كتب عيسى يحيى في نداء الوطن،
أنجزت دار الفتوى إستحقاقاً دينياً طال انتظاره في عددٍ من المناطق، وصدق وعد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بإجراء انتخابات مفتين محليين خلال عهده، وإعادة هيكلة المؤسّسات الدينية وتعزيز حضورها.وفق الموعد المحدد في 18 الجاري لإجراء انتخاب المفتي المحلي لمحافظة بعلبك- الهرمل، وبعد دعوة الهيئة الناخبة منذ قرابة الشهرين، جرت الإنتخابات صباح أمس في مركز دائرة الأوقاف في بعلبك – حي الشيقان، بعدما استقرّت المنافسة بين المفتي السابق الشيخ بكر الرفاعي ورئيس دائرة الأوقاف الشيخ سامي الرفاعي، وسط حضورٍ أمني كثيف للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وبعدما أنجزت اللجنة المكلّفة من مفتي الجمهورية إدارة العملية الإنتخابية إستعداداتها، وقد ضمّت اللجنة عضو المجلس الشرعي المحامي أحمد وهبة رئيساً، يعاونه المفتش الديني في بعلبك- الهرمل الشيخ عامر الغز وقد حرصا على إجراء الإنتخابات في جو ديمقراطي وصحيح.وعند الساعة الثامنة صباحاً وصلت اللجنة الإنتخابية إلى مركز الإقتراع، ليبدأ بعدها توافد الهيئة الناخبة وتضمّ 22 ناخباً بعد قبول استقالة بلدية عرسال فخرج رئيسها من الهيئة. وعند الساعة التاسعة والدقيقة الخامسة، وبحضور المرشّحين واكتمال النصاب (نصّ القانون على أن النصاب يتكوّن من ثلثي الهيئة الناخبة)، بدأت عملية الإقتراع خلف العازل المخصّص، واستمرّت حتى التاسعة والدقيقة خمسين باقتراع الناخبين جميعهم والبالغ عددهم 20، بحكم سفر اثنين منهم، والتزاماً بالقرار الصادر عن اللجنة المنبثقة عن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بإقفال الصندوق عند الساعة الثانية عشرة، بقيت أبواب المركز مفتوحة للناخبين حتى انقضاء المهلة القانونية المحدّدة بثلاث ساعات. وعند الموعد المحدّد بدأت اللجنة بفرز الأصوات حيث نال الشيخ بكر الرفاعي 13 صوتاً مقابل 7 أصوات للشيخ سامي الرفاعي.وأعلن رئيس اللجنة المحامي أحمد وهبة الفائز في مؤتمر صحافي قائلاً: «بتاريخ اليوم (أمس) جرت انتخابات المفتي المحلي لبعلبك- الهرمل لتجديد المؤسسة الدينية، وباكتمال النصاب وحضور الثلثين بدأت عملية الإقتراع، وبعد الفرز نال الشيخ بكر الرفاعي 13 صوتاً مقابل 7 أصوات للشيخ سامي، على أن تكون النتيجة نهائية بعد صدورها عن مفتي الجمهورية».وفور سماع النتيجة علت هتافات الفوز أمام مركز الإقتراع، وبعد مصافحة المتنافسَين وتأكيدهما أنّه استحقاق ضمن البيت الداخلي، سار المفتي بكر الرفاعي بين مؤيّديه على وقع نثر الورد والأرزّ والصيحات، بعدما كان طلب في بيان عدم إطلاق النار مهما كانت النتيجة، ودعا قوى الأمن الى ملاحقة الفاعلين، وقد كان الإلتزام بمطلبه تاماً ولم تطلق رصاصة واحدة.وفي أول تصريح له شكر المفتي الرفاعي لمفتي الجمهورية «إنجاز هذا الاستحقاق التاريخي للمرّة الأولى منذ بداية الاستقلال في محافظة بعلبك- الهرمل». وأضاف: «النتيجة انتهت، والانتخابات صارت وراءنا بكلّ ما فيها وما جرى فيها، نحن من الآن ننظر إلى الأمام. نحن نعتبر أنّ هذه المؤسسة الدينية هي المؤسسة الرابحة، الجميع كان يتنافس في سبيل خدمتها، وابتداء من الآن فصاعداً، هذه المؤسسة كل المسلمين في هذه المنطقة شركاء فيها، الجميع له حصّة وازنة فيها».وختم «كل نوع من أنواع العصبية، عائلية كانت أم مناطقية أو ما سوى ذلك موضوعة تحت قدميّ هاتين، ستبقى دار الفتوى تحمل العناوين الثلاثة: أولاً العيش المشترك في هذا الوطن، ثانياً المحافظة على اتفاق الطائف، ثالثاً فلسطين قضية مركزية»