كتب عيسى يحيى،
هل يعلن السيد حسن نصرالله استعداده الحضور شخصياً الى بعلبك الهرمل لدعم لائحة “الوفاء للمقاومة” في الانتخابات المقبلة كما سبق وأعلن خلال دورة 2018؟ وهل يشعر “حزب الله” بثقل المعركة التي ستواجهه في هذه الدائرة؟ وأي تحدٍ وزخم انتخابي سيظهر في ظل خلط الأوراق وفتح بازار التحالفات؟
من بوابة الانماء والوقوف الى جانب شعب المقاومة في بعلبك الهرمل، بدأ “حزب الله” جولاته تحضيراً للإنتخابات في المنطقة ممثلاً برئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، حيث جال على عددٍ من البلدات البقاعية مفتتحاً بئراً ارتوازياً في طاريا، وقدّم عدداً من الآليات للدفاع المدني في رسم الحدث، خاتماً جولته بافتتاح جنة الشهداء في بعلبك بحضور سياسي وشعبي وحزبي.
وإن كان ظاهر الجولة انمائيا بامتياز، فهي تحمل في طياتها دلالات ورسائل على بعد أشهر من الإستحقاق النيابي، إن كان لجهة الشخصية التي تزور المنطقة وهي من الصف الأول في الحزب، أو على صعيد التنقل والحضور بين الأهالي رغم حساسية الوضع الأمني.
أنهى “حزب الله” جردة مراجعته لنتائج انتخابات أيار 2018، وبدأ إعداد العدة لخوض الإستحقاق المقبل آخذاً بالإعتبار التكتيك الذي سينتهجه لسد الثغرات التي يعتبرها أساسيةً في إدارة اللعبة الإنتخابية في المنطقة وتغيير النتائج وفق رؤيته، وفي أساسها المقعد الذي حصلت عليه “القوات اللبنانية” للمرة الأولى منذ التسعينات.
على مدى دورات متتالية فاز “حزب الله” بالمقاعد النيابية العشرة في دائرة بعلبك الهرمل بعدما فصلت عن البقاع الذي كان يشكل بأجنحته الثلاثة دائرةً واحدة، واستأثر في قرار اختيار ممثلي السنّة والمسيحيين طوال تلك الفترة بعيداً من هوى أبناء الطائفتين ومطلبهم، حيث يتم إختيارهم من حلفاء المقاومة أو بتوصية من السوريين. وتجددت تلك التوصية مع النائب الحالي جميل السيد الذي رُشح على لائحة “الوفاء والمقاومة” في بعلبك الهرمل ونال الرقم الأكبر من الأصوات التفضيلية التي حصلت عليها اللائحة مجتمعة بعدد فاق الثلاثة وثلاثين ألف صوت، وعلى قدر الأصوات كانت تمنيات المقترعين بوقوف النائب السيد إلى جانبهم والحضور في ما بينهم. لكن بيدر الأمنيات توقف عند منطقة النبي ايلا حيث يقطن السيد ولم يره أهالي المنطقة في الدائرة التي ترشح عنها يسأل عن همومهم ومشاكلهم، ليبقى السؤال عن خليفة السيد وهل يعاد ترشيحه أم أن المكافأة ستكون من نصيب شخصية أخرى؟
تكتسب دائرة بعلبك الهرمل اهتماماً خاصاً خلال الدورة المقبلة، فهي ساحة تحدٍ بين “حزب الله” و”القوات” بشكل رئيسي في ظل انكفاء تيار “المستقبل” وغيابه عن الساحة التي يسعى شقيقه بهاء لسدّها عبر تواصله مع شخصيات سنّية لها حيثيتها وحضورها، يلاقيه النائب والوزير السابق المبعد عن التيار جمال الجراح الذي يتمدد نحو بعلبك الهرمل، وما بينهما اللواء أشرف ريفي، وجميعهم تبقى حظوظهم ضعيفة أمام هوى الناخبين السنّة الذين ينتظرون قرار “المستقبل”.
وفي هذا الإطار، تقول مصادر متابعة لـ “نداء الوطن” إن “حزب الله” لن يقف وقوف المتفرج على ما يجري داخل الساحة السنّية البقاعية، ولا مصلحة له أبداً بتمدد الحالات التي حكي عنها أو دعمها لمرشحين ومن مصلحته ان يبقى “المستقبل” ذا حضور وممثلا ضمن بيئته، وعليه قد يكون أحد خياراته ترك المقعدين السنيين أو احدهما في الدائرة لـ”المستقبل” والتحالف معه.
وعلى مقلب المعركة الأشرس بينه وبين “القوات اللبنانية” تشير المصادر الى أن رفع نسبة الإقتراع وبالتالي رفع الحاصل الإنتخابي أحد أبرز شعارات معركة الحزب وعناوينها في بعلبك الهرمل، وهو سيضع ثقله في سبيل خسارة “القوات” للمقعد حتى لو اضطر للتضحية بمقعد شيعي من أصل ستة.
وتضيف المصادر أن شعبية نائب “القوات” أنطوان حبشي ومعدل الأصوات العالي الذي حصل عليه عام 2018 يدفع الحزب للبحث عن شخصية مارونية تكون بذات الثقل والشعبية وتحصل على رضى جمهور الحزب، وهنا يدور في الكواليس اسم وزير الاعلام الحالي جورج قرداحي ونية الحزب ترشيحه في بعلبك الهرمل لعدة أسباب: أولها يتعلق بمكافأته من قبل الحزب على موقفه من حرب اليمن وصموده في ظل الهجمة عليه ومطالبته بالاستقالة، وثانياً يعتبره الحزب الشخصية التي يمكن أن تنافس النائب حبشي وتكون جميل السيد الثاني لناحية حصوله على أكبر عدد من الأصوات التفضيلية وبالتالي خسارة حبشي.
لا يمكن في الوقت الحالي التنبؤ بمصير النتائح التي ستبقى مفتوحة على أكثر من احتمال، كذلك لجهة عدد اللوائح التي ستخوض المعركة والتي لن تتجاوز الأربع، لكن الثابت أن “حزب الله” سيكون اللاعب الأبرز في هذه الدائرة تلاقيه “القوات اللبنانية”، وما بينهما تبقى المفاجآت سيدة الساحة بانتظار الأيام المقبلة.
المصدر:نداء الوطن