المقداد خلال إطلاق عمل خلية أزمة الكوليرا في بعلبك: المستشفيات الحكومية ليست جاهزة لاستقبال مرضى الكوليرا

أطلقت قيادتا “حزب الله” وحركة “أمل” في البقاع خلية أزمة لمواجهة مرض “الكوليرا”، خلال اجتماع عقد في قاعة “مركز الإمام الخميني الثقافي” في بعلبك، حضره رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب الدكتور حسين الحاج حسن، النائب الدكتور علي المقداد، رئيس قسم المحافظة دريد الحلاني ممثلا محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر، مسؤول مكتب الشؤون البلدية صبحي العريبي ممثلا المسؤول التنظيمي لحركة “أمل” في إقليم البقاع أسعد جعفر، مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، رئيس مصلحة الزراعة في بعلبك الهرمل الدكتور محمود عبدالله، المدير العام لمؤسسة مياه البقاع الدكتور وسيم ضاهر على رأس وفد ضم مسؤول الصيانة والتوزيع محمد اسماعيل ومندوب المؤسسة عن المحطات والآبار عادل السيد أحمد، رئيس قسم الصحة في قضاء بعلبك الدكتور علي صبحي هزيمة، رئيس دائرة التعليم المهني والتقني في بعلبك الهرمل عبد الغني الديراني، مدير العمل البلدي للحزب في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، مسؤول العلاقات مع المؤسسات الرسمية هاني فخر الدين، مسؤول قسم الإعلام مالك محمد ياغي، مدير الهيئة الصحية الإسلامية في البقاع عباس معاوية، مسؤول الرعاية في البقاع بلال قطايا، مسؤول الدفاع المدني في الهيئة الصحية في البقاع محمد باقر أبو ديا، ممثل الدفاع المدني للحركة علي محمد معاوية، وفاعليات بلدية وصحية.

المقداد
وتحدث النائب المقداد باسم المجتمعين، فقال: “اليوم نعلن بشكل رسمي إطلاق العمل في خلية الأزمة لمرض الكوليرا في البقاع وبعلبك الهرمل، وكلنا يعلم أن منظمة الصحة العالمية وجهت تحذيرا شديد اللهجة بموضوع الكوليرا، وخصوصا في لبنان وسوريا. وبالنسبة لوضعنا في لبنان الحمد لله ما زالت الإصابات موجودة في بؤر محلية لم تنتشر ولم ترتق إلى مستوى الوباء، من هذا المنطلق علينا ان نعمل لكي لا يصبح لبنان كله موبوءا”.

وتابع: “نحن والحمد لله كان عندنا تجربة جيدة جدا في مواجهة جائحة الكورونا، واستطعنا من خلال العمل الجاد والسهر، ومن خلال تضافر كل الجهود من المجتمع الأهلي والمحلي والدولي، بأن نسيطر على وباء الكورونا بأقل كلفة، مع العلم أن هناك الكثير من الضحايا الذين افتقدناهم، ولكن كان الرهان بأن يكون لدينا عدد كبير من الضحايا، فخرجنا بأقل خسائر ممكنة، واليوم أصبحنا ذوي خبرة في مجال مكافحة الأوبئة، وهذا لم نحققه بالمحاضرات والكلام الإنشائي، ولكن ذلك هو محصلة العمل الدؤوب وبمساعدة الكثير من الجهات المحلية والأجنبية”.

وأشار إلى أن “اجتماع اليوم الذي حضرته قيادتا حركة أمل وحزب الله في البقاع وممثل المحافظ وطبابة القضاء وكل العاملين في القطاع الصحي، ووزارة الزراعة، ومؤسسة مياه البقاع، وممثلو المجتمع الاهلي والجسم التربوي. ونستطيع القول ان هذا الاجتماع هو للإعلان عن تأسيس خلية الأزمة بشكل رسمي لمتابعة العمل في مواجهة مرض الكوليرا، رغم أنه ليس الاجتماع الأول فقد سبقته عدة اجتماعات منذ ظهور إصابات الكوليرا في لبنان، وقد انبثقت عن هذه اللجنة الموسعة لجنة مصغرة ستجتمع وتتشاور بشكل يومي لمتابعة هذه الأزمة”.

وقال: “هناك وزارات ومؤسسات وهيئات وأجهزة معنية عدة بمتابعة مرض الكوليرا، منها مؤسسة مياه البقاع التي لها اليوم دور كبير في التأكد من سلامة مصادر المياه. ويقع على عاتق البلديات دور كبير لجهة المتابعة والإرشادات للأهالي، وبعض البلديات لديها آبارا لتزويد الأهالي بمياه الشفة، يترتب عليها إجراء الفحوص لتلك الآبار، والتأكد من سلامة المياه التي تنقلها الصهاريج إلى منازل المواطنين. وهناك محطات التكرير لمياه الصرف الصحي، وقد تلقينا وعودا من مؤسسة المياه، بأنه تم رصد حوالي 10 مليون دولار لتشغيل وتأهيل محطات المعالجة في لبنان، ومنها محطتي إيعات واليمونة. وأيضاً من المهم متابعة تأهيل خزانات المياه، وإجراء الفحوص الدورية اليومية لمصادر المياه، وأنوه بتجربة بلديتي الغبيري وبرج البراجنة في موضوع النفايات وفحص المياه. كما أن المدارس قد تتحول إلى بؤر لنشر مرض الكوليرا في حال وجود أي تلوث في المرافق الصحية، أو الاستهتار بسبل الوقاية، لانه يمكن حينها نقل هذا المرض إلى البيوت والقرى والمدن، لذا التعقيم والنظافة أساس في المدارس لتدارك حصول أي إصابة”.

