رأى النّائب بلال الحشيمي، أنّه “سواء أتى مشروع قانون الاستدانة من الحكومة أم من مجلس النواب، فالنّتيجة واحدة، ألا وهي انتهاك المزيد من الاحتياط الإلزامي في مصرف لبنان، وبمعنى آخر انتهاك ما تبقّى من أموال للمودعين، علمًا أنّ في الاستدانة إنقاذ لرواتب القطاع العام ولقطاعَي التّعليم والاستشفاء”.
واعتبر، في حديث إلى صحيفة “الأنباء” الكويتيّة، أنّ “مقاربة طلب الاستدانة أيًّا تكن الجهة الّتي ستعدّ مشروع القانون لأجله، أشبه بالمرور في حقل من الألغام، إذ أنّه من جهة لا يمكن التّشريع في ظلّ الشّغور الرّئاسي، ومن جهة ثانية لابدّ من إيجاد حلّ لرواتب القطاع العام وأجوره، ومن جهة ثالثة ضرورة الحفاظ على ما تبقّى من أموال المودعين؛ إنّها الفوضى بكلّ ما للكلمة من معنى إن لم نقل أصبحنا في عصفوريّة كاملة الأوصاف والمواصفات”.
وأكّد الحشيمي أنّ “الحل الوحيد يكمن فقط في عودة الانتظام العام الى المؤسسات الدستورية، وذلك عبر انتخاب رئيس للجمهورية، بالتوازي مع صياغة خطة إصلاحية للخروج من الانهيار الاقتصادي والنقدي”، مشيرًا إلى أنّ “الاعتماد على الخارج للخروج من النفق، كمن ينتظر دخول ابليس الى الجنة، فلا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ولا غيره سيتمكن من احداث خرق في جدار الازمة، ما دام في لبنان ممانعة تمنع تطبيق الآلية الدستورية لانتخاب رئيس؛ إنها الممانعة ضد خلاص لبنان ليس الا”.
وشدّد على أنّ “سياسة الممانعة بإبقاء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، ستقود البلاد الى الانحلال والسقوط الكامل، لكن على قيادات هذه الممانعة ان تعي بأن رأسها سيكون اول المصابين حال سقوط سقف الهيكل”، مبيّنًا أنّ “المواقع المارونية تنهار الواحدة تلو الأخرى، نتيجة الشغور المتعمد في موقع الرئاسة، ولبنان كل لبنان بكل اطيافه ومذاهبه ومكوناته يدفع الثمن”.
كما ركّز على أنّه “حبذا لو يصحو ضمير الممانعين، لاسيما ان شارعهم ليس في جزيرة معزولة، ولا هو في منأى عن الاوجاع المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تصيب اللبنانيين كل اللبنانيين دون استثناء، لكن على من تقرأ المزامير، ففريق الممانعة متمسك بمرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية كضامن لسلاحه ولاستمرار مقاومته، وسيبقى بالتالي ينسف نصاب جلسات انتخاب الرئيس حتى تحقيق مراده؛ الذي لن يتحقق حتما”.
ولفت الحشيمي إلى أنّ “رئيس “التيار الوطني الحر” النّائب جبران باسيل لم يخرج أساسا من حضن الممانعة كي يعود اليه اليوم، فالقاصي والداني كان يعي ان باسيل لا يؤتمن على موقف يتخذه اليوم، لأنه عود اللبنانيين على انه سيعود وينقلب على نفسه غدا”، معتبرا بالتالي ان “المعارضة ما كانت لتتقاطع معه وبحذر شديد على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة، لولا ان “المر افضل من الامر”.
وأضاف أنّ “ما معادلة “بيتنازلوا منتنازل” التي اطلقها مؤخرا بعد لقاءاته الأخيرة مع قيادات من “حزب الله”، التي وصفها الجانبان بالجيدة، سوى حلقة جديدة من مسلسل تضليله للرأي العام”، سائلا: “أي تنازلات سيقدمها باسيل لـ”حزب الله”؟ وماذا يملك أساسا في السياسة وغيرها ليتنازل عنه؟ فهل من ضرورة لتذكيره انه صاحب مقولة الفشل “بدنا وما خلونا”، وان 7 نواب في تكتل لبنان القوي أتوا بأصوات الثنائي الشيعي؟ كفى استغباء لعقول اللبنانيين”.