الأساتذة المضربون في زحلة لسان حال سائر اللبنانيين

كتبت لوسي بارسخيان في نداء الوطن،

في وقفة إحتجاجية مطلبية لأساتذة التعليم الرسمي في البقاع أمام المنطقة التربوية في زحلة، بدا الهمّ الإستشفائي طاغياً على سائر هموم الأساتذة المجتمعين، حيث كرّر أكثر من أستاذ التأكيد على ضرورة إستعادة المكتسبات السابقة بالطبابة والإستشفاء، بعدما ذكرت الأستاذة غادة حرب في دردشة معها «أنّنا كأساتذة لا نتعامل مع أوراق وحسابات. بل مع إنسان لكلّ منه خلفيات إجتماعية وإنسانية مختلفة، وبالتالي نحن ندفع الثمن مقابل تنشئة الأجيال من صحّتنا».

صعُب في المقابل من خلال الكلمات التي ألقاها المعتصمون، الفصل بين مطالب الأساتذة وانتظارات اللبنانيين عموماً لحلول إقتصادية تخرجهم من الأزمات المتواصلة منذ أكثر من عامين، علماً أنّ إضراب الأساتذة كما قال سامي مطران باسم المعتصمين، ليس سوى «محاولة تصدٍّ في وجه الدولة التي وضعت كل قطاعاتها بحالة تعطيل وموت. وهو فعل صمود بوجه منهج تدميري يريد القضاء على كل أشكال الحياة والإنتاج والتطور بهذا البلد». وأضاف «يجب أن يعلم الكلّ، أن مستوى شهادة الطلاب مرتبط مباشرة بكرامة الأستاذ. هذا الأستاذ الذي تمّ إذلاله على أبواب المستشفيات، والأستاذ الذي يضيّع ساعاته يومياً مذلولاً أمام المصارف ليتقاضى راتبه، ويتم إلهاؤه ببدع مالية كصيرفة وغيرها».

أليست هذه شكاوى اللبنانيين عموماً في هذه الأيام؟

بل هكذا بدت حتّى المطالب التي حدّدها عدنان أبو زيد في كلمة ألقاها أيضاً بإسم المعتصمين، وقد جاء فيها: «الضغط اللازم على الطبقة الحاكمة، أقّله بإعادة الدور الريادي للمعلمّ، تحسين الرواتب وفقاً لمؤشّر الغلاء، فتح باب الوظيفة العامة أمام الكفاءات، رفع قيمة تغطية الإستشفاء، رفع بدل النقل بما يتلاءم مع سعر المحروقات، إعطاء بدل إنتاجية الى حين تصحيح الرواتب والأجور، إنصاف المتعاقدين وتحقيق مطالبهم، دفع كل مستحقّات العام الماضي من حوافز، إنهاء مهزلة تسلّط الحاكم والمصارف على الرواتب وصناديق المدارس وإلغاء ما يسمّى بسقف السحب»… لتشكّل هذه الشكاوى والمطالب المشتركة بين كافة اللبنانيين الخلاصة لتوصيف الواقع الذي وصل إليه الأستاذ سامي مطران أيضاً حينما إعتبر أنّ «من شلّ المدارس هي الدولة وليس الأساتذة. من يضرب التعليم الرسمي هي سياسات هذه الدولة التي لم تهتمّ يوماً بتلاميذها».

Exit mobile version