أكد سماحته مفتي زحلة و البقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي في خطبتي الجمعة التي ألقاها في مسجد السلطان يعقوب التحتا أن لبنان و ما يعانيه من مشاكل اقتصادية و اجتماعية بسبب حكامه.
و قال: “فرّغوا خزينة الدولة حتى صار الموظف العام في المؤسسات الرسمية قلقاً على راتبه، و فرّغوا جيوب الناس من خلال إضاعة أموالهم في البنوك و عدم مسؤوليتهم في الحفاظ على أموال الشعب و أموال المُوديعين فيها. الأمن الوحيد الذي أفلح فيه حُكامنا هو كيف يحفظوا عروشهم”.
و أشار إلى هجرة الأدمغة و العقول إلى الخارج و تفريغ المجتمع من الشباب الذين هم عصب الحياة و ممثلين الأمة بقوله: “البلد عندما يفرغ من عصبه يصبح جسمه غير سليم”
و أضاف: “لبنان افتقر، مريضه لا يداوى، و طالبه لا يُعلم، ومغتربه لا يحلم أن يعود إليه والمقيم فيه عنده حلم الخروج منه. كل ذلك عبر سوء الإدارة في الحكم هو الذي أوصل لبنان الغني، غنيٌ بأبنائه، غنيٌ بترابه، غني بماءه، غنيٌ بمؤسساته، غنيٌ بكُليته، غنيٌ حتى بحب الآخرين له. حولوا الدولة إلى أحزاب، و نهشوا أموالها و تقاسموا مدخراتها و نخشى اليوم أن يبيعوا مؤسساتنا”.
و استذكر سماحته الإشتباكات التي حصلت في الكحالة و عين الحلوة، و انتشار الفتنة و الفساد في الأرض و استنكر ما يحصل من دمارٍ و تشريدٍ و قتل.
و ختم سماحته بتوجيه رسالة إلى العلماء و أصحاب الدين و الفكر و العلم و قال: “ينبغي لمنابرنا أن تكون في حالة وعيٍ حتى تعي الأمة على أي أرضٍ تعيش، و كيف نستنهض أمتنا لنستبدل الفتن بالأمن و الأمان”.