استضاف محمد العرة سفير المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد البخاري في أوتيل ديلورا بحضور عددا من الشخصيات البقاعية التي سبق لها وشاركت في جسور المحبة التي ينظمها السفير البخاري في سفارة المملكة العربية السعودية.
وأكد السفير البخاري خلال اللقاء الذي تمحور حول العلاقات اللبنانية – السعودية بأن هذه العلاقة متينة واخوية وتربطها اواصر الدم والعروبة وهي أقوى من كل الافتراءات والاكاذيب .
وكانت كلمة معبرة ألقاها محمد العرة جاء فيها من سهل البقاع سهل الرجال، سهل العلاّمة الراحل المفتي الشيخ خليل الميس ورفيق الحريري.
تحية تقدير ووفاء للمملكة العربية السعودية خيمة العرب والمسلمين وألف تحية لسفير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، معالي السفير وليد بن عبد الله بخاري أهلاً وسهلاً بك بين أهلك وناسك.
كل الكلمات لا يمكنها أن تصف محبة اللبنانيين لك وتقديرهم لعملك الدؤوب من أجل أفصل العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية.
سؤال واحد اجابته موجودة في قلوب كل واحد منّا والحيرة في نفوس كل مبغض لنا. سؤال يقول لماذا نحن مع المملكة العربية السعودية؟
المملكة العربية السعودية بالنسبة لنا نحن اللبنانيين. نحن مسلمي لبنان الكاظمون للغيظ العاضون على الجرح. هي القبلة في الصلاة والبلسم عند الوباء السياسي والملجأ عندما يصل القهر إلى أقصاه.
المملكة العربية السعوديبة بالنسبة لنا فوق كل ذلك هي المرجعية العربية والاسلامية. هي البوصلة الى طريق الحق والصواب عندما يتوه الكثيرون ويضيعون في المسافات.
المملكة العربية السعودية بالنسبة لنا، ليست فقط دولة شقيقة ولا دولة صديقة ولا دولة مانحة. هي لنا السند والعون والمشورة والقيادة في كل الازمنة والاوقات. لا تسمحوا لأحد أن يكذب عليكم بالقول أنّ “المملكة تخلّت عنكم. تخلّت عن لبنان”. قولوا لهم “المملكة تبرّأت من الفاسدين ومن السارقين ومن الادعياء والانتهازيين”. قولوا لهم “المملكة باقية الى جانبنا أخاً كبيراً وشقيقاً عزيزاً وشريكاً الى يوم الدين”. قولوا لهم أنّ “لبنان واللبنانيين في قلب المملكة قيادة وشعباً وأنّ المملكة وقيادتها في عقل وقلب كل اللبنانيين”.
أيها الأحبة، إنّ المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان وضعت سكة الصواب لأفضل العلاقات مع لبنان واللبنانيين. سكة تقوم على ثلاث نقاط:
1- لا تعاون ولا تحالف ولا تواصل مع أي فاسد من المفسدين.
2- لبنان عربي الهوية والانتماء ينطق بالعربية ويفكر بالمنطق العربي ويتصرف وفقاً للاخلاق والقيم العربية لا ازدواج بالهوية ولا تزاوج مع أي هوية من الهويات.
3- الزمن زمن الشباب وزمن التغيير والمملكة حريصة على الامساك بيدكم نحو التغيير الذي فيه مصلحة اللبنانيين ومصلحة هولاء الشباب الباحثين عن أحلامهم وطموحاتهم بعيداً عن الاستزلام والذل والتبعية منتفضين على تصنيفهم أنهم مجموعة من المساكين.
إنّ المملكة العربية السعودية وعبر كل مواقفها تجاه لبنان وبخاصة البيان الثلاثي الاميركي الفرنسي السعودي وضعت النقاط على الحروف. لبنان الذي ستتعاون معه المملكة العربية السعودية هو لبنان العربيّ المتمسك باتفاق الطائف كدستور ومشروع سياسي. لبنان الذي ينتخب رئيساً للجمهورية قادر على بناء الجسور مع الجميع وفقاً لمصالح لبنان واللبنانيين، وقادر على التعاون مع حكومة رئيسها ليس بتاجر، ولا متعهد ولا كاذب ولا منافق. بل عربيّ الهوية ينتمي الى اصالة قيم واخلاق العرب اللبنانيين.
هذه هي المملكة أيها الأحبة ولهذا نحن نحب المملكة ونعتبرها الخيمة التي تُظّلل الجميع. كانت المملكة العربية السعودية منذ استقلال لبنان حريصة على وحدة هذا البلد وحريصة على مصالح أهله وناسه وما المطلوب منّا إلا أن نتحلى بهذا الحرص على بلدنا ووحدته وصلاحه وإصلاحه. لن يتمسك احد بنا إن لم نتمسك بوطننا، ولن يساعدنا أحد إن لم نساعد أنفسنا، ولن يقاتل عنا أحد إن لم نبادر الى مقاومة الهيمنة والتسلط ومحاولات تغيير هويتنا العربية.
إن مقاومتنا تكون بمنع لغة السلاح ولغة الاقتتال، تكون بالموقف الصامد والسلوك السليم وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
إيها الأحبة ابتعدوا عن الفاسدين هم علّة ازماتنا واسقاطهم حل لأزماتنا فكونوا مواطنين صالحين كي يبقى لنا وطن نعيش فيه ونفتخر به أمام العالمين.
في الختام نعاهدك يا معالي السفير، أن نحافظ على الجسور التي بنيتها مع اللبنانيين جسور الحب والاحترام والتقدير، جسوراً تؤكد جذرونا العربية وصلابة مواقفنا المحقة. هذا السهل يفتخر بك ويجدد البيعة لقيادة المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامين الامير محمد بن سلمان. حفظ الله لبنان وحفظ الله المملكة العربية السعودية.