وتابع: “كما أن وزارة الصحة ومصلحة الصحة وطبابة القضاء معنية بمتابعة الأمر ميدانيا، وقد باشر المعنيون بالعمل الجاد سواء في موضوع الترصد الوبائي او فحص المياه او التأكد من سلامة مياه الري، وتنظيم حملات التوعية. ولوسائل الأعلام دور كبير في نشر الوعي وتبيان مخاطر الكوليرا”.

ونبه من “خطورة ري المزروعات بمياه المجارير”، مؤكدا أن “وزير الزراعة يولي عناية خاصة واهتماما كبيرا للحفاظ على سلامة مياه الري والتربة والمزروعات، ويحرص على قمع أي مخالفة وتحويلها إلى القضاء المختص”.

واشار إلى ان “المشكلة الكبيرة اليوم هي في عرسال، حيث يتواجد في المخيمات حوالي 90 ألف نازح سوري، كل الصرف الصحي يصب في 4 أو 5 حفر ليست مؤهلة لعلاج الصرف الصحي كما يجب، لذا يساهم تسرب مياه الصرف غير الصحي من هذه الحفر، بتلوث المياه الجوفية والسطحية والتربة والمزروعات، ونحذر إذا لم تعالج هذه البؤر ستكون منطقة البقاع الشمالي في دائرة الخطر بوباء الكوليرا، وتشكلت لجنة من قبل المحافظ بشير خضر للمتابعة مع نواب المنطقة، وسيكون هناك اجتماع قريبا بهذا الشأن، مع التنويه بجهود الزميل النائب ملحم الحجيري في متابعته اليومية الميدانية ومع المعنيين لموضوع الكوليرا وتداعياته في بلدة عرسال”.

وتطرق إلى موضوع المستشفيات، فقال: “خلافا لما أعلنه وزير الصحة العامة بأن المستشفيات الحكومية أصبحت جاهزة لاستقبال مرضى الكوليرا،  سألنا المستشفيات فكان الجواب بأن المستشفيات ليست جاهزة، لأن المستشفى لكي تستقبل مرضى الكوليرا يحب ان تجهز أقساما منفصلة، لأنه لا يجوز ان يتشارك مريض الكوليرا أي قسم أو غرفة مع سائر المرضى. المطلوب عزل مريض الكوليرا واتخاذ تدابير وإجراءات تعقيم للحؤول دون انتقال الإصابة إلى أصحاء او مرضى آخرين، ويتطلب حتى الانتباه إلى معالجة الصرف الصحي، أين التجهيزات التي زودت بها المستشفيات، وهذا السؤال برسم وزير الصحة. وأين موضوع فحص المياه في المستشفيات الحكومية، وكيفية التخلص من الصرف الصحي في قسم الكوليرا، وهذا الموضوع أساس لانطلاقة العمل في المستشفيات لمحاربة الكوليرا، واين العمل على موضوع الكادر البشري ودورات التوعية وورش العمل”.

ولفت إلى انه “رغم سن قانون سلامة الغذاء، إلا أن المراسيم التطبيقية والتنظيمية لم تصدر حتى الآن لهذا القانون الذي يشمل كل المعطيات التي نستفيد من آلية عملها في مواجهة الكوليرا”.

وختم المقداد مؤكدا أن “العمل انطلق على الصعيد الرسمي وعلى صعيد حركة أمل وحزب الله وعلى صعيد البلديات والمجتمع الأهلي، لكي نقوم بواجبنا الشرعي والأخلاقي والإنساني لمواجهة هذا المرض، وإن شاء الله أن يبقى مرضا ولا يتحول إلى وباء، ممهمتنا قد تمتد إلى حوالي السنة أو السنتين، لأن هذا المرض الذي لم نسمع به في بلدنا منذ عشرات السنين، يطل اليوم برأسه ومخاطره في ظل وضع اقتصادي صعب وسيء. وأنا أوجه نداء إلى الأهل وإلى ربات المنازل على وجه الخصوص، للاعتناء بتعقيم الخضار بالقليل من الكلور والملح والخل لمدة 10 دقائق، والحرص على استخدام المياه النظيفة غير الملوثة، والتنبه من كمية الكلور المستخدمة، لان تجاوز المقدار المسموح به يؤدي إلى الإصابة بحالات تسمم، فيكفي إضافة نقاط عدة لكمية ليترين من المياه لتعقيم الخضراوات مع قليل من الخل”.

Exit mobile version