ألبان وأجبان فاسدة: عروضات تثير الريبة وماركات غريبة

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”: 

عروضات اللبنة المخفّضة السعر أثارت الريبة، لا سيّما وأنّ سعر الحليب مرتفع جداً، فكيف يكون الكيلو بـ45 ألف ليرة؟ غير أنّ سعر اللبنة «العرض» لم يتجاوز في بعض محال النبطية الـ45 ألف ليرة للكيلو في وقت تتجاوز سعر علبة مختومة لا يبلغ وزنها «الوقية» 90 ألف ليرة. تزايد هذه العروضات، وبعد العثور على لبنة فاسدة في بلدات لبنانية عدّة دفع مراقبي وزارة الإقتصاد إلى القيام بكبسات على العديد من المحال والدكاكين في أكثر من بلدة في منطقة النبطية، حيث تمّ أخذ عيّنات منها للتأكّد من سلامتها.

كثفت وزارة الاقتصاد «كبساتها»، فصحّة المواطن باتت في خطر، والسلامة الغذائية ليست بخير، يقول رئيس مصلحة الاقتصاد في النبطية محمد بيطار، مؤكّداً استمرار جولات المراقبين «لأنّ العروضات تثير الريبة»، معلناً أنّه تمّ أخذ عيّنات من مختلف معامل الأجبان والألبان اضافة إلى عيّنات من السوبرماركت لاخضاعها لفحص السلامة الغذائية في أحد المختبرات التابعة لوزارة الاقتصاد، للتأكّد من مطابقتها لمواصفات السلامة الغذائية.

حتّى اللبنة والجبنة ضربها الفساد، وباتت بمعظمها غير مطابقة للسلامة الغذائية. كثر من المواطنين وقعوا ضحية هذه الأصناف، وعثروا على حشرات في بعضها، غير أنّهم إكتفوا برميها ومقاطعة المحل، الأمر الذي دفع بتجار الغذاء الى مواصلة تسميم صحّة الناس تحت مسمى «عرض جنون».

يدرك تجّار الأزمة أنّ المواطن يبحث عن «الرخص»، ويعلم جيداً أنّه يبحث عن لبنة وجبنة رخيصة يطعمها لأولاده، وهو ما دفعهم لطرح بضاعة مجهولة المصدر تحمل أسماء غريبة وعجيبة بأسعار رخيصة جداً ويبرّر هؤلاء عروضاتهم بعبارة «عم نوقف حدّ الناس».

تؤكد سلوى أنها اشترت لبنة من محلّ معروف بعروضات اللبنة والجبنة في منطقة النبطية، ظنّت أنهّا وفّرت لتكتشف داخلها ذبابة أضف الى أنّ طعمتها غريبة فاضطرّت لرميها. لم تعرف أنهّ كان يتوجّب عليها إبلاغ وزارة الاقتصاد أو إخضاعها لفحصها، كل ما فعلته أنّها توقّفت عن الشراء من المتجر… تنصح سلوى كل الناس بعدم التسرّع بشراء سلع غذائية غير مضمونة، تحت مسمّى «بلدية»، تدرك أنّ كل البضاعة المنتشرة على رفوف المتاجر غير مطابقة للمواصفات وتسأل «من يحمي صحّة الناس من الخطر»؟

كاد موسى أن يموت من التسمّم، اشترى جبنة بيضاء رخيصة الثمن من أحد المتاجر بسعر مغرٍ كما يقول «كيلو الدوبل كريم بـ85 ألفاً في وقت تخطّى ثمنه الـ180 ألف ليرة»، يؤكد أنّه دفع ثمن دخوله غرفة طوارئ في المستشفى وأدوية اكثر من مليوني ليرة فقط «لأنني قرّرت أن أشتري جبنة رخيصة من تاجر «رخيص» يريد تحقيق أرباح على حساب صحّتنا». يؤكد موسى أنّ كثيرين من معارفه تسمّموا بسبب اللبنة والجبنة المجهولة المصدر، يقرّ أنّ التجار يسعون لتحقيق أرباح ولو على حساب صحّة المواطن، فهم يضربون على وتر فقره فيغرونه بعروض اللبنة لفترة محدودة فيسارع المواطن الى الشراء من دون أن يفكر أنها أصناف مضروبة.

يجزم بيطار أنّ «جولات الاقتصاد لهم بالمرصاد، ولن تتهاون بصحّة الناس في هذا الظرف العصيب»، لافتاً الى أنّ كل عيّنة تمّ أخذها وتكون غير مطابقة للمواصفات سيتم التشهير بصاحب المحل ومحاسبته».

فرضت الأزمة الاقتصادية ماركات غريبة عجيبة على التداول، ما كانت لتنتشر على الرفوف لو كانت هناك رقابة حازمة، «فصحّة المواطن ليست سلعة للبيع»، يقول بيطار، فهل سيحاسب هؤلاء المجرمون قبل أن يموت أحد بسلعهم الفاسدة؟

Exit mobile version