ملفّ النّزوح.. واقعٌ مُقلق يفرض انتخاب رئيس جمهوريّة!

كتبت لورا يمين في “المركزية”: 

مرة جديدة، أكدت زيارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي الى لبنان في الساعات الماضية، على موقف المجتمع الدولي غير المتحمس حتى الساعة، لخيار اعادة النازحين السوريين الى بلادهم. وقد دل ما قاله الدبلوماسي على ان الخارج لا يزال ينتظر عوامل عدة قبل الانتقال الى محطة التشجيع على العودة، مكتفيا في الوقت الراهن بدعم النازحين والمجتمعات المضيفة في آن.

هو قال “نعبّر عن تقديرنا الكامل للتحديات الهائلة التي تعانيها البلاد في هذا الوقت، وفي هذا الإطار فإن استضافة مئات ألوف السوريين وغيرهم من اللاجئين مسؤولية ضاغطة جدا على البلد. ناقشنا مع الرئيس نجيب ميقاتي الآفاق المستقبلية، وعبرت له مع المنسق الخاص للأمم المتحدة ان الأمم المتحدة ستستمر في دعمها، بما في ذلك الدعم الإنساني للشعب اللبناني وكل من يعيش في البلاد، وستزيد دعمها للشعب اللبناني”. اضاف “ان المفوضية السامية لحقوق الانسان مسؤولة عن اللاجئين ونحن نواصل حشد الموارد الدولية لهم وللأشخاص الذين يرغبون منهم في العودة إلى سوريا، وهناك دفعات عادت منذ أسابيع، ونحن نواصل تقديم الدعم لهم”. وقال “نحن نقدر احترام لبنان للعودة الطوعية لسوريا وهو جانب مهم من هذه العملية. كما نعمل مع الجانب السوري ومع الحكومة السورية على إزالة العوائق الجدية التي تراكمت على مر السنين والتي تمنع الناس من العودة. حققنا بعض التقدم ولكن لا يزال هناك المزيد من العمل من أجل أن يكون الناس واثقين من اتخاذ القرار بالعودة. وبالمناسبة، فان اجهزتنا تستمر في الإشارة إلى أن معظم الناس يريدون العودة، ولكن يجب التغلب على العديد من العقبات، ونحن سنستمر في العمل عليها، بعض العقبات هي في التجهيزات والمنازل المدمرة، والوضع الاقتصادي الصعب جدا، وهناك تحديات كثيرة في سوريا أيضا، ولطالما أشرت إلى قرار مجلس الأمن الذي نص على ضرورة التعافي المبكر في سوريا وعلينا العمل مع المانحين في هذا الصدد”.

رفعُ الصوت من قِبل أهل الحكم في لبنان، أكانوا من الموالاة او المعارضة، تحذيرا من تداعيات ملف النزوح اقتصاديا وحياتيا وامنيا على الواقع اللبناني المهترئ اصلا، وإصرارهم على البدء بمسار العودة اليوم قبل الغد، لم ينفع اذا، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، ولم يتمكّن بعد من تحقيق اي تبدّل إيجابي في موقف المجتمع الدولي من هذه القضية.

فرئيس مجلس النواب نبيه بري اكد امام الموفد الاممي “أن حجم الاعباء التي يتحملها لبنان من جراء أزمة النازحين السوريين باتت كبيرة وكبيرة جداً وهي تنذر بعواقب خطيرة على لبنان وعلى اللاجئين”. ميقاتي بدوره، جدد امام غراندي المطالبة بالتعاون لانهاء أزمة النزوح السوري التي تضغط على لبنان على الصعد كافة. وأبلغه “وجوب تنسيق المفوضية وسائر المنظمات الدولية المعنية مع الحكومة اللبنانية عبر أجهزتها المختصة لحل هذه المعضلة، لانه لا يجوز أن يبقى هذا الملف ورقة تضغط على الواقع اللبناني، في وقت لم تعد للبنان القدرة المالية والخدماتية والسياسية على تحمل تداعيات هذا الملف”. وشدد على أن الاولوية في هذه المرحلة هي لاعادة النازحين السوريين تباعا الى بلادهم بعد استقرار الاوضاع في سوريا”.

فكيف كان رد غراندي؟! هو اكتفى بابداء “تفهّم” لحجم المخاطر، وأعلن في المقابل “أن المجتمع الدولي مستعد لزيادة حجم مساعداته في هذا المجال”، أي ان مسألة العودة ليست واردة في أجندة الخارج اليوم، والبديل منها هو مزيد من المساعدات، في توجّه سيكون له التأثير السلبي على قافلات العودة الطوعية، الخجولة اصلا، التي ينظّمها الامن العام اليوم.

انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان قضية النازحين، وقد اقر مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في مؤتمره الاخير ان عددهم فاق المليونين بعدما كانت الارقام الرسمية تشير كلها الى ان العدد يناهز المليون ونصف مليون نازح، يجب ان تشكل حافزا على انتخاب رئيس جديد للجمهورية على ان تكون معالجة مسألة النزوح من أولوياته القصوى، ذلك ان عدم حماسة الخارج لإعادة هؤلاء الى بلادهم مقلقة، ومن الملح الا تلقى مصير “اللجوء الفلسطيني”، ذلك ان لبنان المنهار في غنى عن مزيد من الازمات والقنابل الموقوتة.

Exit mobile version