الإضراب يشلّ المدارس الرسمية في بعلبك

بقلم عيسى يحيى،

تعجز الدولة كعادتها عن حلّ المشاكل العالقة التي تهمّ المواطنين، وتثبت فشلها في إدارة الأزمة الراهنة، ومعها يعيش اللبنانيون تبعات هذا الفشل وانعكاسه على يومياتهم ومستقبلهم.

بين الأزمة الصحيّة التي عصفت بالعالم كلّه وتوقف معها التعليم الحضوري خوفاً من تفشّي فيروس «كورونا»، والأزمة الإقتصادية الخانقة التي دفعت بالناس الى التوجّه نحو التعليم الرسمي هرباً من أقساط المدارس الخاصة وأسعار الكتب وبدل النقل، يضيع مستقبل الأولاد عاماً بعد آخر مصحوباً بالإضرابات التي تنفّذها النقابات والمعلّمون للمطالبة بحقوقهم المشروعة طبعاً من دون مراعاة تعلّم الأولاد والتضحية في سبيل الرسالة التي يحملونها، وانقطاعهم عن التعليم لسنوات متتالية وما رافقها من ترفيعات للتلاميذ إلى صفوفٍ أعلى من دون حصولهم على الكفايات التعليمية اللازمة، فيما الأهالي لا حول لهم ولا قوة بعدما نزحوا إلى المدارس الرسمية قسراً هاربين من التكاليف المادية، ولم يكن في حسبانهم أنّ السنة الدراسية هذا العام ستكون على نسق سابقتها العام الفائت وسيجلس أبناؤهم أغلب الأوقات في المنزل.

لا يختلف مشهد إضراب التعليم الرسمي في محافظة بعلبك الهرمل عن مختلف المناطق اللبنانية، بل سبقتها بتقنين أيام التعليم الحضوري الذي حدّدته وزارة التربية والتعليم منذ العام الماضي بأربعة أيام وحدّدت يومين في معظم المدارس الرسمية في المنطقة هذا العام بسبب عدم توفر مادة المازوت للتدفئة وتماشياً مع مطالب الأساتذة الذين يطالبون بزيادة الرواتب وبدل النقل والـ90 دولاراً التي وعدتهم بها الوزارة منذ العام الماضي عبر الجهات المانحة. وعليه، نظّمت تلك المدارس الأيام الحضورية قبل عطلة الأعياد بشهر مراعيةً توزيع المواد الدراسية، لتفتتح العام الجديد بالإضراب والإقفال التامّ لها أمام التلاميذ، وتلاقي النقابة في التحركات على الأرض حيث نفّذت لجنة التنسيق النقابية في الهرمل التي تضمّ رابطة التعليم الأساسي والثانوي والمهني والمتعاقدين والمتقاعدين والقطاع العام، اعتصاماً أمام السراي وأكّد المعتصمون أنّ المعلمين «غير معنيين بالفساد في أركان الدولة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه»، وأنّهم «غير مسؤولين عن تقصير الدولة ووزارة التربية، ويقومون بكامل واجباتهم ويضحّون ويجاهدون، ولن يقبلوا بالذلّ والتجويع»، مطالبين بإعلان حال طوارئ عامة وتشكيل خلية أزمة، وبحلّ إشكالية قبض الرواتب خصوصاً في منطقة البقاع الشمالي والهرمل وضواحيها، وبالتضامن مع المهني يوم الجمعة في تحرّكهم أمام السراي، فيما إنضمّ المعتصمون من مدينة بعلبك إلى زملائهم في زحلة حيث نفّذوا وقفة إحتجاجية أمام السراي.

المصدر:نداء الوطن

Exit mobile version