ما الذي علينا معرفته عن هذا المتحوّر؟ وهل تُتّخذ إجراءات جديدة؟

حذّر تسجيل صوتيّ مسرّب من داخل مستشفى رزق من عودة فيروس كورونا، ومن تسجيل إصابات جديدة، بعد غياب موقّت للفيروس. لم يكن من المفترض أن يخرج هذا التسجيل من داخل حرم المستشفى، ولم يعد مهماً البحث عن كيفيّة تسريبه، فالواقعة حصلت، والأهمّ معرفة حقيقة الوضع الوبائيّ في لبنان.

في متابعة للأخبار الواردة من الدول الأخرى، يبدو واضحاً أن عداد الكورونا في ارتفاع مستمرّ، وجرى رصد متحوّرات جديدة من متحوّر #أوميكرون في أكثر من 51 دولة. لكن النّقطة الإيجابيّة والمريحة هي أن الإصابات طفيفة إلى متوسّطة، ونسب الوفيات ضئيلة، ممّا يعني أنّ الفيروس لم يعد بالخطورة نفسها التي كانت عليها في بداية الجائحة، والخوف من مضاعفات الفيروس تضاءل. 

صنّفت منظّمة الصحّة العالمية المتحوّر الجديد EG.5، أو ما يُطلق عليه تسمية غير رسميّة اسم”إيريس”، نسخةً من متحوّر أوميكرون، على أنّه متغيّر مثير للاهتمام. 

وقد بات معلوماً أنّ ظهور متحوّرات جديدة ليس بالأمر المفاجىء أو غير المتوقع؛ فما الذي علينا معرفته عن هذا المتحوّر؟ وهل تُتّخذ إجراءات جديدة؟

يوضح الاختصاصيّ في الأمراض الجرثوميّة والمعدية البروفيسور جاك مخباط لـ”النهار” بأنّ “التسجيل المسرّب هو تسجيل مرسل إلى الجسم التمريضيّ والطبيّ في مستشفى رزق، للتحذير من زيادة الأعداد بفيروس كورونا في المجتمع والمستشفى. لذلك، من واجباتنا التحذير وزيادة الوقاية لتفادي انتقال العدوى. ولم يكن من المفترض تسريب هذا التسجيل، ولا يحقّ للمستشفى إرسال أيّ معلومة طبيّة، وأيّ إعلان صحيّ يُفترض أن يصدر عن وزارة الصحّة”.

ومع ذلك، هل ذلك حقيقة؟ يُجيب مخباط بالإيجاب، مضيفاً “نشهد إصابات متزايدة. وبالرغم من ذلك، ما زالت الأعداد المسجّلة متوقّعة نتيجة السّفر والاختلاط الكبير في الأعراس والسّهرات والمهرجانات… وهو ما يُفسّر زيادة الحالات الإيجابيّة بالفيروس”.

إذن، هل هذا هو المتحوّر الجديد؟ يؤكّد مخباط أنّ “كلّ متحوّرات كورونا تخضع لدراسة علميّة مفصّلة في الجامعات لمعرفة أنواعها وخصائصها. ومن المتوقّع أن نعرف هذا الأسبوع ما إذا كان المتحوّر الجديد “إيريس”، الذي ظهر في أوروبا، موجوداً في لبنان. 

ما هي العوارض المرضيّة للمتحور الجديد؟ 

يشير مخباط إلى أن “العوارض المرضية أخفّ بكثير ممّا كانت عليه في الماضي، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الشخص المرضيّة بشكل أساسيّ. فإذا كان الشّخص بصحّة جيّدة، تظهر العوارض عليه بشكل خفيف مثل: 

* الرّشح وسيلان الأنف وألم الحلق

* التعب

* الحرارة

* العوارض في الجهاز التنفسيّ الأعلى وليس في داخل الرئة. 

لكن نسبة قليلة من الأشخاص سوف يعانون من عوارض في الجهاز التنفسيّ، وهم على الأغلب من فئة كبار السنّ، أو سيعانون من نقص المناعة أو مشكلات صحيّة أخرى. وحتى هؤلاء الأشخاص لا تتخطّى مدة استشفائهم 3 أيّام. وبالتالي، لا نلاحظ وفيات أو إصابات خطرة وشديدة كما كانت الحال في الموجات السّابقة.

وعليه، لا يتخوّف مخباط من الوضع الحالي، ولكن من الواجب تحذير الناس من الإصابات المتزايدة، ومن الاختلاط كثيراً والتقبيل.
مدّة العزل؟

يوصي مخباط الشخص المصاب بالفيروس بعزل نفسه لمدة 5 أيام، حسب كلّ حالة وعوارضها، وألا يخرج من المنزل قبل مرور 24 ساعة من دون ظهور عوارض مرضيّة. 

حتى السّاعة، لا توجد توصيات طبيّة لاتّخاذ أيّ إجراءات إضافية، كما لم تُصدر وزارة الصحة أيّ توصيات جديدة حول المتحوّر الجديد. 

من جهته، أكّد وزير الصحّة فراس الأبيض بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب #ميقاتي أن “هناك تزايداً في أعداد الإصابات، وهذا الأمر نشهده عادة في موسم الصيف. وتقوم وزارة الصحّة بترصّد الحالات في المستشفيات وخارجها. وحالياً، تُفيد الأرقام التي لدينا بأنّ هناك تزايداً في الحالات. ولكن الوضع في المستشفيات تحت السيطرة، وهناك حالات قليلة جدّاً تحتاج إلى العناية المركّزة”.

وشدّد الأبيض على أهمّية الوقاية، ناصحاً “المرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة، والأكثر عرضة للإصابة، بأن يأخذوا اللقاح لحماية أنفسهم”، بالإضافة إلى وجوب تجنّب “مَن لديهم عوارض المخالطة”، ناصحاً “كلّ من لديهم مشاكل في المناعة بأن يستعملوا وسائل الحماية الشخصيّة كالكمامة وغيرها. وإن وزارة الصحة ستطلع المواطنين على أيّ جديد حول هذا الموضوع”.

Exit mobile version