افتتحت “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب”، بالشراكة مع سفارة مملكة هولندا في لبنان، المعرض الأول للحرف اليدوية، ضمن مشروع “تضامن الشباب للحد من التطرف” في قاعة “القرية الزراعية” في بعلبك، برعاية محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، وحضور النائبين ينال صلح وملحم الحجيري، المستشارة الاقليمية للسفارة الهولندية في لبنان مونيك كورزليوس، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، المدير الإقليمي لجهاز أمن الدولة في محافظة بعلبك الهرمل المقدم حسين الديراني، رئيس شعبة جمارك بعلبك النقيب حسن عباس، رئيسة مصلحة الشؤون الثقافية في وزارة التربية صونيا الخوري، وفاعليات.
خضر
ورأى المحافظ خضر أن “افتتاح هذا المعرض يتزامن مع ثلاث مناسبات خلال هذا الشهر، اليوم العالمي للمرأة وعيد الأم، عيد المعلم، وعيد الطفل، في يوم المرأة العالمي، لا أعرف بأي امرأة نحتفل، ومنذ أسبوع فقدنا ضحية عنف أسري، سقطت شهيدة في الشارع بعد أن قتلها زوجها الذي كان يعتدي عليها بالضرب لسنوات طوال، وكانت قد اشتكت وبلّغت مراراً وتكراراً أنها تتعرض للعنف دون أن تلقى آذانا صاغية، ولم يساعدها أحد، وكانت النتيجة أن قتلت في الشارع أمام أعين الناس. بأي امرأة نحتفل اليوم في لبنان ومنذ سنة هناك مجرم قتل أماً وبناتها الثلاث! كلا، المرأة في لبنان ليست بخير لنحتفل بيومها. اليوم يجب علينا أن ننجز الكثير من الأعمال لحماية المرأة من الأخطار المحيطة بها، وهذا حق مشروع من حقوق الإنسان قبل أن يكون من حقوق المرأة… نحن نريد أن نحتفل بالمرأة وليس براحة نفسها، وضمن هذا الإطار نفذنا مشاريع كثيرة ولا سيما مع شركائنا في جمعية الدراسات، وشركائنا الهولنديين والبريطانيين، في موضوع تمكين المرأة”.
وتابع: “أما المناسبة الثانية، عيد المعلم، أيضا بأي معلم نحتفل في عام 2023؟ المعلم الذي لا يتقاضى راتبه، أو المعلم الذي لا يكفيه راتبه للذهاب الى عمله؟ أو نحتفل بالمعلم الداعي إلى الإضراب، والذي أثر على الطلاب الذين أضاعوا سنتهم الدراسية، أعتذر من هؤلاء الطلاب فذنبهم الوحيد أنهم لبنانيون”.
وأردف: “كما أعتذر من المعلمين، بالنسبة لي من السهل جداً أن تكون أستاذ مدرسة، لكن الأمر الصعب أن تكون معلماً ومربياً بكل ما تعنيه الكلمة. فتحية لكل المربين الأفاضل، هؤلاء الذين خرجوا أجيالاً وباتوا اليوم عاجزين عن تعليم أولادهم، هؤلاء الذين على يدهم تخرج الأطباء ولكنهم اليوم غير قادرين على تحمل أعباء الطبابة! أعتذر منهم لأنهم اليوم دون بيوت وهم من خرجوا مهندسين على أيديهم، وخرجوا صيادلة وهم اليوم لا يجدون الدواء. حبذا لو يكون هناك رعاية في التعليم والطبابة والاستشفاء للمعلمين والطلاب اللبنانيين وللمجتمعات المضيفة، أسوة بالنازحين السوريين”.
وأضاف: “أخجل من الوقوف على هذا المنبر وأقول أني أحتفل بعيد المعلم، وأحتفل بعيد المرأة العالمي وعيد الأم ، أي أم؟ تلك التي تربي لتهجر أولادها لتشتاق إليهم في غربتهم بعد أن ربت وكبرت وتعبت، وكيف نحتفل بالطفل؟ نعتذر منه ونقول له ممنوع أن تحلم، حلمك الوحيد المسموح هو الهجرة. أخجل الإحتفال بكل مناسبات هؤلاء في هذه الظروف”.
