كتبت لوسي بارسخيان في نداء الوطن،
خلال جولة سريعة وقصيرة دامت نحو ثلاث ساعات، تنقّل وزير الصحة فراس الأبيض مع وفد من ممثلي المنظّمات الداعمة للمجتمعات السورية بين عرسال وقب الياس، قاصداً فيها مخيماً للاجئين ظهرت فيه حالة كوليرا الأسبوع الماضي، ومنح المنظمات براءة ذمة في ما يتعلق بتدخّلها في الحدث الصحي الطارئ المتمثّل بظهور الكوليرا في أوساط النازحين السوريين بالمخيمات، فأكد على إلتزامها عملياً بإعادة المياه النظيفة التي توزعها على المخيمات الى كمياتها السابقة، كما هو الحال بالنسبة لشفط المياه الآسنة التي تنتج عن هذه المخيمات، بعد قرارها السابق بتخفيض الكميات قبل بداية ظهور الكوليرا، ومتحدّثاً أيضاً عن إضافة بنود جديدة على بروتوكول توزيع هذه المياه مع كمّيات من المعقمات.
كذلك، كشف الأبيض أن منظمة اليونيسف أمّنت كمية 120 ألف ليتر من المازوت لمحطات ضخ المياه في مختلف الاراضي اللبنانية، للتأكد من وصول المياه التي تضخّها نظيفة، معتبراً أنّ هذا الامر يترك إنعكاسات إيجابية على المجتمعات اللبنانية قبل السورية التي تستفيد من المياه.
إلا أنّ الابيض أقرّ في المقابل بأنّ «هذه جهود متأخّرة تبذل مرحلياً، خصوصاً وأنّ البنية التحتية في لبنان فيها الكثير من التقصير، ووضعها غير مرضٍ على جميع الأراضي اللبنانية»، آملاً في أن تكون أزمة الكوليرا بمثابة «جرس انذار يقرع لبذل الجهود اللازمة في تأمين شبكة الخدمات الاساسية التي يحتاجها لبنان لكي لا نشهد أمراضاً أخرى في المستقبل».
وكشف في المقابل عن كمّية أولى من اللقاحات التي ستصل الى لبنان قريباً، وعددها نحو عشرة آلاف لقاح، ستوزّع بالدرجة الاولى على العاملين الصحّيين خصوصاً في المستشفيات التي هي على تماس مع مرضى الكوليرا، وعلى السجون المكتظّة، حيث يشكّل الإكتظاظ بيئة مؤاتية لإنتشار العدوى، على أن تصل في مرحلة لاحقة كمية 600 ألف جرعة ستكون موجّهة الى المناطق الموبوءة بالدرجة الأولى، على أن توضع خطة العمل لتحديد أماكن توزيع اللقاحات في الأيام المقبلة.
كذلك أعلن عن مستشفيين سيتمّ تجهيزهما في البقاع لإستقبال مرضى الكوليرا، الأول سيبدأ تجهيزه في الأسبوع المقبل في منطقة عرسال التي ظهر فيها 4 حالات الأسبوع الماضي، وهو عبارة عن مستشفى ميداني سيكون مخصصاً لإستقبال مصابي الكوليرا تحديداً. والثاني سينشأ في منطقة البقاع الأوسط إذا ما لوحظ تزايد في أعداد المصابين، علماً أن عدد الإصابات في هذه المنطقة «لا يزال قليلاً»، وفقه، مشدّداً على أهمية الوقاية التي «يجب أن تبدأ بالتأكد من صحة المياه».
وأكد وزير الصحة بأنّ تغطية مرضى الكوليرا اللبنانيين في المستشفيات هي على نفقة وزارة الصحة كاملة، كما أن تغطية النازحين ستتكفّل بها المنظمات الداعمة. وهذه برأيه «مسألة يجب أن يدركها الناس ليبلغوا الجهات المعنية إذا ما شعروا بعوارض الكوليرا، لما لترصّد الوباء من دور في الحد من إنتقال العدوى»، مشدّداً في هذا الإطار أيضاً على أهمية التعاون بين الدولة والمنظمات الدولية والمواطنين.