المطران ابراهيم شارك رعية مار يوسف الشير الإحتفال بعيد شفيعها

شارك رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم رعية مار يوسف الشير في زحلة الإحتفال بعيد شفيعها القديس يوسف البتول، فحضر الذبيحة الإلهية التي احتفل بها كاهن الرعية الأب عبدالله سكاف بحضور مجلس الرعية والوكلاء وجمع المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة توجه فيها بالمعايدة لكل الذين يحتفلون بالعيد وتحدث عن صفات القديس يوسف فقال :

” كل عيد وانتم بألف خير ، معايدة قلبية لكل الذين يحملون اسم يوسف، جوزف، جوزفين وكل مشتقات الإسم ، اتمنى لكم عيداً مباركاً على امل ان يعاد عليكم بظروف افضل بالصحة وهداوة البال والنجاح الدائم.

هذا النجاح الدائم ليس بالضرورة ان يكون شرطاً من شروط الحياة الهادئة لأنه كما سمعنا، حتى الكبار في تاريخ المسيحية لم يتوفر لهم هدوء البال، ولدينا مثل كبير في التعرض للشك القوي وهو القديس يوسف الذي عزم على تخلية مريم سرّاً لأنه لم يقدر ان يفهم السر الإلهي فقرر الهروب، ونحن في مواقع كثيرة في الحياة عندما لا نفهم ارادة الله ولا نفهم الناس المحيطين بنا او الذين يعيشون معنا او الناس المعطى لنا الإهتمام بهم، محبتهم ومد يد المعونة الدائمة لهم، نتعرض للشكوك، نستسلم للخوف والقلق، نسأل هل هؤلاء الأشخاص يريدون لنا الخير؟ هل يحبونا؟ هل يتفهمون فعلاً ما نحن فيه وما نحن عليه ؟ وهكذا يبدأ الإنسان يتخبط في أمواج هائجة من الشكوك كما تعرّض يوسف في هذا الحلم الكابوس الصعب. لكن ملاك الرب تدخل، ونحن ماذا ننتظر عندما نكون في ثورة الشكوك التي تجتاح عقولنا وقلوبنا وتنكّد علينا العيش السعيد؟ ننتظر ملاك الرب الذي اتى الى يوسف ليقول لنا ايضاً افعلوا انتم ايضاً ما يجب عليكم فعله بحسب ارادة الله لا بحسب ارادتنا نحن.”

واضاف ” يسوع في جبل الزيتون عندما صلّى وكان يعرق دماً، كان يطلب ان يبعد الله عنه كأس الصليب وكأس الموت، حتى يسوع خاف وعاش هذا القلق العميق الذي جعله يتعرق دماً، فكيف الأحرى بنا ان نكون دائماً في حالة ثبات وفي حالة امان وفرح وكأن لا شيء في الدنيا يجب ان ينكّد عيشنا، لماذا نطلب هذا الأمر؟ لماذا لا نعرف انه خلف الدموع وخلف الآلام وخلف المصاعب يُخبأ لنا غدٌ افضل، اشراقة افضل، ملاك ينتظرنا لكي يبشرنا بأن اتمام ارادة الله في حياتنا تعيد لنا كل السلام الذي ننشده وكل الأمان الذي نبتغي.

في هذا العيد وطننا يعيش اصعب الظروف وأخطرها على الإطلاق، وعملتنا الوطنية في انهيار يوماً بعد يوم يزداد الى حد اللامقبول والخطر المخيف الذي يطالنا جميعاً ليس فقط من الناحية الإقتصادية، لأن الناحية الإقتصادية مرتبطة بكل شيء آخر، قد نجد انفسنا في حالة فوضى، قد نجد انفسنا في حالة أمن متفلت، قد نجد انفسنا في حالة خطر، في حالة حروب لا سمح الله . فالقضية ليست فقط قضية سعر صرف وغلاء اسعار، هي قضية تشمل كل نواحي حياتنا الهنيئة التي هي حق لنا. ان نعيش العيش الكريم وليس لأحد الحق ان يسرق منا هذا العيش لأن كرامة الإنسان معطاة له من الله مجاناً ولا يجوز لأحد ان يسرقها منه، لذلك نحن بحاجة الى حرّاس يحرسوننا كما حرس الملاك القديس يوسف وابعد عنه الشكوك والقلق والمخاطر وزرع في قلبه الطمأنينة والسلام. نحن ايضاً بحاجة الى حرّاس، ومن تحوّل الى حارس؟ يوسف بذاته الذي كان ضحية القلق والخوف والشك، تحوّل الى حارس الفادي، هو صار حارس يسوع، ربّاه بكل محبة وعلّمه ونشّأه على الأخلاق الكريمة، وكان ينمو،  كما يقول الإنجيل، في السن والحكمة امام الله والناس. كان هناك من يهتم بيسوع كغرسة تنال كل الإهتمام من غارسها، لذلك كانت مريم الى جانب يسوع والى جانب يوسف،وكان يوسف الى جانب يسوع والى جانب مريم.”

وختم سيادته”  اشكر الأب عبدالله سكاف الذي دعاني لأكون معكم ليلة العيد، واشكر الله على الأب عبدالله الذي ما يزال يعطي من كل قلبه، ومحبته التي يبديها الى كل الناس هي محبة صادقة، واحترامه لموقعه ككاهن ولرسالته شيء نقدّره جداً. اطلب له طول العمر والصحة لمتابعة مسيرة الخدمة على ما يشاء الله.”

كما كانت للأب سكاف شكر فيها المطران ابراهيم على محبته ورعايته للجميع.

وفي ختام القداس ترأس سيادته رتبة تبريك القرابين متمنياً للجميع عيداً مباركاً.

Exit mobile version