١٥٠ ألف دولار أميركي هو المبلغ المنشود والذي أقفل عليه تيليتون “كرمال ما تسكّر الدار” الذي أطلقته جمعية “سطوح بيروت” في مبادرة خيّرة دعماً للمسنّين في زحلة الذين عاشوا في الفترة الأخيرة قلق تشريدهم من “دار السعادة للمسنّين” التابعة لدير الراهبات الباسيليات المخلصيات لسيدة البشارة ومطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة والتي ينعمون فيها بالرعاية والاهتمام.
١١ حزيران ٢٠٢٣ كان يوماً واعداً بالنسبة للمسنّين والقيمين على رعايتهم وبالنسبة للإعلامية داليا داغر ولجمعية “سطوح بيروت” التي ترأسها والتي أطلقت منذ أكثر من شهر حملة تشجيع مفعم بالأمل والحب لحثّ الخيّرين على المشاركة وجمع المبلغ منعاً لإقفال الدار.
في تمام الساعة الخامسة مساءً، وبنقل مباشر عبر شاشة OTV، ومن مطرانية سيدة النجاة في زحلة انطلق تيليتون “كرمال ما تسكّر الدار” بجولته الأولى التي افتتحها بالصلاة والمباركة كل من مطران أبرشية زحلة للموارنة جوزيف معوّض ومطران أبرشية زحلة للروم الملكيين الكاثوليك، ابراهيم ابراهيم، وانضمّ إلى المطرانين كل من النائبين سليم عون والياس أسطفان والدكتورة في علم النفس ميريام معلوف والشاعر حبيب بو أنطون ومدير عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب، كريستين زعتر ورئيس مجلس زحلة الثقافي، مارون مخّول والصحافي جوزيف شعنين.
رحّبت الإعلامية داليا داغر بضيوفها واستهلّت اللقاء بكلام مؤثّر عن أهمية التعاون لدعم الدار ومسنّيها مشيدة بمزايا زحلة وأهلها وبكرم أبنائها المقيمين والمغتربين؛ وانهالت الاتصالات على الضيوف وكرّت سبحة التبرّعات على مدى ساعة ونصف تخلّلها نقل لأجواء الفرح التي كان المسنّون يعيشونها في حال من الرجاء والترقّب ولحوار مع رئيسة الدير الأم تيريز روكز حول أحوال المسنّين وحاجاتهم وآمالهم.
في الجولة الثانية، استضافت داغر، بحضور المطران معوّض، كل من رئيس بلدية زحلة السيد أسعد زغيب والمهندس وسيم رياشي والسيدة كلير عون ومنسّق التيار الوطني الحرّ في زحلة، طوني بو يونس ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في زحلة، منير التينة ورئيس نادي أنيبال، يوسف زرزور ونقيب الأطباء يوسف بخاش وتخلّل الجولة نقل من الدار لمشاركة تلاميذ جامعة القديس يوسف التي ثمّنها المطران معوّض متطرّقاً إلى أهمّية العمل الإنساني في الظروف الصعبة وقيمة الدار بالنسبة للمسنّين الذين اضطر أهلهم لتركهم في عهدتها بحثاً عن لقمة العيش. وتخلّل اللقاء اتصال بالراهبة كارولين الراعي المسؤولة عن مدرسة القلبين الأقدسين في كفرحباب، أضاء على مشاركة تلاميذ المدرسة في نشاط لخدمة المسنّين وما تركته هذه المشاركة في نفوسهم من أثر عزّز لديهم قيمة الوالدين والمسنّين وضرورة الاهتمام بهم وواجب زيارتهم بشكل دوري لما يبثّه ذلك من فرح الخدمة والعطاء؛ وقد جمعت الجولتان أكثر من 50 ألف دولار أميركي.
بعد نشرة الثامنة مساء (الأخبار)، بدأت الجولة الثالثة للتيليتون واستمرّت قرابة الساعة والنصف، تصدّرها المطران ابراهيم ابراهيم وانضمّ إليه كلّ من وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجّار والنائب جورج عقيص، ومدير عام وزارة الزراعة، لويس لحّود والإعلامي جوني منيّر، ورئيسة جمعية “المبادرة اللبنانية للانماء”، جيهان جبّور والدكتور عيد عازار والسيدة جوان فرح ورجل الأعمال فادي صيّاح والفنان نقولا الأسطا الذي استهلّها بترتيلة “الحبّ بيبتدي بالعطاء” للمطربة الراحلة سلوى القطريب.
