كتبت لينا اسماعيل،
أتى صقيع الربيع على الإنتاج الزراعيّ، خصوصاً أزهار المشمش العجميّ واللوز، في بلدات بعلبك – الهرمل المرتفعة، وبلدة القاع ومشاريعها الحدودية. وبحسب ما أفاد الخبراء الزراعيّون في المنطقة، فإنّ الضرر كان متفاوتاً.
إلّا أنّ بلدة القاع ومشاريعها كان لها النصيب الأكبر نظراً لموقعها الجغرافيّ، نتيجة الرياح التي ضربت المنطقة على مدار يومين ووصلت إلى سرعة 120 كم في الساعة، وقد أثّرت سلباً على مزارعيها، حيث تكسّرت الأشجار ودُمّرت الأنفاق البلاستيكيّة المنخفضة لإنتاج الشتلات الزراعية الصيفية بشكل كامل، وقضى الصقيع على نسبة 90 في المئة من موسم الشتلات الزراعيّة الصيفية واللوز والمشمش، وفق ما أكّده رئيس البلدية المحامي بشير مطر والمزارع جورج طعمة.
مطر طالب المعنيّين، باسم أهالي البلدة، من خلال “النهار” بإيجاد حلّ سريع، خوفاً من أيّ أزمة قد تطرأ بين أهالي البلدة والنازحين السوريين، إذ أنّ موسم القاع الزراعي والحالة الاقتصادية دُمّرت بالكامل، والأهالي في حالة صدمة وتوتّر إثر فداحة الخسائر التي فاقت ملايين الدولارات وتعب سنوات، ذهبت مع الرياح، مع يقين الناس بأنّ أيّ جهة رسمية ستُعوّض عليهم كما كان يحصل سابقاً، فكيف اليوم بحضرة دولة منهارة؟
وأعلن مطر أنه “إذا لم يتلقَّ الأهالي مساعدات وتعويضات من قبل المعنيين المحليين والدوليين، فلن يُسمح بدخول أيّ مساعدة للنازحين السوريين داخل مخيّمات البلدة، لأنّهم نازحون اقتصاديّاً، والأزمة اليوم تطالهما معاً، وكما يحصل النازح على مساعدات، على المعنيين أيضاً أن يمدّوا المواطن في القاع بالمساعدات أيضاً أسوة بغيرهم.
وأشار إلى أنّ الأزمة سيكون لها تأثير سلبيّ على السلة الغذائية، حيث أنّ الإنتاج الزراعيّ من الخضار وسيكون مكلفاً للغاية بسبب إتلاف نسبة 80 في المئة من الشتلات الصيفية داخل المشاتل المركزية والفردية.
داخل مشتل “الجمعية التعاونية للتنمية الزراعية المستدامة” في بلدة رأس بعلبك، المدير الفنيّ للمشتل ناجي نصرالله والعمّال منشغلون بإصلاح البيوت البلاستيكية المتبقية كمرحلة أولية لإنقاذ باقي الشتلات الصيفية الزراعية التي تزيد قيمتها عن 50 ألف دولار أميركيّ، وتُباع للمزارع بتكلفة رمزية أعلى من تكلفة الإنتاج.
وفيما دمّرت الرياح المشتل بالكامل، يؤكّد نصرالله أنّه تمّ إصلاح كلّ خيمة بلاستيكية بتكلفة تقارب الـ 2800 دولار أميركيّ، إضافة إلى 500 دولار أميركيّ كأجور للعمال، بينما ينتظر إجراء مسح شامل للأضرار والصيانة الأساسيّة للمشتل.
من جهته، يؤكّد المهندس الزراعيّ هادي المسلماني لـ”النهار” أنّ انخفاض درجات الحرارة إلى أقلّ من درجتين تحت الصفر شكّل خطراً على أشجار المشمش واللوز، لأنّها فترة التزهير والانعقاد، خصوصاً أنّ اللوز انعقد ثماره، ويجب الانتظار لمدّة أسبوعين أو أقلّ لمعرفة مدى ضرر الصقيع الربيعيّ عليها.
ولفت الى أنّ هذه البراعم المتفتّحة تفقد مع نموّها قدرتها على تحمّل درجات الحرارة المنخفضة، وتحتاج إلى الكثير من الثمار الصغيرة للحصول على غلّات جيّدة ومحصول كامل، ما يدل على أنّ خسائر المحصول بسبب درجات الحرارة الباردة تكاد تكون كبيرة دائماً في اللوز، بينما تكون المحاصيل الشتوية في نهاية موسمها، ولن يصيبها ضرر. من ناحية أخرى فإنّ المحاصيل الصيفية في الأيام القليلة المقبلة سيبدأ المزارعون بزراعتها.
أمين سر التعاونية الزراعية في عيناتا رواد رحمة أكّد تضرّر موسم المشمش العجمي بأكمله في البلدة، موضحاً أنّه من خلال قطع براعم زهر المشمش للعديد من أشجار البلدة من خلال البراعم لفحص المدقة – الجزء الأنثويّ من الزهرة التي ستصبح ثمرة – تبين أنّ معظم براعم الأزهار كانت بنية اللون وبالتالي موت الزهرة، ولن تكون هناك ثمار، خصوصاً أنّ الزهرة تحتوي على مدقة واحدة والباقي منها إذا تعرّضت للمطر فسوف يؤدّي ذلك إلى إصابتها وإصابة الثمرة بالفطريات والحشرات.
ولفت رئيس الجمعية التعاونية الزراعية وعضو اتّحاد نقابات العمال الزراعيّين جورج الفخري إلى عدم وجود أضرار جسيمة في منطقة السهلية كما يشاع، وفق ما شاهد خلال جولته على سهول دير الأحمر ومحيطها، وأنّ أضرار موسم البطاطا الذي زُرع قبل عشرين يوماً، محدودة بحيث لم تظهر بعد على سطح الأرض.
المصدر:النهار