النمر: ستبقى بعلبك عصية على الفتنة والتهور والذل والهوان

أقامت “دوحة البقاع الثقافية” احتفالا برعاية مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” في قاعة “قصر بعلبك” لمناسبة الذكرى 17 لانتصار آب 2006، بحضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، وفاعليات سياسية ودينية وثقافية واجتماعية.

وعرف الحفل الشعراء: علي غصن، ديانا ياغي نصرالله، وزينة الجوهري، بقصائد ومقطوعات نثرية من وحي المناسبة.

رعد

رئيس “دوحة البقاع الثقافية” علي ناصر رعد، شكر النمر لمساعيه ودعمه “لافتتاح بنك الدم قريبا بمساهمة من مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر”.

 

وسأل: “كيف لا نحتفل بنصر تموز وآب 2006 الذي غير كل المعادلات، وفي عيد النصر يتعطر المكان وتدق الأجراس وتنشد الطيور لحن الخلود، ويتوهج البدر حاملا معه باقات الزهر، فقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات”.

النمر

ورأى النمر أن “بعلبك بكل علمائها ومعلميها وأدبائها ومفكريها ومهندسيها وكل مهنها ومجاهديها، هم الفرقة الناهية عن المنكر والآمرة بالمعروف، الفرقه الناجحة الناجعة المتبصرة الحاضرة في ساح الكفاح والنضال والجهاد. بعلبك العنيدة التي قارعت المغول وحاربت الاستعمار قديمه وحديثه، بعلبك المعاندة لكل رياح التطبيع مع أي استعمار، بعلبك التي قدمت العلماء شهداء والمجاهدين قرابين، هي نفسها بعلبك التي احتضنت المقاومة سنة 1982 وغمرتها وحنت عليها
وجمعت لها الطاقات وقدمت بيوتها، وأطعمت وسقت وربت ودافعت ودربت وعسكرت وهمت وزأرت وأرعدت وأبرقت ولمعت فكان النتاج تحرير الأرض في عام 2000، والانتصار في عام 2006 الذي نحتفي به اليوم ليكون التاريخ المجيد في عالم أجيالنا”.

وأكد أن “بعلبك كانت وما زالت وستبقى عصية على الفتنة والتهور وعلى الانقياد وعلى التسطح وعلى الفشل وعلى الإنهزام وعلى الذل والهوان. بعلبك مدينة الشهداء والمقاومين الأحرار على مدى التاريخ ومدينة 160 شهيداً و600 جريح في حاضنة المقاومة الإسلامية”.

وأضاف: “باسم مجاهدي المقاومة أتقدم من بعلبك وفعالياتها بالتبريك والتهنئة في عيد نصر تموز لأنكم أنتم المقاومة، حميتموها وركبتم زورقها وقدمتم في سبيلها الغالي والنفيس، وبعلبك تطلع لأن تكون شريكا في الانتصارات الكبرى في معركة الوجود الإنساني، بتحرير القدس وأراضي فلسطين”.

وأردف: “نقول للبعيد والقريب المقاومة التي ضحت وقدمت دون أن تطلب شيئا، والتي أهدت النصر لكل شريف في عالمنا العربي والإسلامي، هي نفسها التي ستكمل الطريق من أجل حمايه لبنان أولا وتحرير فلسطين ثانيا، وإن بعض الهواة لن يجعلوا المقاومة تنظر إلى الخلف، فبصرها إلى أقصى القوم وهي القادرة الحاضرة والواثقة، لن يثنيها ولن يثبط عزيمتها أي افتراء أو دجل وكذب”.

وقال: “المقاومة ستقطع الطريق على كل المستثمرين بأوجاع الناس بالحكمة والتدبر ومعالجة الأمور بعقل متبصر. إننا ومن بعلبك نؤكد أن القدس والأقصى وكل فلسطين هي القضية الأساس، واليوم أصبحنا نقترب أكثر من أي وقت مضى وبكل يقين، من اليوم الذي نرى فيه فلسطين محررة بفضل أبنائها الفلسطينيين، وبكل فصائلها المقاومة في الداخل والخارج بفضل المقاومة التي ننتمي إليها”.

