مطمر للمواد المشعّة في نحلة… ولّى إلى غير رجعة

كتب عيسى يحيى في نداء الوطن،

أثار خبر عزم الدولة اللبنانية إنشاء مطمر للمواد المشعّة والسامّة في جرود بلدة نحلة البقاعية، بعد رفض اقامته في الجنوب وبيروت، سخطاً وغضباً عارمين لدى أهالي البلدة ومدينة بعلبك وجوارهما، لما يسبّبه من أذى بيئي وأمراض تطال الناس.

وبعد انتشار الخبر، تداعى أمس أهالي نحلة إلى تنفيذ وقفة احتجاجية في ساحة البلدة، شارك فيها نواب المنطقة وفاعليات دينية وبلدية وأهالي البلدة والجوار رفضاً لإنشاء المطمر، رافعين لافتات وشعارات مندّدة ومطالبة الدولة بالتراجع عن القرار لما يسبّبه من أذى وتهديد بتلوّث التربة والمياه الجوفية، لا سيما نبع اللجوج مصدر مياه الشفة لمدينة بعلبك.

وأشار المفتي خليل شقير الى أنّ القرار «هو مشروع قتل، وما عزم عليه فريق من الدولة هو أمر خطير جداً، فالمنطقة التي سيُنشأ عليها المطمر تشكّل الحوض المائي لأغلب مناطق البقاع ويشمل نحلة ويونين وبعلبك ومقنة وشعت وغيرها من القرى المجاورة، ولا يمكن أن نتغاضى وأن نسمح بإنشاء هذا المشروع غير المشروع».

بدوره، رأى مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي «أنّ بلدة نحلة تشكّل الحديقة الخلفية لمدينة بعلبك والمتنفّس البيئي لكل هذه المنطقة التي لولا نحلة وجرودها وسهولها وشجرها وماؤها لفقدنا التوازن البيئي والمناخي في المنطقة كلّها»، سائلاً: «هل هكذا يتمّ التعاطي مع المواطنين؟ في كل دول العالم عندما يكون هناك مشروع على هذا النحو يطرح على بساط البحث ويكون هناك دراسات علمية ونقاش مع المنطقة وأهلها، لا تأتي المشاريع أبداً على هذا النحو».

وقال: «إنّه مشروع مشبوه تسلّل بليل، ولن يستطيع أبداً أن يمرّ وأن يدخل الى هذه البلدة، ولا إلى أي بلدة أخرى في محافظة بعلبك الهرمل».

من جهته، قال رئيس تكتّل «بعلبك الهرمل» النائب الدكتور حسين الحاج حسن: «عندما أعلن عن مشروع مطمر للنفايات المشعّة، قمنا بالاتصالات اللازمة لنسأل عن الموضوع، وتبيّن أنّ هناك فكرة لإنشاء مطمر لنفايات مشعّة في جرود بلدة نحلة وهي مرفوضة في بلدة نحلة وفي بعلبك الهرمل، وفي كل لبنان، لأنّها تؤثر على المياه الجوفية والنباتات وعلى التربة. وعلى هذا الأساس أعلمكم أن هذه الفكرة انتهت وبشكل نهائي، ولا داعي للقلق من هذا المشروع الذي ولّى إلى غير رجعة».

Exit mobile version