همّ بدل النقل يُنغّص فرحة العودة!

 كتب عيسى يحيى في نداء الوطن،
بعد طول انقطاع عن التعليم، وغياب تلاميذ المدارس الرسمية عن مقاعد الدراسة، عادت الدورة التعليمية إلى مدارس بعلبك الهرمل، والتحق المعلّمون بمدارسهم والتلاميذ بصفوفهم على أمل تعويض ما فاتهم على مدار شهرين وأكثر.

إنقسمت روابط التعليم على نفسها، وتركت الأساتذة في مهبّ العودة إلى التعليم أو الإستمرار في الإضراب، بعد قرار وزير التربية الأخير دفع المستحقّات والفريش دولار للمعلمين. سبق ذلك انقسامٌ شهدته المدارس الرسمية في بعلبك الهرمل، إذ فتح بعضها أبوابه بشكل طبيعي أمام التلاميذ خلال فترة الإضراب، وبعضها الآخر حدّد يومين في الأسبوع للدراسة حرصاً على عدم حرمان الطلاب من الكفايات المدرسية، وضياع عامٍ دراسي يضاف إلى الثلاث سنوات السابقة التي حرموا خلالها من التعليم بسبب «كورونا» تارةً، والإضرابات والأوضاع الإقتصادية تارةً أخرى.

إستبشر البقاعيون خيراً بالعودة بعد ثلاثة أشهر وأكثر على بقاء أبنائهم في المنازل، علّهم يحصّلون جزءاً من المنهاج التعليمي الذي غابوا عنه قسراً بفعل مطالب المعلّمين المحقّة في مكانٍ، وغير المسؤولة في مكانٍ آخر، وانتظم التلاميذ في صفوفهم على امتداد بلدات وقرى المحافظة، وبدأت العودة التدريجية منذ صباح الإثنين، محمّلةً بهموم ومتاعب النقل التي تثقل أيامهم بعد الغلاء الجنوني للمحروقات، وإنعكاسه على بدل النقل الذي يتقاضاه أصحاب الباصات والفانات، أو الأهل الذين يتكبّدون عناء توصيل أبنائهم يومياً، ورغم كل الظروف القاسية التي يمرّ بها اللبنانيون، يفضّل أهالي التلاميذ تحمّل تلك الأعباء والمشقّات، ولو اضطروا إلى إيصال أولادهم سيراً على الأقدام في سبيل تحصيلهم الجزء اليسير الذي يسعفهم في الإمتحانات الرسمية أو يكون زوادةً للصفوف المقبلة.

أكثر من 23 ألف طالب رسمي، و2150 أستاذاً بين متعاقد وضمن الملاك، يتوزعون على 105 مدارس وثانويات في بعلبك الهرمل، عادوا إلى مشوراهم التعليمي الطبيعي، وعادت الحركة الى الشوارع والأحياء منذ ساعات الصباح الباكر، الكلّ في حركةٍ لا تهدأ مصحوبةً بالانفراج بسبب العودة، ومحفوفةً بالخوف من انتكاسة في أي لحظة، تُعيد الجميع إلى الإضراب مجدداً وضياع العام الدراسي بالكامل بعد الخسارة الجزئية التي لحقت به.

وتقول مصادر تربوية في بعلبك الهرمل لـ»نداء الوطن» إنّ انقسام الهيئات والروابط التعليمية انعكس على العودة التي انطلقت الإثنين، فالبعض عاد مندفعاً ليعوّض على التلاميذ، والبعض الآخر عاد ليعمل وفق المقدّرات التي نالها، ومنهم من امتنع ولا يزال معتكفاً، وما بين الطرفين فئة من المعلمين لم ترضَ إلا أن تستمرّ في عملها رغم الإضرابات، فتتوجه إلى المدارس وفق ما تقبض من راتب، رافضةً أن تحصل على الراتب وهي في المنزل وتحرم التلاميذ مما هو حقٌ لهم، لتبقى العودة مرتبطة بتطبيق مقررات الوزير وتنفيذها كي لا تعود الأمور إلى نقطة الصفر مجدداً.

Exit mobile version