رعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بمفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي الإفطار السنوي، الذي نظمه صندوق الزكاة في مطعم “هياكل بعلبك” في سهل عدوس، بحضور النائب بلال الحشيمي، الوزير السابق حمد حسن، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة ممثلا بنائبه جمال عبد الساتر، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين، وفاعليات دينية وبلدية واختيارية واجتماعية.
سكرية
وطالب معزز سكرية في كلمته باسم صندوق الزكاة ب “تعزيز وحماية الأمن الاجتماعي من خلال مساعدات الخيرين والعمل الجماعي والمؤسساتي المنظم”.
الرفاعي
واعتبر المفتي الرفاعي أن “الزكاة نظرية اقتصادية متكاملة، تقضي على الربا والاحتكار والغلاء وعلى الفجور وعلى كل المظاهر التي تتهدد هذا المجتمع”.
وأشار إلى “أننا عندما ندعو للزكاة، نحن ندعو لكي نواجه الأزمات الاقتصادية بنظرية مطروحة على الجميع، وعلى كل شركائنا في هذا الوطن، كيف تواجهون الأزمات؟ كيف تنتصرون عليها؟ كيف نستطيع الحفاظ على ما تبقى من الوطن؟ إنها فريضة الزكاة التي تواجه كل التحديات وتتجاوز كل المصاعب وتستطيع أن تنهض بمجتمعنا إلى مكان متقدم وإلى مكان أفضل”.
وتابع: “عندما واحدنا يدفع الزكاة هذا يعني النماء والطهارة، للغني والفقير معا. عندما أنت تزكي مالك هذا طهارة لمالك من كل الشبهات وهذا نماء لمالك، أنت عندما دفعت للفقير فتحت له بابا إلى الدنيا، لكنه فتح لك بابا إلى الآخرة، وشتان بين باب يفتح على الدنيا وباب آخر يفتح على الآخرة. أنت عندما تعطي تؤكد أن ليس لدي طبقية في الإسلام، ليس هناك طبقة فقراء وطبقة أغنياء، المال وسيلة تتقرب من خلاله إلى الله، تمد الجسور ولا ترفع السدود، تتقرب للآخر ولا تبتعد عنه، تؤكد أنك وكيل على هذا المال، وأن الله سبحانه وتعالى أمرك أن تتجه به إلى مصارفه المحددة”.
وأردف: “المؤلفة قلوبهم هم يجب أن نحيدهم عن المواجهة، أو أن نضمهم إلى صفنا، فلا بأس أن يكون لهم سهم، لأننا ندرك أن التحديات التي تواجه الرسالة الخاتمة ستستمر إلى قيام الساعة. ويأتي أخيرا أنك تدفع سهما من الزكاة في سبيل الله، في سبيل الجهاد لكي تمد الأرض ولكي تحرر العرض، ولكي تحفظ المقدسات. فلا يستطيع هذا الدين أن يحيا إلا بعزة، ولا يستطيع أن يستمر إلا بكرامة، ولا يستطيع أن ينهض إلا بالحفاظ على المقدسات. لا يمكن للعدالة في العالم أن تتحقق إذا لم تكن المقدسات بين أيدي أهلها”.
وأكد “أننا اليوم في مرحلة مخاض جديدة تختلف عن السابق، وتمهد للاحق. نقول للعدو ولهذا المشروع الذي يريد أن يسلبنا هويتنا وثقافتنا وتاريخنا وحضورنا ومستقبلنا، هذه الأيام باتت مختلفة، إذا أردت أن تضرب ستضرب، إذا أردت أن تعتدي سيرد الاعتداء، إذا أردت أن تغتال أن تجرّف أن تهدم أن تعتقل سنرد عليك، وسنستهدف أمنك ولن يقر لك قرار. بالله عليكم هل الأيام التي يعيشها اليوم الكيان الصهيوني على عربدته وعلى محاولاته تشبه الصورة التي حاول أن يكرسها طوال عقود وعقود؟ إن المشروع الإسلامي التحريري العادل يتقدم، وإن المشاريع الأخرى تتراجع وستنهزم بإذن الله”.
وشدد على “ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والابتعاد عن خطاب الكراهية، وأن نعيش متفاهمين متعاونين على قاعدة الندية والشراكة، لا يطغى فريق على آخر. نحن نريد المشاركة ولا نريد المجابهة، نريد تعاونا ولا نريد تباغضا، نريد تفاهما ولا نريد اختلافا”.
وختم المفتي الرفاعي: “دار الإفتاء في محافظة بعلبك الهرمل منفتحة على عمل الخير، بعيدا عن العنصرية. ومن أجل مستقبل البلد لا بد من المسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة تعمل على وضع خطة إنقاذ اقتصادي واجتماعي”.
الغزاوي
ونقل المفتي الغزاوي تحيات المفتي دريان إلى أهالي مدينة بعلبك، وإلى دار الإفتاء الذي “أضاء أملا جديدا بانتخاب هذه الشخصية النموذجية المتمثلة بسماحة المفتي الشيخ بكر الرفاعي”.
وتوجه بالشكر الى المقيمين على صندوق الزكاة، “ولمن صدق من خلال عمله الدعوي والمؤسساتي في هذه المدينة العريقة. لقد كنتم بتاريخ قلعتكم واليوم بمؤسساتكم”.
وتوجه بتحية للمفتي الراحل الشيخ خليل الميس “الذي مد البقاع ببعلبك الهرمل، وأوصل صندوق الزكاة إلى طفيل ومعربون وعرسال وبعلبك، لتكون هذه المنطقة وازنة في خدمة أهلنا ومجتمعنا، لكي نقدم صورة جميلة عن مجتمعنا، وأهلنا، ولنستطيع من خلال الشباب أن نرسم صورة آمالنا”.
وختم: “عطاؤكم اليوم عنوان يضاف إلى عطاءاتكم السابقة، وأنتم مدعوون إلى التكاتف والتضامن بين أهل العلم والمؤسسة الدينية والناس، لتكونوا صورة شموس مضيئة، وإذا كانت بعلبك مدينة الشمس فأنتم شموس الحاضر، وإذا كانت بعلبك الإمام الأوزاعي فأنتم قراء الإمام وأنتم عنوان الأوزاعي”.