كتب محمد دهشة في نداء الوطن ،
على وقع الإنفراج بحلحلة مشكلة تراكم النفايات في صيدا، بعد قيام الشركة المتعهّدة ببدء رفعها من الحاويات وبعض الشوارع والأحياء، لم تهدأ اللقاءات والإتصالات السياسية الصيداوية التي جرت لتطويق ذيول إستقالة رئيس البلدية محمد السعودي، عشية انعقاد «منتدى صيدا البيئي: نحو مدينة مستدامة بيئياً – صيدا نموذجاً»، في القصر البلدي برعاية وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين.
وأكدت مصادر صيداوية لـ»نداء الوطن» أنّ موقف السعودي بدأ يشهد ليونة كبيرة في عدم المضي رسمياً بتقديم إستقالته بعدما أعرب عنها شفهياً أمام محافظ الجنوب منصور ضو، كتعبير عن إستيائه من موقفي نائبي المدينة الدكتور عبد الرحمن البزري والدكتور أسامة سعد وتحميلهما البلدية وحدها مسؤولية معالجة مشكلة النفايات، بينما القوى السياسية والبلدية والمجتمع المدني كافة شركاء في مبادرة «صيدا تواجه» التي أطلقت، ليتشارك الجميع في تحميل المسؤوليات وتخفيف معاناة الصيداويين قدر الإمكان في ظل الأزمة الخانقة.
في المقابل، لم تهدأ اللقاءات والاتصالات لمعالجة ذيول الاستقالة، وأولى خطواتها ترجم بلقاء ثنائي بين البزري وسعد في منزله، واتفقا فيه على أهمية تدارك الأزمة التي نجمت عقب موقفهما، ما دفع بالسعودي إلى تقديم إستقالته. وذكرت المصادر أنّ اللقاء «جاء ليعيد الأمور إلى نصابها ولمطالبة وزارة المالية بالإسراع في تقديم المستحقّات المالية، وإعتبار كلّ ذلك مسؤولية مشتركة، كون النائبين البزري وسعد يمثّلان المدينة نيابياً ومن القوى السياسية الرئيسية، وقد جرى اتصال بوزير المالية يوسف خليل للإسراع في إنجاز المعاملات ودفع المستحقّات المالية المتعلّقة بالصندوق البلدي المستقلّ، والمرتبطة بالتزام جمع النفايات وخصوصاً المعاملات القديمة التي استحقّت».
وأوضح البزري أنّ الأجواء إيجابية وستتمّ متابعة الملف الحيوي مع الإدارات المعنية ومن الممكن أيضاً أن يتمّ التواصل مع رئاسة مجلس الوزراء للإسراع بإنجازه إذ يشكّل خطراً على المدينة، وقد جرت اتصالات سابقة مع الوزير خليل ومع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لصرف مستحقّات بلدية صيدا واتحاد بلديات صيدا الزهراني.
وثاني خطوات المعالجة، الزيارة التي قامت بها رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري إلى السعودي في منزله في الهلالية، بعد زيارة قام بها المسؤول السياسي لـ»الجماعة الاسلامية» في الجنوب الدكتور بسام حمود وعضو المجلس البلدي الحاج حسن الشماس.
الحريري إستفسرت من السعودي عن ظروف هذا القرار وخلفياته، مؤكّدة على «الدور الإستثنائي الصيداوي الأصيل والوطني الذي يقوم به الرئيس السعودي بتحمّل مسؤولياته البلدية في ظلّ عدم إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها في أيار الماضي». وقالت: «إنّنا على ثقة بأن الرئيس محمد السعودي لم ولا ولن يتأخّر عن تحمّل مسؤولياته كاملة تجاه أهله ومدينته كما عهدوه دائماً في كلّ المحطات التي مرّت على المدينة، فكان ولا يزال ضنيناً بمصلحتها وسيبقى كذلك حفظه الله».
وعلمت «نداء الوطن» أنّ «منتدى صيدا البيئي» الذي يرعاه وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين وتنظّمه بلدية صيدا ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالتعاون مع «برنامج الأمم المتحدة للبيئة – مكتب غرب آسيا»، ما زال قائماً عند العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم الاربعاء في قاعة القصر البلدي، ولم يتأثر بالأزمة التي تعيشها صيدا، بل سيشكّل حافزاً لمزيد من الضغط على الدولة لتأمين مستحقّات البلدية المالية، خاصة مع المشاركة المتوقعة لكلّ القوى السياسية.