في ظلّ المعاناة المستمرّة لأهالي البقاع جرّاء طغيان عصابات الجريمة المنظّمة، والتي وصلت إلى حدّ تهديد حاضر ومستقبل المنطقة في أمنها واقتصادها وتجارتها وسياحتها، بعدما تفنّن المجرمون في رصد الأشخاص الميسورين واللجوء إلى خطفهم بهدف الحصول على مبالغ كبيرة مقابل فكّ أسرهم، وبعدما تحوّل هذا الأمر إلى مصدر قلق وخوف دائميْن لدى الأهالي، اتّخذت القيادة العسكرية القرار باجتثاث هذه الظاهرة على قاعدة البدء من فوق، أي من رأس هرم الإجرام وصولاً إلى القاعدة التي تتمثّل بالأدوات التي يستخدمها كبار المجرمين.
وكشف مصدر لـ»نداء الوطن» أنّه وفي عملية نوعية نفّذتها قوة من مديرية المخابرات تمكّنت من تحقيق إنجاز مهمّ جداً وهو عبارة عن صيد ثمين تمثّل بتوقيف أخطر المطلوبين المدعو (لبنان. ح.ص) الملقّب بـ(لبنان دورة) والذي نشط منذ العام 2013 ولغاية العام 2016 بجرائم تعاطي مخدّرات وتجارتها وترويجها وتهريبها إلى الخارج وسرقة منازل وسلب أشخاص بقوة السلاح وإطلاق نار في الهواء وباتجاه أشخاص ومنازل ودوريات الأجهزة الأمنية وخطف أشخاص مقابل فدية مالية. وبعدما جمع مبالغ مالية مهمة نتيجة جرائمه الموصوفة، غادر لبنان منتصف العام 2016 بعدما زوّر مستندات ثبوتية باسم شقيقه علي الذي توفي جرّاء إصابته بمرض عضال، وكانت وجهته هولندا حيث مكث هناك وتابع إدارته وتنسيقه العديد من عمليات خطف الأشخاص لحين عودته إلى لبنان خلسة خلال شهر أيلول من العام الحالي.
وأوجز المصدر التفاصيل الأساسية عن الموقوف (لبنان) أنه «في العام 2015 سافر إلى هولندا مستخدماً جواز سفر شقيقه علي الذي توفي بمرض عضال، بحيث انتقل بداية إلى تركيا وبعد حوالى ثلاثة أشهر إنتقل بحراً إلى اليونان ومكث هناك حوالى الأسبوعين ومنها جواً إلى هولندا مستخدماً هوية إيطالية مزروة باسم ماثيو نظّمها له مهرّب من الاثنية الكردية، وبعد وصوله إلى هولندا قرّر التوجه إلى بريطانيا لكنه أوقف من قبل السلطات الفرنسية بعد اكتشاف أمر هويته الإيطالية المزوّرة وبقي موقوفاً في فرنسا لمدة 45 يوماً، أخلي سبيله بعدها وتمّ منحه عشرة أيام لمغادرة الأراضي الفرنسية، وعندها عاد إلى هولندا بواسطة القطار واستقرّ فيها لحين عودته إلى لبنان خلال شهر أيلول من العام الحالي بحيث إنتقل من هولندا إلى ألمانيا بواسطة جواز سفر لبناني باسم شقيقه علي ومن ثم إنتقل إلى مصر وبعدها إلى العراق وحضر برّاً إلى سوريا وتحديداً بلدة حاويك الحدودية حيث أقام لدى أشخاص عدّة، وإستمرّ بالتنقّل في سوريا حوالى الشهر لحين دخوله لبنان خلسة بمساعدة أقارب له وسوريين من بلدة أكوم السورية وأقام لدى خالته في محلة الشراونة لحين توقيفه».
ويوضح المصدر أنّ أبرز اعترافات (لبنان) تمثّلت في أنه «عام 2006 عمل في مجال الإتجار بالمخدّرات وترويجها بين منطقتي البقاع وبيروت وقد أوقف بهذا الجرم لغاية العام 2013. إعترف بمشاركته في عمليات سرقة سيارات بالتنسيق مع المدعو ح. ر. جعفر. وبإقدامه على إطلاق النار عدة مرات في الهواء وباتجاه أشخاص ومنازل بتواريخ وأماكن مختلفة. وأنه حاول تهريب المخدّرات عام 2020 وتحديداً مادة حشيشة الكيف داخل صناديق خشبية ومادة زيت حشيشة الكيف داخل عبوات عصير الجلاب بواسطة شركة ليبانبوست وعام 2021 حاول تهريب المخدّرات داخل زند جرافة غير أنّ العمليتين باءتا بالفشل».