ترشيشي طمأن لعدم وجود تلوث بالخضار المصدّر: الكوليرا بعيدة كل البعد عن المناطق الزراعية

 

أكد رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ​ابراهيم ترشيشي​، في تصريح لصحيفة الراي الكويتية، أن “مرض ​الكوليرا​ ما زال بعيداً كل البُعد عن المناطق الزراعية في البقاع، فإنتشار المرض محصور بقاعياً في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا أو في بعض مخيمات ​اللاجئين السوريين​ بعيداً عن أماكن ​الزراعة​، ورغم بدء ظهور حالات في مناطق مختلفة، إلا أننا لم نسمع مطلقاً عن إصابات ناجمة عن تناول الخضر. فلو كان الأمر كذلك لَما إقتصرت الإصابات على شخص أو اثنين أو حتى عشرة في هذا المكان أو في آخَر بل كان عدد الإصابات إرتفع في شكل كبير نتيجة إصابة كل مَن تناول مِن هذه الخضار. ولكن لحسن الحظ لم نسمع حتى اليوم بأي إصابات بالكوليرا سواء في منطقة البقاع أو عكار نتيجة تناول الخضر أو ​الفاكهة​ اللبنانية”.

ورفض ترشيشي رفضاً قاطعاً الأصوات التي تعلو مشكِّكة في نظافة ​مياه الري​ والقول إنه يصار إلى إستخدام المياه الآسنة لري المزروعات. وأشار إلى انه “إتهام ظالم للزراعة اللبنانية، فكل المزارعين يستخدمون الآبار الإرتوازية للري وذلك بسبب غياب الينابيع والأنهر الجارية وجفافها بدءاً من شهر يونيو وحتى نهاية الصيف وهي التي تحمل عادة الملوِّثات ولا سيما الناجمة عن الصرف الصحي الذي لم تجد له الحكومةُ حلاً حتى اليوم”.

وأضاف: “كل الزراعة في منطقة البقاع تعتمد على الآبار الإرتوازية التي يراوح عمقها بين 200 متر و300 متر تحت الأرض ولا يصيبها أي تلوث أو صرف صحي. ونهر الليطاني الذي كان يُعتمد في السابق لري المزروعات لم يعد له وجود حالياً وممنوعٌ إستعمال مياهه للريّ منعاً باتاً، وأي فرد يعمد إلى سحب المياه من النهر يُجازى ويُلاحَق من الأجهزة الأمنية”.

ولفت إلى أن “محافظ البقاع كان أصدر قراراً يمنع المزارعين من إستخدام ما تبقى من الليطاني لري مزروعاتهم، ومن يتبين قيامه بذلك تُتلف مزروعاتُه ويُعاقَب بالسجن. وقد بات كل المزارعين واعين لهذا الأمر ويشيرون بالإصبع على كل مخالف ويقفون له بالمرصاد”.

واعتبر ترشيشي أن “المُزارع هو أول مَن يتناول مع عائلته مِن منتجات أرضه فكيف يَستخدم مياهاً ملوَّثة للريّ ويضرّ بعائلته وأهل بلدته ومنطقته؟… وكل المنتجات الزراعية معروفة طرق تصريفها: أي أين تباع ولمَن تباع ومِن قِبل أي مُزارع، ولذا يمكن تَقَفّي أثرها في حال الإشتباه بكونها ملوَّثة أو مسبِّبة للأمراض ولا

  سيما أن البلد صغير ولا يمكن لأحد الإختباء فيه من تهمةٍ كهذه”.

وأضاف: “كل منطقة البقاع تعتمد على الآبار الإرتوازية لا على المياه الجارية، ولذلك رَفَعَ ​المزارعون​ الصوتَ عالياً إثر غلاء سعر المازوت وذلك لأنهم يعتمدون على هذه المادة لتشغيل مضخات المياه لري المزروعات. فلو كان المزارعون يعتمدون المياه الجارية لَما تَكَبَّدوا كلفة ​المحروقات​ ورفعوا الصوت في وجه غلاء أسعارها، والأمطار التي هطلت بغزارة في نهاية الأسبوع شكلت رحمة للمزارعين وخففت عنهم عناء ري مزروعاتهم كما شكلت نعمة حقيقية للمزارعين والمستهلكين ليتناولوا خضاراً نظيفة مروية بماء السماء. وفي شكلٍ عام فإن الموسم الزراعي في البقاع شارف على نهايته ولم يعد أمامه إلا شهر قبل الإنتقال إلى الساحل فيما يخص الخضار التي يصبح إنتاجها محصوراً في البيوت البلاستيكية”.

وأكد ترشيشي أن “الحشائش تُصَدَّر عادة بالطائرات كونها لا تحتمل السفر الطويل، ومن هنا فإنها تخضع لرقابة مشدَّدة قبل الشحن الجوي ولا سيما بالنسبة للتلوث البكتيري. فيتم فحص عيّنات من المصدر للتأكد من خلوها من أي ملوِّثات بكتيرية وبعدها يُسمح بشحن الكميات المصدَّرة. لذا يمكن القول إنه حتى اللحظة لا خطر يُذكر من تناول الخضار اللبنانية المصدَّرة إلى الخارج”.

Exit mobile version