كتبت لوسي بارسخيان في نداء الوطن،
يلاحظ في معظم مؤسسات الإدارة الرسمية منذ بدء أزمة تحلل رواتب موظفيها، إنقسام هؤلاء إلى ثلاث فئات. فئة من الكفاءات الذين ما زالت مؤسسات الدولة تقوم على أكتافهم، وهؤلاء يظهرون الأكثر قلقاً على مستقبل هذه الإدارة، ويؤسفهم أن تتدهور حالها إلى مستويات يؤكدون أنهم لم يشهدوها سابقاً. وفئة من يتمسكون بالرواتب الأربعة التي أقرّت الحكومة تقديمها للموظفين كتعويض عن إنهيار قيمة الرواتب، وهؤلاء لا يزالون يأملون بتحسن أوضاعهم، ويؤمّنون الدوامات بالحد الأدنى ولو من دون أن يوفروا الإنتاجية المطلوبة منهم أحياناً. إلا أن رؤساء الدوائر يجدون صعوبة كبيرة في التعامل مع جزء كبير من هذه الفئة، حتى من ناحية إلزامهم بواجباتهم. وفئة من تخلّوا عن الرواتب الأربعة لإنعدام قيمتها بالأساس، ومن بينهم من قرر الإمتناع عن الحضور نهائياً إلى العمل. هؤلاء يحضرون للوظيفة مرة كل 14 يوماً تحاشياً للمحاسبة الوظيفية، أو يؤمّنون حضوراً متحرراً من كل الأنظمة الوظيفية، ويمكن القول أيضاً أنهم «فاتحين على حسابهم». هذه هي الحال في معظم الإدارات العامة ومن بينها دائرة النفوس.