إيلي ماروني لـ «الأنباء»: لبنان في مرحلة خطرة وقائد الجيش الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة

كتب احمد منصور،

اعتبر النائب والوزير السابق فـي حــزب الكتائب إيلي مـاروني أن لبنـان يمـر بأخطر مرحلة فــي تاريخه المعاصر، إذ الانهيـار كبيــر على مستوى جميع القطاعات، وسط انعدام أي مؤشر أو أمل في أننا سنشهد تحسنا في الأوضاع اللبنانية في المدى المنظور.

وقال ان الانقسام السياسي على أشده، والتوازنات في مجلس النواب صعبة، وبالتالي ليس هناك من قدرة على انتخاب للجمهورية، مرحبا بأي تسوية عربية ـ اقليمية ـ دولية، مبديا أسفه الشديد من ان الاتفاق السعودي ـ الإيراني أثمر في اليمن، ولم يثمر في لبنان.

وقال ماروني في تصريح لـ «الأنباء»: ان وطننا لبنان لم يمر في تاريخه المعاصر بمثل هذا الانحدار العميق، على مستوى الفراغ الشامل لجميع مؤسسات الدولة، فلا رئيس جمهورية، والحكومة شبه معطلة، ومجلس النواب في حكم الغائب، أو المعطل بشكل دائم، بالإضافة الى الفراغ في المؤسسات والقوى الأمنية والقضائية والمالية، في ظل عدم وجود مؤسسات دستورية، لإعادة هيكلة الوضع اللبناني المؤسساتي والإداري.

وأضاف: في ظل هذا الانهيار الاقتصادي والمالي والمصرفي، ليس هناك من مؤشر أو أمل من أننا سنذهب الى تحسن في هذه الأوضاع، واعادة بناء الدولة ومؤسساتها كافة، فالانقسام السياسي على أشده، وتوازنات مجلس النواب، على الرغم من انه غير موجود عمليا على الساحة السياسية، التوازنات صعبة جدا، لدرجة أنه ليس هناك من أكثرية وأقلية، وبالتالي ليس هناك من قدرة على انتخاب رئيس للجمهورية، لبدء عملية الإصلاح وبناء المؤسسات، وللأسف بات المحللون اللبنانيون والسياسيون وغيرهم يتمسكون بأي حراك اقليمي أو دولي لبناء الآمال على هذا التحرك، رغم ان التحرك لم يصب في لبنان، فكلنا رأينا ان التسوية السعودية ـ الايرانية اثمرت في اليمن لكنها لم تثمر في لبنان، وبمطلق الأحوال نحن ذاهبون الى الأزمة والانحدار العميق اذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، في ظل عدم وجود أي مؤشر، من ان هناك وعيا حل بالكتل النيابية، فالكل ينتظر مصالحه، بينما الشعب يئن وينهار ويجوع.

وفي معرض سؤاله عما اذا كنا بصدد تسوية لإخراج لبنان من دوامة الأزمات المتفاقمة، رحب ماروني بـأي تسوية عربية ـ عربية، عربية ـ ايرانية، عربية ـ روسية، وقــال «نرحب بكل التسويات، ولكن حتى الساعة ليس هناك من انعكاس ايجابي للاتفاق الايراني ـ السعودي على لبنان، وهنا أحمل المسؤولية للقيادات اللبنانية كافة، التي تتنازل عن واجبها ودورها الوطني في إعادة بناء المؤسسات وصياغتها».

وردا على سؤال، اعتبر ان «قائد الجيش العماد جوزاف عون قد يكون الشخصية الأوفر حظا لسدة الرئاسة، لأن الأسماء المطروحة يرضى بها فريق ولا يرضى بها الفريق الآخر، وهو شخصية استطاعت إبقاء مؤسسة الجيش، التي هي صمام الأمان، على قيد الحياة، فلم نسمع أي فريق سياسي يهاجمه، لذلك أرى انه الوحيد ضمن الأسماء المطروحة، القادر على لعب دور توفيقي في اعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية، وهو يمكن أن يشكل تسوية توافقية لانتخاب الرئيس».

ورأى انه اذا اجتمع اللبنانيون على موقف واحد، فإنهم قادرون على فرض رأيهم على المجتمعين العربي والدولي، فنحن لا نتدخل في شؤون أي دولة، وفي الوقت نفسه، لا نريد لأي دولة إلا التدخل الإيجابي في مصير لبنان واللبنانيين.

وقال «من يمنع برأيكم نزول النواب الى مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية؟ فأكيد لا أحد، والمجتمعان العربي والدولي، متى انتخب المجلس النيابي اللبناني رئيسا، سيتعاطون معه على انه الرئيس الشرعي للجمهورية اللبنانية، لذلك نعتبر ان هذا الموقف يحتاج الى رجال، ووجود الرجال في مجلس النواب بات أزمة مصيرية للبنان».

وأكد ماروني ان مهمة رئيس الجمهورية الجديد عندما ينتخب، عليه أن يخرج لبنان من القعر والهاوية وجهنم التي وصلنا اليها خلال العهد السابق، مشيرا الى اننا لم نعهد أن نرى في شوارع لبنان هذه المعاناة، بتنا نشعر بالجوع، فلا مؤشر على بناء المستقبل، فالهجرة الى تزايد، وجنون الغلاء والفجور التجاري والسياسي ينهش بأجساد اللبنانيين، ومهمة الرئيس العتيد ان يسعى منذ البداية، الى التفاف اللبنانيين كافة حوله، لإنقاذ ما تبقى من لبنان البائس والمعذب.

Exit mobile version