المطران ابراهيم اطلق دورات الإعداد للزواج في الأبرشية

رعى رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم اطلاق دورات الإعداد للزواج في الأبرشية خلال اللقاء الأول الذي عقد في مطرانية سيدة النجاة بحضور الأب ايلياس ابراهيم، الدكتور سامر بالش والدكتور ايلي هرموش.

وتحدث سيادته الى المسجلين في الدورة وقال :

” اهلاً بالجميع نأمل ان يكون هذا التحضير وقتاً مثمراً يساعدكم في طريقكم في هذه الحياة التي لم تعد سهلة في كافة المجالات خصوصاً في هذا البلد الواقع في مشاكل كثيرة، وبدأ اولاده يفقدون الثقة به.

وطن الإنسان هو الإنسان. الإنسان القريب، الإنسان الذي يحب، الأهل والأصدقاء، فكم بالأحرى اذا كان شريك الحياة الذي هو الوطن الأهم. فاذا فقد الإنسان الثقة بوطنه اي شريك حياته يصبح الوضع مشابها لما نعيشه اليوم لا بل اكثر واصعب، يصبح هناك أزمات من كل النواحي. وتخيلوا اذا اسس عائلة وانطلق واصبح لديه اولاد ويصا الة وقت يفقد الثقة بأولاده او الأولاد يفقدون ثقتهم به . وهنا ايضاً الوطن المحلي الصغير الذي هو العائلة يتزعزع ويقع تحت الأزمات ويصبح هناك مشاكل كبيرة مشابهة للمشاكل التي نعيشها في لبنان، والوطن ممكن ان يدمّر، هناك امبراطوريات اندثرت اندثاراً كاملاً عن خارطة العالم ولم يبقَ لها ذكر الا في التاريخ. وممكن الأوطان الصغيرة التي هي العائلات ان تندثر تحت وطأة المشاكل التي تعيشها ، لذلك نحن اليوم اطلقنا هذه الدورة التي ليس لها اهداف للإستفادة  الخاصة ولا لهدر الوقت ، والهدف من الدورة ان هناك رغبة صادقة بوجود اخصائيين لديهم المام علمي عميق جداً في المواضيع التي يطرحونها بهدف مساعدتكم لبناء اساس صلب وقوي تستطيعون لاحقاً البناء عليه لكي تكونوا جديرين بأن يصل المشوار الى نهايته بالنجاح والمحبة التي نسميها الآن الحب ومع الوقت يتحول الى محبة .

وانا اقول دائماً للذين يتهيأون للزواج ان الزواج ليس اختلاط او ضياع في الآخر او اندماج تام . جبران خليل جبران يصف الزوجين في سر الزواج بعامودي الهيكل، والهيكل يستمر لأنهم موجودين وهم اساسه لكن هما لا يلتقيان بمعنى انهم لا يذوبان ببعضهما البعض ، تيبقى لكل واحد شخصيته ، فالشخص مخلوق ليكون مستقلاً ومحافظاً على كيانه وديمومته، لها طابع الأبدية، روحٌ لا تفنى ولا تضيع بأحد، تتحد ولكنها لا تذوب،الإتحاد بالله هي قمّة القداسة لكن ليس لدرجة الذوبان فيه لأن الله لا يريد ذلك. فكم بالأحرى اذا كان الزوج والزوجة يحاولون تحقيق المستحيل وهو الذوبان ببعضهما البعض، والمستحيل لا يجوز ان ندق بابه كثيراً مع العلم ان لا شيء مستحيل عند الله لكن عند الناس هناك مستحيلاتن نحن لسنا آله بالرغن ان دعوتنا هي التأله. ان ندق باب المستحيلات معتقدين انه باستطاعتنا تحويلها ممكن علينا الإبتعاد عنه في الحياة الزوجية، يجب ان يبقى لدينا معرفة ان بعض الأمور يمكن ان تكبر علينا عندها علينا التعامل معها والتعايش والتفاهم معها بواقعية بهدف الحفاظ على الزواج.

اشكر المشرفين على دورات الزواج الأب ايلياس ابراهي، الأب مارون غنطوس، الأب الياس الخوري، الدكتور سامر بالش والدكتور ايلي هرموش ، واقول لكم مبروك سلفاً ، الزواج هو بداية مسيرة يبقى الإنسان يتذكرها عندمل يضيّع البوصلة بسبب عدم التحضير الكافي قد يصل الى وقت يلعن فيه تلك الساعة. مع الأسف هناك اعداد كبيرة من الزيجات تتدمر وتصل الى حد الإنفصال او الطلاق او بطلان زواج . انشاء الله مسيرتكم تنطلق من ادراك وفهم واستعداد وتأسيس قوي لكي لا تستفيد عائلتكم فقط بل ليقوى كل الوطن. لبنان لا يعمر الا بعائلات عمرانة.”

وبعد كلمته وزّع المطران ابراهيم نسخاً من الإنجيل المقدس للمشاركين لكي يكون قدوة لهم في مسيرتهم الجديدة.

 

Exit mobile version