كتب عيسى يحيى في نداء الوطن،
بين الخوف من الفضيحة في مجتمعٍ يعيش موروثات العادات والتقاليد، وكشف المستور لتكون عبرةً لغيرها من قصص مخفية، لا تزال عشرات الروايات عن قضايا التحرش والإغتصاب طي الكتمان، وهي رهن إرادة الأهل والضحايا لرفع الصوت.
جريمتان تطوفان المناطق اللبنانية هذه الأيام وتهزّان الرأي العام الذي يطالب الدولة اللبنانية بإنزال أشدّ العقوبات بمرتكبيها، لتشكّل رادعاً لمن تسوّل له نفسه القيام بمثلها. الجريمة الأولى هي القتل عمداً باستخدام الأسلحة الحربية من دون أن يرف جفنٌ للقاتل، وتزداد يوماً بعد آخر، وتنتشر ظاهرة حمل الأسلحة بين المواطنين و»على عينك» يا دولة، وكان آخرها مقتل شاب سوري منذ أسبوعين لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره بعد إطلاق النار عليه وسط السوق التجارية بسبب خلاف فردي.
أمّا الجريمة الثانية فهي قضايا التحرش والإغتصاب التي تطال الأطفال القصر، وتنفّذها وحوش بشرية، وفيما تصدّرت قضية الطفلة لين طالب تلك القضايا، تظهر الى العلن عشرات الحكايات التي تشبه قضية لين، وإن لم تؤدِ الى الموت.
فقد كشف النقاب أمس عن تعرّض الفتاة القاصر م. عزالدين (13 سنة) للتحرش ومحاولة الإغتصاب منذ حوالى عشرين يوماً في بلدتها عرسال، تلك البلدة ذات النسيج البقاعي الذي لا يزال يحافظ على العادات والتقاليد، وينبذ كل ما يمسّ الشرف والكرامة. وفي وقتٍ تسعى البيئة إلى لملمة مثل تلك القضايا خوفاً من الفضيحة، أو التوجه نحو أخذ الحق باليد وصولاً إلى القتل، أخذت قضية عزالدين منحى اللجوء الى القانون بعد محاولات الابتزاز بـ»فيديوات» مخلّة بالآداب أُجبرت الفتاة على تصويرها.
أكثر من عشرة أيام مرت على توقيف أربعة متورطين من أصل ستة في عملية إجبار عز الدين على تصوير «فيديو» غير لائق والتحرش بها، ووفق مصادر متابعة لـ»نداء الوطن» إنّ ستة شبان تتراوح أعمارهم بين 18و 21عاماً، بينهم جندي في الجيش، وجميعهم من البلدة، تمكّنوا من إقناع الفتاة بالركوب معهم في السيارة والتوجّه إلى أحد الأماكن على أطراف البلدة قبل نحو عشرين يوماً، حيث أجبروها على تصوير «فيديو» والتحرّش بها لفظياً وجسدياً، وبعد إعادتها من دون تعرّضها للإغتصاب بدأ الشبان محاولات ابتزازها وتهديدها بـ»الفيديو» إذا امتنعت عن الصعود معهم مرة أخرى، وبعد عدة محاولات باءت بالفشل، أخبرت الفتاة أهلها بالحادث، فلجأوا الى القوى الأمنية التي عملت على توقيف 4 منهم في فصيلة درك عرسال منذ عشرة أيام، فيما لا يزال اثنان منهم متواريين عن الأنظار. وختمت المصادر أنّ الفتاة لا تعاني من أي اضطرابات عقلية أو جسدية وفق ما أشيع، وهي بصحة جيدة ولا تزال مع أهلها في البلدة.