أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن “إنجاز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بعد المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، سيمكن لبنان من استخراج النفط والغاز وبالتالي سينتشل من الهاوية التي أسقط فيها نتيجة عدم تغيير طريقة الحكم لسنوات، اضافة الى الهدر الذي شاب عمل المؤسسات والادارات العامة”.
وإذ أشار إلى أن “اتفاقية الترسيم هي هدية للشعب اللبناني بكل فئاته، فإن الرئيس عون كشف انه ستبدأ الأسبوع المقبل عملية إعادة النازحين السوريين على دفعات الى بلدهم”.
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا من نقابة المهن البصرية برئاسة النقيبة نسرين الاشقر في حضور المستشار رفيق شلالا.
في مستهل اللقاء، ألقت النقيبة الاشقر الكلمة الآتية: “أتوجه الى فخامتكم اليوم باسم نقابة المهن البصرية في لبنان، لنعبر لكم عن شكرنا على مساندتكم ودعمكم الدائمين لنقابتنا، هذا الدعم الذي شهدناه طيلة فترة عهدكم.
فلم نقصدكم مرة يا فخامة الرئيس، الا وكنتم صاحب القلب المنفتح والاذان الصاغية لطلباتنا. وقد اعطيتم توصياتكم مرات عدة للاسراع في تنفيذ المراسيم التطبيقية للقانون رقم 121/2019 الصادر عن مجلس النواب، والرامي الى تنظيم مهنة قياس النظر وصناعة الأجهزة البصرية في لبنان. كما نشكركم على الاتصالات التي اجريتموها من اجل دعمنا للإسراع في اطلاق الطابع المالي والعمل به.
فخامة الرئيس، نحن لسنا ممن يشربون من البئر ويرمون في داخله الحجر. انما نحن لكم من الشاكرين على محبتكم ودعمكم، آملين ان يخرج لبناننا الحبيب من هذا النفق المظلم، وهذا الوضع الاقتصادي المذري الذي بات يشكل عبئا ثقيلا يرزح تحته المواطن اللبناني.
نعول على إرادة شعبنا وصلابته في مواجهة التحديات والأزمات، ونطلب من الله ان يتكبدنا برحمته ليستطيع هذا الشعب ان يقف مجددا، ومحاسبة كل من مد يد الحرام على اموالنا ورزق أولادنا، فالشعب اللبناني كان يا فخامة الرئيس وسيبقى عظيما، كما عهدناه، ولن يتراجع شعب لبنان العظيم عن المساءلة والمطالبة في حقه، وكلنا ايمان انه لا يموت حق وراءه مطالب”.
أضافت الاشقر: سنطالب ونواجه ونحاسب ونبقى كما عهدتنا يا فخامة الرئيس شعبا حرا سيدا مستقلا وابيا رغم كل الظروف. ونحن لا نشك بولائكم لهذا الوطن. وقد كبرنا على وجود قائد علمنا الوطنية”.
وفي الختام، شكرت النقيبة الاشقر الرئيس عون وهنأته على انجاز اتفاقية ترسيم الحدود، مؤكدة “انها ستكون لمصلحة كل اللبنانيين، وفق ما سعيتم اليه دوما”.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: “اننا هنا لنؤمن للشعب حقوقه، سواء في التشريع، او في المال او عبر كل الامور الاساسية والضرورية لسير المصلحة العامة”.
ولفت رئيس الجمهورية الى “ان الوضع في لبنان تراجع كثيرا، بعدما سقط البلد في هاوية لم تأت صدفة، بل نتيجة اعمال وتصرفات اوصلته الى ما هو عليه اليوم”، مؤكدا “ان المساعدات التي صرفت للبنان من خلال باريس-1 وباريس-2 وباريس-3 لم تنفع، لسبب اساسي يكمن في عدم تغيير طريقة الحكم، وفي الهدر الذي شاب عمل المؤسسات والادارات”.
وتطرق الرئيس عون الى أهمية الاتفاقية التي انجزت في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بعد المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل”، مؤكدا “أنها ستمكّن لبنان من استخراج النفط والغاز، مما سينتشل لبنان من الهاوية التي أسقط فيها، إلا أنه تبقى اليوم تطبيق آلية محاسبة المسؤولين عن سرقة الاموال العامة، الذين كشفت مسؤوليتهم من خلال التحقيق القضائي”.
وأشار الرئيس عون الى “ان انجاز اتفاقية الترسيم هو هدية للشعب اللبناني من مختلف فئاته، من اطفاله الى شيوخه”، مشيرا أيضا الى “أنه ابتدأ من آخر الأسبوع المقبل سنشهد بدء إعادة السوريين الى بلدهم، على دفعات، الأمر الذي يعتبر قضية مهمة بالنسبة إلينا”.