة، ناشد اللواء إبراهيم، قبيل بدء جولته، أهالي المنطقة بعدم نحر الخراف والذبائح وهي من العادات والتقاليد في إستقبال الضيوف، متمنياً توزيع ثمنها على المحتاجين في ظل هذه الظروف الإقتصادية الصعبة.
المحطة الأولى بدأها ابراهيم بلقاء حاشد نظمته بلدية بريتال بحضور فاعليات سياسية وبلدية واختيارية ودينية، وطالب رئيس البلدية علي طليس ابراهيم بالعمل على اقرار قانون العفو العام وإنشاء مركز أمن عام في البلدة. بدوره أشار اللواء إبراهيم الى أن بلدات وقرى البقاع لها دين في عنق الدولة يزداد ثقلاً ولم يفِ أحدٌ به وهو نتيجة تراكمات وإهمال من كل العهود والحكومات، مؤكداً أن لا مشروع انقاذياً في لبنان سيكتب له النجاح من دون استثمار طاقات أبناء البقاع والإستثمار الزراعي والصناعي في المنطقة الذي هو أساس النمو. بعدها انتقل ابراهيم الى بلدة الطيبة حيث كان في استقباله رئيس البلدية ايلي خوري الذي دعا الناس إلى التمسك بأرضها والبقاء فيها، «فالبلدة صامدة رغم مرور الاحتلالين التركي والفرنسي عليها».
المحطة الثانية كانت في مدينة بعلبك حيث نظم المنبر الحواري لمثقفي بعلبك الهرمل لقاء مع اللواء ابراهيم وبمشاركة رئيس تكتل «نواب بعلبك الهرمل» حسين الحاج حسن وعدد من الفاعليات الدينية، وأشار ابراهيم الى «أن الأخوة في العراق ينتظرون أن نسدد لهم بدل الفيول منتجات لبنانية، والمزارعون اللبنانيون لا يقطفون ثمارهم لأنها لا تساوي بدل أتعاب القطاف». وحول جوازات السفر أكد أن السبب في الأزمة هو التأخر في فتح الإعتمادات، وعليه ارتأينا التقنين في منحها مع العلم أن لكل لبناني الحق في أن يكون لديه جواز سفر، وكانت الأولوية الى المقيمين في الخارج والطلاب والمرضى، على أن يبدأ الحل شهر تشرين الثاني باصدار مليون جواز خلال ستة أشهر. وحول النزوح السوري أشار إلى أنه تم وضع خطة سابقة حققت عودة طوعية لمئات الآلاف وكان هناك عودة غير طوعية توقفت مع «كورونا»، واليوم سنعاود تفعيل الخطة السابقة ونحن بصدد تنظيم عودة طوعية، أما طرد النازحين بالقوة فهو موقف سياسي يساعد غير المقتنعين بعودة النازحين الى ديارهم.
من جهته، طالب النائب الحاج حسن بـ»تشكيل حكومة في هذه الظروف الصعبة وانجاز الموازنة، مشيراً الى أن هناك تعمداً لغياب الخطط الاصلاحية»، مطالباً بـ»اعتقال المجرمين وتجار المخدرات ومروجيها والذين يسلبون الناس ارزاقهم»، ومؤكداً على عودة النازحين الى ديارهم «من دون تحريض وبهدوء وارادة وطنية».
ثم انتقل اللواء ابراهيم الى المحطة الثالثة والأخيرة وهي بلدة عرسال حيث كان في استقباله النائب ملحم الحجيري وفاعليات، ومن هناك أكد ابراهيم على دور عرسال الوطني والأساسي في مواجهة العدو الصهيوني ، ودور ابنائها البطولي.