كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تعكس مطالبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بمؤتمر دولي لحل الازمة اللبنانية، الفشل الذريع للمجلس النيابي في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بحيث كانت الجلسات النيابية التي عقدت حتى الآن بمثابة مسرحية هزلية، على ما قال، اطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد ويعتبرون انه غير ضروري للدولة ويحطون من قيمة الرئيس المسيحي – الماروني.
وأضاف الراعي: “فشل كل الحوارات الداخلية او بالاحرى تفشيلها من سنة 2006 حتى مؤتمر اعلان بعبدا سنة 2012 يدفعنا للدعوة الى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديموقراطي وسيطرة الدولة وحدها على اراضيها استنادا الى دستورها اولا ثم الى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان وان أي تاخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي من شأنه ان يورط لبنان في اخطار غير سلمية ولا احد يستطيع احتواءها في هذه الظروف”.
الوزير السابق فارس بويز يرى عبر “المركزية” أن الحال الداخلية لا تزال مرتبطة بالحال الاقليمية والخارجية التي لم تتبلور بعد وبالتالي ليس هناك اي جاهزية لانعقاد مثل هذا المؤتمر الدولي الذي دعا اليه البطريرك الراعي لايجاد حل للازمة اللبنانية. هناك كلام سعودي – ايراني – فرنسي واميركي حول الملفات في المنطقة ومنها بالطبع الوضع اللبناني، ولكن هذا الكلام لا يزال تحت الطاولة. كما ان لا تصور لدى الداخل والخارج لأي حل في لبنان قد تحددت معالمه بعد”.
ويتابع: “الفكرة جيدة شرط ان يقتصر المؤتمر المدعو اليه على اتمام الاستحقاقات الدستورية لا ان يطاول البحث التعديلات الدستورية، ومن ضمنها اتفاق الطائف، لأن مثل هذا الامر قد يدخلنا في دهليز لن نخرج منه اطلاقا. في اعتقادي أن ملء الشغور الرئاسي لن يكون قبل نهاية شهر شباط المقبل ريثما تكون الاوضاع المحلية والخارجية قد تبلورت. لبنان اسير ما يجري في المنطقة نتيجة ارتباط قوى الداخل بهذا الواقع المؤسف حيث لم يعد قرار اي من الفرقاء في لبنان ملكا له انما بات رهن المحور او الدولة المرتبط بها”.