وأعلن: “وقفنا إلى جانب مدينه بعلبك، وقدمنا لها الماء والطاقة والخدمات ووقفنا الى جانب مؤسساتها ونعتبر ذلك من باب الوفاء لأشرف الناس. عملنا جاهدين لتعزيز مواقع الخدمة الجماعية منذ ثلاث سنوات، وقفنا إلى جانب بلدية بعلبك خلال الأزمة بتقديم المساعدات للعمال وللقيام بأعمال الصيانة، وتأمين المحروقات للآليات لتأمين النظافة، ولكن هذا العام خففت علئدات الموسم السياحي عنا العبء، وقدمنا في البقاع شهريا 400 ألف ليتر مازوت لتشغيل 85 بئرا لتأمين مياه الشفة، ثم أنجزنا  بالتعاون مع الخيرين تجهيز 30 بئرا بالطاقة الشمسية، منها 4 آبار في بعلبك، بالإضافة إلى بئرين سيتم تجهيزهما قريبا. وركزنا على تقديم الخدمة للناس، لذلك حرصنا على أن تستمر المؤسسات الرسمية في عملها لخدمة أهلنا، فقدمنا المحروقات وساعدنا موظفين في بدلات النقل ليتمكنوا من الدوام في مراكز عملهم، في الوقت الذي تخلت فيه الدولة عن واجبها تجاه مؤسساتها، وعملنا هذا لاستمرارية المؤسسات الرسمية، إيمانا منا بأنها تشكل رافعة للخدمات الاجتماعية من أجل الناس”.
وأضاف: “لم نوفر أي جهد للوقوف إلى جانب أهلنا للتخفيف ما أمكن من الأعباء الصحية والاجتماعية والمعيشية، ولكن نحن لا ندعي بأننا بإمكاننا حل كل المشاكل، ولسنا بديلا عن الدولة، ولكننا بالتأكيد نستطيع أن نخفف منها، وأن نحصن مجتمعنا، ونقف إلى جانب الناس ضمن الإمكانيات المتاحة، حتى يأتي الوقت الذي يستعيد فيه بلدنا عافيته”.

وختم النمر: “سنبقى الحارس والحامي والعاملين والمجدين في سبيل خدمة المجتمع البعلبكي والبقاعي من أجل أن يبقى مرفوع الرأس والمنتصر والعزيز، في هذه المنطقة الخصبة والمضحية والمقاومة”

 

جرادي

والختام بأمسية شعرية استهلتها الشاعرة آيات جرادي، فقالت: “من بعلبك إلى الجنوب سلام، ومن الجنوب تحية وكلام، أمي البقاع، وكيف لا أهوى البقاع وفي البقاع أحبة وكرام، وأبي الجنوب وللجنوب حكاية أخرى تضيق بوصفها الأقلام”.

صلح

وبدوره نائب رئيس”دوحة البقاع الثقافية” الشاعر إبراهيم قال في مطلع قصيدته: “رتّل نشيدك للفدى ترتيلا

واسرج لنا ظهر النجوم خيولا

تموز أخضعت الزمان بأسره

حتى انحنى لك طائعا مذهولا

بالأمس سطرت الجهاد ملاحما 

ومشيت عرضا في البلاد وطولا”.

 

عودة

واعتبرت الشاعرة الفلسطينية نهى شحادة عودة أن “كل صفحات التاريخ تطوى بلا قراءة ولا عودة إلا الصفحات المشرقة في تاريخ الشعوب تُقرأ وترسخ في الذاكرة، ونحن اليوم نقرأ ونستذكر إحدى أهم هذه الصفحات في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، والتي كتبت بأحرف من نور لمن اهتدى، ونار على من اعتدى”. 

موسى

وختاما مع قصيدة الشاعر بسام موسى “أرض”، ومطلعها: “ندَّى الثرى فتفتحت أزهار

وانسال من فرح الشذا أحرار

أرض إذا لثم الأباة ترابها

اخضوضرت وخضيرها ثوار”.

Exit mobile version