كتب حسين درويش,
رغم الاستعدادات اللوجستية تحضيرا للمعركة الانتخابية ان حصلت، نتيجة تسارع التطورات وتراكم الاحدات، تراجع الحدث الانتخابي عن الحدث الاعلامي الى المركز الثاني، نتيجة الارتدادات التي أحدثها تصريح الوزير قرداحي على الساحات اللبنانية والعربية والدولية، والانعكاس السلبي الذي خلفته المقابلة على العلاقات اللبنانية – الخليجية والمحاولات الدولية الاميركية والفرنسية لرأب الصدع بعودة المياه الى مجاريها.
فالإنتخابات التي تراجعت الى المرتبة الثانية من حيث الاولوية، بقيت لدى بعض الجهات السياسية الحدث الابرز المنتظر لناحية الاهتمام.
بقاعا تنشط الاحزاب السياسية والحزبية في «حركة امل» وحزب الله ، كون الناخب الشيعي هو بيضة القبان، حيث حرّكت هذه القوى ماكيناتها الانتخابية منذ مطلع الشهر الماضي وفتحت مكاتبها للمراجعات والتواصل مع ناخبيها، وكأن المعركة الانتخابية حاصلة غدا.
فحزب الله الأكثر خبرة في إدارة العمليات الانتخابية، انطلاقاً من تجاربه السابقة ونجاحاته في إدارة المعارك الانتخابية السابقة منذ العام ١٩٩٢، إلى جانب خبرته بقطع الطريق على الخصم في مسألة اعلان وتركيب اللوائح وإدارة المعركة، لم يقطع التواصل مع مخاتير المنطقة او مع ناخبيها وانصار ومؤيديه، فقد استحدث عدد من قنوات التواصل مع مؤيديه ومع شريحة كبيرة من المخاتير ورؤساء البلديات، وطلب منهم القيام بدراسة لوائح الشطب والعمل على تنقيحها وتصحيحها بالتواصل مع ناخبيها، والاستفادة مما تبقى من وقت لاستصدار او تصحيح الشوائب في الهويات.
وعلى الرغم من تكتم حزب الله حول اسماء مرشحيه، بالابقاء على البعض منهم، أو إقصاء بعض الأسماء من النواب الحاليين من داخل التنظيم، الا ان تداولاً يجري في الكواليس حول نية الحزب بتغيير بعض الأسماء من نوابه، الا ان الثابت في معركته المقبلة هو تمسكه بالنائب جميل السيد على لائحته بعد العقوبات الاميركية، ولطالما وقف حزب الله دائما الى جانب حلفائه في القضايا المصيرية، فكيف به لا يقف الى جانب حليفه حول اتهامه بتحويل ١٢٠ مليون دولار بدون دليل، وطالما ان المعركة مفتوحة مع الأميركي.
والى جانب السيد يحتفظ حزب الله بصيغة تحالفاته القديمة، مع القومي السوري الاجتماعي و»جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» وحزب «البعث العربي الاشتراكي» و»حركة امل» كثوابت أساسية على لائحته.
بالتوازي تنشط ماكينة «حركة امل» في اقضية وقرى محافظة بعلبك – الهرمل والبقاع الشمالي، والاوسط، بعد تكليف الوزيرين السابقين عباس مرتضى وحسن اللقيس بمهام إدارة الماكينة الانتخابية. ومع تسريبات رشحت من مصادر الحركة تقضي بتمسك الحركة بمرشحها النائب والوزير السابق غازي زعيتر، واصبحت اكثر تمسكا به بعد محاولات إستهدافه في حال لم يسم حزب الله الشيخ حسين زعيتر مرشح جبيل على لائحته في انتخابات عام ٢٠١٨ على لائحته.
بالمقابل، ينشط مرشحو السابع عشر من آذار وداعميهم في عقد اللقاءات في محافظة بعلبك – الهرمل، حيث تم عقد اجتماعين منفصلين، الأول في مدينة الهرمل ضم رئيس «حركة قرار بعلبك» علي صبري حمادة مع قوى المعارضة ومرشحين، وأعلن حمادة خلال اللقاء دعمه لهذه القوى، داعيا اياها الى التكتل في وجه قوى ٨ اذار. وفي بعلبك عقد رئيس «حركة الأرز» عادل بيان اجتماعين منفصلين في منزله مع مرشحين ومؤيدين، وخلص في اجتماعه الاخير الى تشكيل نواة لائحة شبه مكتملة من أصل عشرة: ستة شيعة، سنيان، ماروني وكاثوليكي، سبعة مرشحين من أصل عشرة: سني واحد من أصل اثنين، ماروني وكاثوليكي، وثلاثة شيعة من اصل ستة.
المصدر:جريدة الديار