واعتبر أن “فسحة الأمل تبقى موجودة، وإذا لم نع أهمية الاعتماد على أنفسنا كشعب لبناني ونقف إلى جانب بعضنا البعض لمواجهة التحديات والأزمات، فنحن نستحق ما نعانيه”.
ورأى ختاما أنه “إذا وقفت كل دول ومنظمات وهيئات وسفارات العالم في صفنا، كل ذلك لن يفيد إن لم نساعد أنفسنا وسنبقى آنذاك نعيش الذل والقهر”.
اللقيس
وبدوره، أشار مؤسس “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” الدكتور رامي اللقيس، إلى أن “الجمعية حاولت منذ بداية الازمة عام 2019 البحث عن حلول تساهم في التنمية المحلية، انطلاقا من الوضع الاقتصادي المأزوم، ومن الأسباب التي أدت إلى ما نحن عليه اليوم. وهناك جزء كبير من مشاكلنا الاقتصادية مردها إلى أننا نعيش في مجتمع منطق الشراكة فيه ضعيف، والناس ينتقدون السلطة دون المشاركة في اجتراح الحلول”.
وقال: “مشروعنا عبارة عن مبادرة أطلقها الشباب، انطلاقا من إيمانهم بأهمية المشاركة وأن لديهم القدرة على التغيير والتأثير. والمشاركة تعني أن نستفيد من الطاقات المحلية على المستويات كافة، ونحن وجدنا طاقة في الشباب لأننا بحثنا عنها، وأوجدنا مجموعة من المشاريع أهمها القرية الزراعية، ومعمل الأجبان والألبان، وتجهيز قصور العدل والمدارس ومؤسسات عامة بالطاقة الشمسية، وغيرها من المشاريع التي يشارك ويعمل فيها عدد كبير من الشباب، كما أنها غالبا من نتاج أفكارهم واقتراحاتهم”.
وشدد على “ضرورة أن تكون الطاقات الشابة غير مهمشة في المجتمع، والمطلوب البدء بالتغيير لكي لا نقع بالأزمات، وليس انتظار وقوع الأزمات لكي نسعى إلى التغيير، ونحن بحاجة إلى تغيير للنهج في علاقاتنا مع بعضنا البعض”.
ودعا الشباب إلى “المشاركة في استحقاق الانتخابات البلدية، فلا إمكانية للتنمية دون مشاركة الشباب والمرأة في التنمية المحلية”.
وتوجه بالشكر إلى مملكة هولندا “التي دعمت هذا المعرض لتسويق المنتوجات المحلية، الذي افتتحناه اليوم تحت شعار اشتري لبناني، وندعو إلى الإقبال على شراء وتشجيع الإنتاج المحلي الطبيعي، مع التأكيد بأن بناء الاقتصاد المحلي عملية ثقافية وفكرية”.
كورزليوس
وأكدت كورزليوس أن “الأجانب الذين يزورون لبنان يهمهم سراء المنتوجات المحلية اللبنانية”, وأعربت عن سعادتها “بسبب زيارتي مجددا لبعلبك والاطلاع على هذا النشاط وعلى التغييرات الجديدة، وسعيدة أيضا لأنني لمست بأن حماسكم ما زال قويا كما كان خلال لقائي الأول بكم، وسعيدة بأن أرى هذه الطاقة الشبابية رغم الظروف الصعبة، وأتمنى أن تستمروا بهذه الحيوية لتتمكنوا من مواجهة مشاكلكم واجتراح الحلول”.
وأثنت على فكرة المعرض “لتسويق الانتاج المحلي الذي تفتخر ن به وبجودته. ونحن أيضا نفتخر بأننا سنتمكن من رؤية الذين صنعوا هذه المنتوجات والأشغال وكيفية صنعها في منطقتكم، ومثل هذه المشاريع تتيح لكم فرصة لإقامة علاقة أفضل مع محيطكم، ومع سهل البقاع وموارده، للاستفادة من الإمكانيات المتاحة في تصنيع انتاجكم المحلي”.
وأشارت ختاما إلى أن “هذه الأنشطة تجمع شبابا وشابات من مذاهب وديانات ومناطق مختلفة، يلاقون على أهداف وأفكار وتمنيات وآمال مشتركة، مما يشعرهم بأنهم مثل بعضهم البعض يؤمنون بنفس الأهداف ويعملون معا لتحقيقها جنبا إلى جنب، ومنها تسويق الإنتاج المحلي”.