لبنان ولاد ازمات ففي كل يوم جديد يراكم المشكلات على خلفية الملف الرئاسي الشاغر منذ قرابة العشرة اشهر الذي لم يشهد حراكا ملحوظا عدا ما سجله الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي عاد لينتظر اجوبة الفرقاء الذين التقاهم ابان زيارته الثانية لبيروت والتي كان قد وجهها اليهم حول الملفات التي ينبغي ان تكون محور اهتمام رئيس الجمهورية العتيد في بداية عهده. وعن المؤهلات الواجب توفرها في هذا الرئيس والتي تمكنه من معالجة الملفات حتى اذا تلقى الرجل هذه الاجوبة يعمل على اجراء تقاطعات في ما بينها قبل ان يعود الى لبنان لوضع الجميع في الخلاصات التي توصل اليها والبحث معهم فيها . في ضوء النتائج تتحدد امكانية الدعوة الى انتخاب الرئيس الجديد بعد رعايته ،اي لودريان، التشاور بين الافرقاء المعنيين بالاستحقاق الرئاسي يفترض ان يمهد لانعقاد المجلس النيابي في دورات مفتوحة على ما وعد رئيسه نبيه بري لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد .
النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ “المركزية” : للاسف يبدو اننا اوكلنا امورنا الى الخارج الذي يتصرف على هواه داخليا بدليل ما حدث في مخيم عين الحلوة والناجم عن تعثر الاتفاقات الاقليمية .الامر الذي يحدونا الى الاتعاظ والذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية قبل فوات الاوان وتخلي العالم اجمع عنا كوطن سيد مستقل .السياسة الدولية تغيرت ليس من حيث نظرتها للملف اللبناني وحسب انما من حيث تطلعها للسلم العالمي الذي بات محصورا بما يفيدها ويحقق مصالحها . الحديث عن رعاية فرنسية للحوار بين اللبنانيين وتهديد دول اللجنة الخماسية بالعقوبات على المعرقلين بات مجرد كلام ان لم يكن يتعارض مع مصالح المعنيين .الا تدرك الدول الخمس الكبرى ومعها اللجنة الخماسية حقيقة الاوضاع اللبنانية وهي على اطلاع بكل تفاصيلها اليومية . المطلوب من القوى المحلية السياسية والنيابية بناء دولة مع شهادة حسن سلوك بعد اجراء الاصلاحات وخصوصا المالية ومحاسبة المرتكبين، والا سنبقى على ما نحن عليه . بعد جهد جهيد من قوى التغيير وضعنا قانون الشراء العام ولكن مع ذلك الاتفاقيات والمناقصات تتم بالتراضي ومخالفة للقوانين .الثنائي الشيعي يدعو الى الحوار ويؤكد في الوقت نفسه تمسكه بمرشحه .اخرون يراهنون على الخارج والوقت .ومع ذلك ننتظر عودة لودريان مع علمنا المسبق ان بهذا النهج من التذاكي والتكاذب لا يمكن بناء دولة . الغوا الدستور والقوانين وحتى المفاهيم والمبادئ شابها التغيير والتعطيل .مع ذلك نحن نراهن على هذا الشعب الذي لا بد وان يثور على الظلم اللاحق به على امتداد مساحة الوطن .