وردّاً على سؤال حول دور وزارة الشؤون الاجتماعية المتقاعص، أكّد الحجّار أن ميزانية الوزارة تراجعت نظراً للظروف المالية التي تمرّ بها البلاد معترفاً بالتقصير ومؤكّداً أنّ الوزارة لن تبخل على المؤسسات التي تستفيد من دعمها، متى توفّرت الأموال اللازمة ومثنياً على جهود جمعية “سطوح بيروت” التي تقدّم للدار ما تعجز عن تقديمه الوزارة اليوم، ووسط اتصالات المتبرّعين الكثيفة، حاورت داغر المطران ابراهيم حول معضلة إرسال الأبناء والديهم إلى دور الرعاية من عدمه، مشيرةً إلى أهمّية المسنّ باعتباره بركة يحتاجها كلّ بيت ويتوجّب على الأبناء تكريمها ولافتةً إلى أهمّية دور الرعاية بالنسبة للمسنّين الذين يحتاجون لعناية متواصلة لا يمكن للعاملين والموظفين أن يؤمّنوها لأهلهم. وتخلل الجولة اتصال بالمسؤولة الإعلامية لدار السعادة، أمل بو خاطر التي روت كيف تمّ التواصل مع الجمعية بإطلاق نداء عاجل طلباً لدعم الدار التي كانت على شفير الإقفال بسبب الظروف الاقتصادية والمالية القاهرة لو لم تلبِّ الجمعية النداء على الفور.
وما لبثت الجولة الرابعة أن بدأت عند الساعة العاشرة والربع ليلاً بحضور النائبين إميل رحمة وشربل مارون والوزير السابق إيلي ماروني وسيدة الأعمال لينا ميتة والصحافي صبحي ياغي والدكتور ريشار خرّاط والشاعر نزار فرنسيس الذي أتحف المستمعين بباقة شعرية مؤثّرة، وكانت اتصالات المتبرّعين في أوجها وسط استمرار أجواء الحماس والهتاف الصادرة عن المسنّين من الدار، الذين لم يخلدوا إلى النوم قبل الاطمئنان إلى مصيرهم، وحاورت داغر الأم نجوى مهنّا حول الدور الذي تقوم به الرهبنة تجاه الدار والمسنين وأكّدت مهنّا أنّ الدار تعتني بالمسنّين على اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم دون تمييز، وتعمل على تخفيف معاناتهم والعناية الإنسانية والطبية بهم.
هذا وتخلّلت الجولات الأربع اتصالات مباشرة مع بعض المتبرّعين المقيمين والمغتربين الذين حرصوا على المشاركة الهاتفية لتسليط الضوء على أهمّية الاغتراب في دعم لبنان وأبنائه ومسنّيه وكان للأندية الزحلية في كندا دور فاعل في جمع التبرّعات من الجالية اللبنانية في كندا وتقديم مجموع المبلغ للدار خلال الحلقة. وكانت داغر تعلن عن كلّ المبالغ التي تمّ التبرّع بها حتى وردها اتصال أحد المتبرّعين بمبلغ 20 ألف دولار أدّى إلى اكتمال المبلغ المنشود فأعلنت وسط تصفيق الحضور عن إقفال التيليتون مهنئة “دار السعادة للمسنّين” والقيّمين عليها على هذا الكمّ من الكرم والتعاون والحبّ الذي أدّى إلى تحقيق آمال المسنين الساهرين، وتوجّهت بالشكر إلى كلّ مَن شارك وعمل وتعب وتبرّع، مؤكّدة أنّ تيليتون “كرمال ما تسكّر الدار”، عكس مرّة أخرى وجه لبنان الحقيقي الذي يتضافر أبناؤه المقيمين والمغتربين، وأطفاله وشبابه وكهوله لمساندة إخوتهم في الإنسانية بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والسياسية، الأمر الذي تعتمده جمعية “سطوح بيروت” في كلّ مبادراتها ونشاطاتها الإنسانية.