كل يوم، بات اللبنانيون على موعد مع حالة انتحار بسبب عجز المواطنين عن مواجهة عمق الأزمة، فيرون في الرحيل ملاذاً للحفاظ على هيبة عمر وكرامة لطالما دفعوا ثمن الحفاظ عليها بالدم.
المواطن بيار صقر، كتب وصيته على فايسبوك يؤكد فيها سينتحر. لم تردعه مطالبات رفاقه والمواطنين عبر الفايسبوك. حاول الكثير من الشباب معرفة مكانه، وعثر عليه شقيقه في جرود #زحلة، لكن كان الوقت قد فات وبيار رحل.
مزجت وصيته بين الشخصي ووصف للمعاناة التي غلبته، وبين السياسي الذي اعتبر أنه لولا هذه السلطة الحاكمة ولولا الوضع الذي زداد تأزماً لما وصل الإنسان إلى طريق مقفل يحتّم عليه أن يأخذ حياته بيده.
وفي صلب الوصية، أن يلف نعشه بالعلم اللبناني وعلمي القوات اللبنانية والكتائب.
فبيار بحسب رفاقه، حمل القضية في قلبه ووجدانه. من معركة زحلة والمجلس الحربي إلى اليوم، إلى ساعة رحيله، لم تكسره معركة ولا صعوبات، لكن ضيق العيش كان صعباً، والكرامة “حقا دم”، وبدل أن يكون شهيد القضية تحول إلى ضحية الانهيار.
ما نشهده من أزمات اقتصادية واجتماعية وهواجس تلاحق اللبنانيين، في ظلّ تردّي الأوضاع المالية وانقطاع الأدوية وإقفال الشركات وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، قد أدّى إلى زيادة في عدد شكاوى المواطنين، والأخطر انتشار الأفكار الانتحارية وزيادة حالات الانتحار.
وفي هذا الصدد، أكدت مشرفة برنامج “خط الحياة” في جمعية Embrace ريف رومانوس، في وقت سابق، لـ”النهار” أن أعداد المكالمات التي نستقبلها زاد بنسبة ثلاثة أضعاف عمّا كانت عليه في السنوات الماضية، إذ كنا نتلقّى ما بين الـ300 والـ500 اتصال شهرياً منذ ثلاث سنوات، أما اليوم فنتلقى نحو 1300 اتصال في شهر حزيران، و1000 اتصال في شهر تموز.
وما كان لافتاً ليس فقط زيادة وتيرة الاتصالات إنما نوعها أيضاً. فلم نكن نسمع من قبل عن مشكلات وأزمات نعجز عن إيجاد حلول لها، لأن الموضوع ليس بيدنا كجمعية إنما بيد الدولة. وبالتالي، فالمشكلات التي ترهق كاهل الناس تزداد تعقيداً، فانقطاع الأدوية وفقدان العمل وعدم القدرة على استشارة طبيب أو معالج نفسيّ، بسبب الغلاء وارتفاع التكلفة، أدّت إلى زيادة الثقل على العاملين. باختصار، الوضع بات صعباً جداً و”أكبر منا”.
وفي هذا الصدد، أكدت مشرفة برنامج “خط الحياة” في جمعية Embrace ريف رومانوس، في وقت سابق، لـ”النهار” أن أعداد المكالمات التي نستقبلها زاد بنسبة ثلاثة أضعاف عمّا كانت عليه في السنوات الماضية، إذ كنا نتلقّى ما بين الـ300 والـ500 اتصال شهرياً منذ ثلاث سنوات، أما اليوم فنتلقى نحو 1300 اتصال في شهر حزيران، و1000 اتصال في شهر تموز.
وما كان لافتاً ليس فقط زيادة وتيرة الاتصالات إنما نوعها أيضاً. فلم نكن نسمع من قبل عن مشكلات وأزمات نعجز عن إيجاد حلول لها، لأن الموضوع ليس بيدنا كجمعية إنما بيد الدولة. وبالتالي، فالمشكلات التي ترهق كاهل الناس تزداد تعقيداً، فانقطاع الأدوية وفقدان العمل وعدم القدرة على استشارة طبيب أو معالج نفسيّ، بسبب الغلاء وارتفاع التكلفة، أدّت إلى زيادة الثقل على العاملين. باختصار، الوضع بات صعباً جداً و”أكبر منا”.
وتوضح رومانوس بأن “الوضع الاقتصادي يحتلّ المرتبة الأولى في الاتصالات وهموم اللبنانيين. وقد أثرت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين، كما أن صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحيّة بسبب ارتفاع تكاليف الطبابة دفع ببعض المرضى النفسيّين إلى تغيير أدويتهم، وتناول عيارات أقلّ، للاستفادة من كمية الدواء لوقت أطول، ممّا يؤثر في فاعلية علاجهم وعودة عوارض المرض النفسي”.
