كتبت لوسي بارسخيان في نداء الوطن
بعد فراغ دام خمس سنوات في منطقة راشيا، وسنة ونصف السنة في زحلة، بات لمحافظة البقاع مفتيان محليان، الأول هو وفيق حجازي الذي يخلف المفتي الراحل أحمد اللدن في راشيا، والثاني هو الشيخ علي الغزّاوي الذي يخلف المفتي الراحل خليل الميس في زحلة.هذه النتائج أُعلنت بعد جلسة إنتخابات أولى إنعقدت لإنتخاب مفتي راشيا في مركز دار إفتاء البقاع في برالياس، وبعدما تأمّن نصاب 16 ناخباً من مجموع الهيئة الناخبة في منطقة راشيا، والتي تتألّف من 24 ناخباً تغيّب منهم اثنان بداعي السفر وثالث بعذر مسبق. وهكذا إفتتح صندوق الإقتراع المخصّص لإنتخاب مفتي راشيا عند التاسعة صباحاً، ليقفل بعد أقلّ من ساعة مع إدلاء 21 ناخباً بأصواتهم. فنال الشيخ وفيق حجازي 18 صوتاً، فيما لم يفز منافسه الوحيد الشيخ جمال حمود سوى بـ3 أصوات.ولم تفاجئ النتيجة المناصرين وقد أحاطوا الشيخ حجازي، بل اعتبر بعضهم أنهم كانوا يحتسبون له 20 صوتاً، وهي نتيجة بدت طبيعية نظراً لطبيعة الهيئة الناخبة التي تشكّل بلدة المفتي الجديد «بكا» ثقلها الأكبر، بالإضافة الى تواجد الشيخ حجازي المستمرّ في منطقته، في وقت أُخذ على منافسه كونه من المقيمين في كندا. وقد اعتبر حجازي إثر انتخابه أنّ «الهيئة الناخبة أثبتت حضارتها ووجودها وشرفها وقيمتها وأعطت هذا الصوت لخدمة أبناء راشيا»، شاكراً من انتخبه ومن لم ينتخبه.في انتخاب مفتي زحلة والبقاع الغربي في المقابل، لم يتأمّن نصاب الثلثين لإنطلاق العملية الإنتخابية في الجلسة الأولى، وعليه تأخّر فتح صندوق الإقتراع حتى العاشرة صباحاً. ومع اكتمال حضور نصف أعضاء الهيئة الناخبة إنطلقت العملية الإنتخابية، ليبقى صندوق الإقتراع مفتوحاً حتى آخر لحظة من انتهائها رسمياً عند الواحدة ظهراً، بعد وصول المقترع رقم 53 قبل دقيقتين فقط من إقفال صندوق الإقتراع، فيما امتنع خمسة ناخبين عن الإدلاء بأصواتهم اثنان منهم لتواجدهما خارج البلاد.ومع أنّ 4 مرشحين تنافسوا على المركز، بدا واضحاً أنّ المعركة بقيت محصورة بين المرشّحين علي الغزّاوي وطالب جمعة. إلّا أن المفاجأة التي حملها صندوق الإقتراع، كانت في تقدّم الغزاوي على جمعة بفارق 15 صوتاً، على رغم ما حكي عن دعم سياسي غير معلن من تيار «المستقبل» لجمعة وهو ما أشاع أجواء حول إمكانية تقاربهما بعدد الأصوات. فنال الغزّاوي 30 صوتاً، مقابل حصول جمعة على 15 صوتاً. فيما لم يفز كلّ من الشيخ عبد الرحمن شرقية والشيخ خالد عبد الفتاح إلّا بـ4 أصوات لكلّ منهما. وبين أصوات الهيئة الناخبة 3 أصوات للنواب بلال الحشيمي، ياسين ياسين وحسن مراد، وللوزير ناصر ياسين، بالإضافة الى مشاركة 16 رئيس بلدية بالعملية الإنتخابية. فيما بدا واضحاً الدور الهامشي الذي لعبه النواب بالتأثير على هذه الإنتخابات، خصوصاً أن لا حيثية سياسية مؤثرة لهم في إدارة هذه العملية.هدوء الهيئة الناخبة في المقابل، قابله حماس المناصرين للمرشّحين، وخصوصاً للمفتي الجديد للبقاع، الذي بدا منذ البداية واثقاً من فوزه، حتى أنّه بدأ تحضير رؤوس أقلام خطاب فوزه، قبل أن تنتهي العملية الإنتخابية، ليعلن بعد إعلان فوزه إستعداده للتعاون مع كلّ المرشحين الذين قال «إنّهم كانوا أصحاب مشاريع، ونحن سنضع يدنا بيدهم حتى نحقّقها». وأضاف: «نحن بحاجة لنعمل جميعاً من أجل الجميع، علماء، وطلاب علم، وأهل قرآن، وسنضع يدنا مع كل أهلنا، من غاب ومن حضر. سنحمل مع كل الأوفياء هذه الأمانة، مع كل الشرفاء في هذا الوطن الذي يحتاج للجميع حتى نستنهضه من خلال المؤسسات والعلماء والسياسيين والمقيمين والمغتربين»، واعداً «بأن نكون مع شركائنا في الوطن حتى نرفع رايته لأنّه بحاجة اليوم إلينا».