كتب عيسى يحيى في نداء الوطن،
هل ينعى الرئيس فؤاد السنيورة تيار «المستقبل» رسمياً عبر تأسيسه حزباً جديداً يستكمل من خلاله ما بدأه خلال الانتخابات النيابية الأخيرة بالشراكة مع قيادات مستقبلية خرجت من عباءة الأزرق؟ وهل للخطوة داعم إقليمي عربي؟ وما تأثيرها على الصف السني ودوره في المرحلة المقبلة؟
يصرّ الرئيس السنيورة رغم كل العراقيل والإتهامات على ملء الفراغ الذي تركه غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية اللبنانية وتجميد عمل تيار «المستقبل» وانكفاؤه عن المشاركة في الاستحقاقات الوطنية، لا سيما النيابية التي رسمت معالم المرحلة لأربع سنوات، ويستكمل ما بدأه منذ أشهر بعد إصراره على عدم ترك الساحة السنية متاحةً أمام جميع القوى السياسية التي حاولت وراثة التيار من خلال حصد المقاعد التي كان يمثلها في مختلف الدوائر، ومنها من نجح واحتكر تمثيل السنة، وآخرون مستقلون نجحوا في الوصول الى البرلمان، وعدد من النواب الذين دعمهم السنيورة بعد نسجه تحالفات إنتخابية أبرزها مع «القوات اللبنانية»، ومع انتهاء المعركة إنصرف الرجل الى ترتيب الوضع الداخلي والتحضير للاستحقاقات الوطنية أبرزها انتخاب رئيسٍ للجمهورية، داعماً وداعياً للقاء النواب السنّة تحت عباءة دار الفتوى.
تتلاقى الإرادة السعودية في لمّ شمل قيادات الطائفة السنية وإعادة تفعيل دورها بعد خضات متتالية أصابتها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع مسعى الرئيس السنيورة في وصل ما انقطع على مدى سنوات، وما الجولات التي يقوم بها السفير السعودي على عدد من النواب السنة والزعماء رغم الإختلاف السياسي مع البعض منهم سوى تأكيد على الرؤية التي ستعمل بها المملكة العربية السعودية في لبنان عامة ومع أبناء رعيتها خاصةً، وإن كانت الأولوية اليوم هي لإنتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق مع عدد من القوى السياسية التي تؤمن بالشراكة الوطنية وإعادة العلاقات اللبنانية ـ العربية إلى مسارها الصحيح، فإن أولويات الطائفة وما تمثله في موقع رئاسة الحكومة وصلاحيات ما بعد الطائف، وإعادة ترتيب البيت الداخلي بعد النكسات والتنازلات وغيرها من القضايا هي الوجهة بعد الإنتهاء من الإستحقاق الوطني الأهم.
على قدمٍ وساق وبعيداً من الأضواء وخلف الكواليس، تسير خطى الرئيس السنيورة على أرضٍ ثابتة بالتنسيق مع عدد من الشخصيات السنية ذات الوزن السياسي في التحضير لتنظيم العمل الذي حصل خلال الانتخابات النيابية وذلك عبر تأسيس حزب سياسي على مساحة الوطن، من الشمال الى بيروت مروراً بالبقاع الغربي وزحلة وصولاً الى بعلبك الهرمل. وتؤكد معلومات «نداء الوطن» أن لقاءات ومشاورات تجرى منذ أسابيع للعمل على تأسيس حزب سياسي رأس الحربة فيه الرئيس فؤاد السنيورة، ويأتي إستكمالاً للعمل الذي أنجزه خلال الانتخابات النيابية، وحركة الإتصالات التي أجراها في حينها وشملت عدداً من الشخصيات والقيادات والعدد الأكبر منهم كان في صفوف تيار «المستقبل» وعملوا سراً في القرى والبلدات أو ممن إستقالوا. ويأتي خيار تأسيس الحزب بعد إنطفاء شمعة تيار «المستقبل» والنتائج التي حققتها حركة السنيورة خلال الانتخابات ودفعت بالناس إلى صناديق الإقتراع رغم الدعوات إلى المقاطعة.
وتضيف المعلومات أن شخصيات وازنة تعمل جنباً إلى جنب مع السنيورة وهي ضمن الإطار التنظيمي للحزب وأبرز وجوهه السياسية والنضالية، ومن هذه الشخصيات نائب رئيس تيار «المستقبل» الدكتور مصطفى علوش الذي قدم استقالته منذ مدةٍ ليست ببعيدة، إضافة إلى الصحافي راشد فايد، والوزير السابق جمال الجراح الذي كان صلة الوصل بين السنيورة والبقاع بأجنحته الثلاثة الغربي والأوسط والشمالي خلال الإنتخابات النيابية، إضافة إلى عدد من الرموز التي تشكل عامل جذب في منطقتها ولها حضور سياسي مبني في الأساس على تركة تيار «المستقبل».
وتشير مصادر خاصة الى أن المكلفين بجس النبض داخل رؤساء الدوائر في تيار «المستقبل» وفي مختلف البلدات والمناطق ولا سيما البقاعية بدأوا مروحة إتصالات ليبنى على الكمية والنوعية مقتضاها، وليصار إلى تنظيم الأمور بشكل منظم وعملي والإعلان عنه عندما تكون الأمور والمراسيم قد نضجت بالكامل.