نعرف أن المرض يتطوّر في حال لم يتلقَّ الشخص علاجه اللازم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرض النفسيّ الذي قد يتطوّر وتسوء حالة المريض في حال لم تتمّ متابعته جيّداً. وفي النهاية، قد يقدم الشخص على الانتحار بسبب الضغوطات وعدم المتابعة مع اختصاصيّ نفسيّ.
وتشير رومانوس إلى أن “أرقام الانتحار في لبنان غير دقيقة، ويعود سبب ذلك إلى عدم تسجيل بعض حالات الوفاة على أنها انتحار. صحيح أن زيادة حالات الانتحار ليست مطردة، ولكن نُسجّل ارتفاعاً في انتشار الأفكار الانتحارية الصامتة مثل ” يا ريت بموت وبرتاح”، “الله يريحني”، “شو هالحياة؟”، ” يا ريت بنام وما بقوم”، “يا ريت بمرض وبموت”… كما بدأنا نتلقّى اتصالات من مرضى سرطان يشتكون من القلق والخوف الذي يعيشونه نتيحة انقطاع في الأدوية السرطانية، وهذه الأزمة المستجدّة لم تكن تُسجّل سابقاً في لبنان”.
نعرف أن المرض يتطوّر في حال لم يتلقَّ الشخص علاجه اللازم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرض النفسيّ الذي قد يتطوّر وتسوء حالة المريض في حال لم تتمّ متابعته جيّداً. وفي النهاية، قد يقدم الشخص على الانتحار بسبب الضغوطات وعدم المتابعة مع اختصاصيّ نفسيّ.
وتشير رومانوس إلى أن “أرقام الانتحار في لبنان غير دقيقة، ويعود سبب ذلك إلى عدم تسجيل بعض حالات الوفاة على أنها انتحار. صحيح أن زيادة حالات الانتحار ليست مطردة، ولكن نُسجّل ارتفاعاً في انتشار الأفكار الانتحارية الصامتة مثل ” يا ريت بموت وبرتاح”، “الله يريحني”، “شو هالحياة؟”، ” يا ريت بنام وما بقوم”، “يا ريت بمرض وبموت”… كما بدأنا نتلقّى اتصالات من مرضى سرطان يشتكون من القلق والخوف الذي يعيشونه نتيحة انقطاع في الأدوية السرطانية، وهذه الأزمة المستجدّة لم تكن تُسجّل سابقاً في لبنان”.
كيف يمكن الاستماع إلى الأشخاص الذين يمرون بأزمة نفسية؟ وكيف يمكن مساعدة الشخص للوقاية من الانتحار؟
تشير مشرفة “خطّ الحياة” أنّ هناك وسائل عديدة يمكن اللجوء إليها لتقديم المساعدة، وتبدأ أولاً بـ:
* الإصغاء إليه، وعدم الحكم عليه، وتقديم المساعدة له. تجنّب قول بعض التعابير مثل “ما بقى تفكّر هيك، أو شيل هودي الأفكار من رأسك”. لأنّه لو كان باستطاعته فعل ذلك لما كان يعاني ويتحدّث عمّا يعتريه من حزن أو قلق أو اكتئاب أو إحباط…
* تشجيعه على الحديث، والاتّصال على رقم الحياة 1564، “لأنّ الحكي بخلّص حياة”.
* التخلّص من الطاقة السلبية من خلال القيام بشيء يحبّه.
* طلب المساعدة من اختصاصيين وأطباء نفسيين.
* خلق روتين يوميّ يساعده على تنظيم حياته واستعادة الطاقة والأمل.
* التحدث إلى أشخاص يثق بهم ولا يحكمون عليه، وعد الخوف من طرح السؤال حول مراودة أفكار انتحارية في باله.
* الإصغاء إليه، وعدم الحكم عليه، وتقديم المساعدة له. تجنّب قول بعض التعابير مثل “ما بقى تفكّر هيك، أو شيل هودي الأفكار من رأسك”. لأنّه لو كان باستطاعته فعل ذلك لما كان يعاني ويتحدّث عمّا يعتريه من حزن أو قلق أو اكتئاب أو إحباط…
* تشجيعه على الحديث، والاتّصال على رقم الحياة 1564، “لأنّ الحكي بخلّص حياة”.
* التخلّص من الطاقة السلبية من خلال القيام بشيء يحبّه.
* طلب المساعدة من اختصاصيين وأطباء نفسيين.
* خلق روتين يوميّ يساعده على تنظيم حياته واستعادة الطاقة والأمل.
* التحدث إلى أشخاص يثق بهم ولا يحكمون عليه، وعد الخوف من طرح السؤال حول مراودة أفكار انتحارية في باله.