كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
لم يعُد مُصطلح “العنوسة” مقبولاً في المجتمع اللبنانيّ، فاهتمامات اللبنانيّات أصبحت متنوعة، والتركيز بات على تحقيق السّعادة قبل أيّ حُلمٍ آخر، ولو انّ السعادة بمفهومها الحديث تعني الحياة من دون زواجٍ وأطفال…
الزواج هو “قسمة ونصيب”، ولا موعدَ مُحدّداً في أجندة الحياة للقاء الحبيب الأبدي، ولكنّ الأجندة البيولوجيّة في المقابل لها محطات مُختلفة وبعضها نهائيّة خصوصاً في حياة المرأة، لذا بات لا بدّ من أن يتقاطع القدر مع العلم في أيّامنا هذه لتمديد مراحل مُحدّدة قد تحلّ متأخّرة كالإنجاب مثلاً. وأمام هذا الواقع، باتت عمليّات تجميد البويضات رائجة في لبنان للحفاظ على قدرة الحَمل والإنجاب في المُستقبل.
اختارت لارا خ. وهي في عمر الـ33 عاماً أن تُهدي نفسها في عيد ميلادها عمليّة بسيطة استطاعت من خلالها أن تُجمِّد بويضات تُخوّلها أن تُنجب في أيّ سنّ في المستقبل، وأخبرت موقع mtv كيف أقدمت على هذه الخطوة: “لطالما كانت تراودني الفكرة، ولكنَّني كنتُ أخاف من إجراء العملية واعتقدت في بداية الأمر أنّها موجعة، ولكنّ طبيبي النسائي شجّعني على إجرائها وأكّد لي أنها بسيطة جدّاً، وهي أهمّ “استثمار” للمرأة في أيّامنا هذه”، مُضيفةً “أحبُّ الأطفال، وأرغب بتأسيس عائلة، ولكنّ الزواج قد يأتي متأخراً، لذا لا أريد أن أُحرم من حلم الأمومة”، مشجِّعة “كلّ فتاة أن تتمثّل بها، لأنّ العلم في أيّامنا هذه أصبح يُحقّق المُعجزات”، على حدِّ قولها.
ولكن ما هي عمليّة تجميد البويضات؟ وماذا عن مراحلها؟ وكم تُكلِّف في لبنان؟
أسئلةٌ عدّة حملناها الى مُديرة مختبر أطفال الأنابيب في مركز عازوري الطبي والمُستشارة في العقم الدكتورة جيسيكا عازوري التي أشارت عبر موقعنا الى أنّ “الإقبال كبيرٌ في السنوات الأخيرة الماضية من قبل الفتيات اللبنانيات على تجميد بويضاتهنّ بفضل التوعية حول هذا الموضوع، والاجراء يتمّ لسببين، إما لضمان تأخير الانجاب بعد الأربعين إذا كانت صحة المرأة جيّدة، أو في حالة الاصابة بالسرطان، وهنا من الضروري اللجوء إليه قبل الخضوع لجلسات العلاج الكيميائي لأنها تقضي على خصوبة المرأة”، موضحةً أنّ “عمر المرأة يلعب دوراً مهمّاً في خصوبتها، ونوعية بويضاتها تتراجع بعد سنّ الـ35 بشكلٍ متسارع من 70 في المئة الى 10 في المئة في سنّ الـ40، وهنا تكمن أهمية أن تلجأ الى هذا الإجراء في سنٍّ مبكرة أي قبل الـ 35 عاماً”، ولفتت الى أنه “على الفتيات معرفة أنّ تجميد البويضات هو نوعٌ من التأمين وليس ضمانة للحَمل، ولكنّه يزيد من حظوظه في حالة الزواج المتأخّر”.
أما بالنّسبة لمراحل هذا الإجراء الطبّي، فبحسب عازوري هي ثلاث: “المرحلة الأولى تقوية عملية الاباضة عبر حُقنٍ لإفراز عدد كبير من البويضات، وتتخلّل هذه المرحلة زيارتان للطبيب لإجراء صور الموجات فوق الصوتية لضمان أنّ عدد البويضات جيّد، والمرحلة الثانية تتمثّل بسحب البويضات في عمليّة بسيطة تُجرى تحت بنجٍ موضعي والمرحلة الثالثة هي تجميد البويضات في المختبر. يمكن البدء بالاجراء في أي وقت من دورة المرأة الشهرية، وتستمرّ المراحل على مدى أسبوعين”، كاشفة أنّ “التكلفة هي 2000 دولار أميركي تقريبا تنقسم الى دفعتين، ألف دولار لعلاجات تقوية المبيض، وألف دولار مقابل تكلفة العملية”.
وفي الختام، نصيحةٌ من عازوري للفتيات “بعدم تأجيل هذه الخطوة المهمّة في حياتهنّ والقيام بها في عمرٍ مبكر لضمان الحصول على عددٍ جيّد من البويضات وذات نوعية ممتازة، لأنه صحيح أن العمر هو تفصيل في الحياة، ولكن من الناحية البيولوجيّة فهو يؤثّر على خصوبة المرأة، والعلم والتطوّر أصبحا في زمننا هذا حليفيها”.