كتب عيسى يحيى في نداء الوطن،
عشرة أيامٍ مرّت على إختطاف الشقيقين غالب ومهنّد عروب في بعلبك ومصيرهما لا يزال مجهولاً. الأهل في حالة ترقّب وإنتظار، علّ معجزة تحدث ويطلق سراحهما، أو تنجح القوى الأمنية في تحريرهما وتقضّ مضجع العصابة الخاطفة تجنّباً لسيناريو مشابه.
تُعكّر صفو بعلبك الهرمل بين الفينة والأخرى أحداثٌ وهزّات تعيد الناس بالذاكرة إلى مشهدية الخوف والقلق على أرواحها وأرزاقها. فبعد أشهرٍ على رخاءٍ أمني لم تشهده المنطقة منذ سنوات أثمر إرتياحاً وإعادة وصل ما انقطع من ثقة بالدولة وأجهزتها، عادت العصابات، وآخرون يعملون فرادى، إلى هزّ الأمن مجدّداً، منغّصين على البقاعيين حياتهم، فيعيدونهم إلى السيرة الأولى في مراعاة تنقّلاتهم وتجنّب البوح بما يملكون، وسط أزمة إقتصادية وارتفاع سعر الدولار الأسود، ما يدفع بأفراد العصابات إلى إختيار أشخاص يملكون المال ويطلبون الفدية «بالأخضر» حصراً.
لم يسبق أن شهدت منطقة بعلبك الهرمل حادثة خطف لأولاد والضغط على عائلتهم بهم في سبيل تحصيل فدية مالية، وإن كانت المنطقة على مرّ السنوات الماضية مسرحاً لتلك العمليات والضحايا من مختلف المناطق والجنسيات، إلّا أنّها حملت في التوقيت والمضمون مؤشّراً خطيراً للأيام المقبلة في حال وصل الخاطفون إلى مطالبهم ونجحوا في الهروب مع الفدية.
إستنفد ماجد عروب والد الطفلين المخطوفيْن كافة السبل والأبواب في إطلاق سراحهما، وهو يعيش تحت رحمة الإنتظار والوقت الذي يمنحه إياه الخاطفون لتأمين الفدية المطلوبة، وقد تم تحديدها بـ350 ألف دولار إثر اتصال من رقم أجنبي. وفي سبيل الضغط على المعنيين وإيصال الصوت نفذ عددٌ من أقارب وأصدقاء الطفلين وقفة احتجاجية على دوار الجبلي في بلدة دورس عند مدخل بعلبك الجنوبي وقطعوا الطريق لبعض الوقت، حاملين لافتات تندّد بخطف الأطفال وتطالب بإنقاذهم وإطلاق سراحهم. وناشدوا القوى الأمنية وقيادة الجيش الضرب بيد من حديد لتحريرهما وخصوصاً في ظل الضغط النفسي الذي يتعرّض له الأهل من قبل الخاطفين، وتهديدهم مجدداً ببيع أعضاء ولديهما في حال عدم دفع الفدية.